أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    07-Nov-2017

أثرياؤنا ..... وأثرياؤهم *رشيد حسن

 الدستور-ونحن نستعرض مفاصل القوة الصهيونية، التي كان لها الفضل الأكبر في اقامة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين العربية، يبرز المال الصهيوني، حيث نجح الاباء الصهاينة المؤسسون في توظيف هذا المال، في تجذير وتثبيت هذا الكيان الغاصب، من خلال بناء المستعمرات الصهيونية، ومدها بكل وسائل الحياة والقوة..

ويبرز في هذا السياق المليونير اليهودي الفرنسي “روتشيلد”..الذي كان اول من قام بتمويل بناء المستعمرات، اذ مول اقامة “30” مستعمرة صهيونية في أواخر القرن التاسع عشر، من بينها مستعمرة “بتاح تكفا” ومعناها بالعربية “ الأمل”، وألحقها بعد ذلك بتمويل “30” مستعمرة أخرى، ليبلغ عدد المستعمرات التي اقامها “60” مستعمرة، وذلك قبل الحرب العالمية الاولى، وفي عهد الولاية التركية على فلسطين..
وهكذا حتى استلم الراية المليونير اليهودي الروسي “ موسكوفيتش”، الذي يقوم اليوم  ببناء المستعمرات الصهيونية في قلب القدس العربية، وفي محيطها، وقد بلغ عدد المستعمرات التي أقامها حتى الان”40” مستعمرة، تضم أكثر من “200” الف مستوطن مسكون بالكراهية والحقد.
نسوق هذه المقدمة لندعو أهلنا واخواننا الأثرياء الفلسطينيين، وخاصة من يتجرعون مرارة الاغتراب، الى التوجه الى قبلة الوطن، والانخراط في معركة الصمود والبقاء، فهم يعرفون قبل غيرهم، بحكم خبرتهم وتجاربهم وثقافتهم، أن شعبهم الفلسطيني يقود اليوم الفصل الاخير من فصول معركة الوجود، بعد أن أصبح هذا الوجود والبقاء مهددا من قبل العصابات الصهيونية التي ترفض الاعتراف بوجوده، وترفض الاعتراف بحقه في تقرير المصير، وحقه في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
لا ننكر مساهمات الكثيرين من ابناء وطننا، وخاصة الاثرياء من المغتربين في بناء الوطن، وتعزيز صموده، وبناء مؤسساته الوطنيه من جامعات ومدارس ومستشفيات ومساجد..الخ، ودعم دور الايتام، والاندية، والجمعيات الخيرية التي تتولى الانفاق على الاسر الفقيرة، وترميم المنازل المهددة بالسقوط. في القدس المحتلة، وغيرها من المدن.
لا ننكر ذلك، بل نجله ونحترمه، ونرفع قبعاتنا احتراما لهم، ولكنهم يعرفون أيضا قبل غيرهم، أن الوطن المبتلى بالاحتلال لاكثر من “ 50” عاما، يمر في أخطر المراحل، ويخوض معركة صراع البقاء “ ان يكون او لا يكون “ كما يقول شكسبير.. 
ولذا فهو بحاجة الى الكثير الكثير لافشال مخططات العدو وخططه الخبيثة الدنيئة، التي تقوم على ابتزاز المواطنين، وخاصة الفقراء وذوي الدخل المحدود، الذين لا يستطيعون ترميم منازلهم، ولا يستطيعون دفع الضرائب، ولا..ولا.!!
فهذه الشريحة هي أولى الناس بالدعم والرعاية لانقاذهم من براثن أبناء وأحفاد “شيلوك” مصاصي الدماء..
قد يقول قائل ان السلطة تمور بالفساد.. ونقول نعم..فالفساد أصبح ظاهرة عربية – مع الاسف الشديد – لغياب الديمقراطبة الحقيقية، وغياب المساءلة والمحاسبة،، الم تتهم التقارير اكثر من “ 20” وزيرا في عهد الرئيس الشهيد ابو عمار بالفساد؟؟
ولكن هذه التهم، أو بالاحرى هذا الواقع، يجب أن لا يسد الطريق أمام المتبرعين خاصة وهم يملكون الوسائل الكثيرة لايصال الدعم لمستحقيه، دون المرور “بازلام” السلطة.
ان أي ملياردير فلسطيني وهم كثر، يستطيع أن يتعاقد مع أي شركة مقاولات تتولى تنفيذ مشاريعه الخيرية، سواء ترميم منازل المقدسيين، أو ترميم المدارس والمستشفيات والجمعيات الخيرية والاندية...الخ.
ونسأل..ونتساءل ؟؟
لماذا لا يقوم هؤلاء الاثرياء باقامة مدينة متكاملة لابناء واسر الشهداء والاسرى، الذي قضوا زهرة عمرهم في السجون والاقبية ومعتقلات الصهاينة الفاشيين؟ ومدها بكل اسباب البقاء والازدهار لتكون مثالا للبذل والعطاء، ومثالا لتقدير من ضحوا بحياتهم لتبقى فلسطين حرة ابية.
لقد أيقن المفكرون والمبدعون الفلسطينيون، الذين صهرتهم المعاناة والاغتراب، بان “من لا وطن له لا كرامة له” ومن هنا كانت وصايا ادوارد سعيد وابراهيم ابو لغد وهشام الشرابي ورشيد الخالدي..الخ الى ابناء واحفادهم.. بان لا يضيعوا البوصلة.. فيضيعوا...
باختصار..
 فلسطين تستحق الكثير..الكثير..وشعبنا المرابط في اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يستحق الدعم لتجذير صموده ,..ويكفي أنه استطاع بلحمه..بدمه.بعريه... بجوعه واوجاعه.. بصبره الاسطوري ان يكون طليعة الامة المقاومة، وان يفشل المشروع الصهيوني..
وان يجعل من فلسطين هوية نضاليه يعشقها احرار العالم.