أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Apr-2018

أسواق الخضار القديمة بعمان: تنافس بالمناداة لجذب المشترين

 الغد-عبدالله الربيحات

يقدم البائع العتيق للخضار والفواكه في سوق السكر وسط عمان "أبو علي" وصلة إيقاعية بصوته القوي، لمناداة الزبائن الى بضاعته من الخضار والفواكه المعروضة بإغراء في جنبات المحل، وكأنه قائد في "زفة عرس"، فيسمعه جيرانه من أصحاب المحال، فيردون عليه أيضاً بعبارات مماثلة تحاول منافسته لجذب الزبائن.
سوق السكر وسط البلد، وغيره من الأسواق العريقة عرفتها مدينة عمان منذ عقود، وهو يعد من الأسواق المتخصصة ببيع الخضار والفواكه، فيما تنتشر أسواق شبيهة للخضار والفواكه بمناطق راس العين الواقع في شارع الملك طلال، والوحدات الشعبي والمركزي؛ حيث يتنافس أصحاب المحال فيها، على تزيين بضائعهم، وتصفيفها وعرضها على نحو فني فوق الطاولات أو على عربات وفي واجهات زجاجية.
وليضمن أصحاب المحال إقبال الزبائن، في ظل التنافس الشديد بينهم، ابتكر بعضهم طرقا جديدة مميزة، لجذب الانتباه لمعروضاتهم، تتضمن عبارات طربية وشعرية وزجلية؛ اذ يقف بائع أو دلال على عتبة المحل، أو أمامه، ويطلق العنان بالمناداة على البضاعة.
صوت أبو علي وهو يتفنن بالمناداة على بضائعه من الخضار والفواكه، بالتزامن مع منافسه من أصحاب المحال المجاورة، بات من تراث عمان ورونقها؛ حيث تستهوي هذه الممارسات سياحا أجانب وعربا، ومواطنين، يتجولون أو يتسوقون، وتصيبهم بالدهشة جماليات التعبير وطرافته أحيانا، وإيقاعه، وكأنهم يشاهدون عملا تمثيليا حيا، مع أن هذا هو الوضع اليومي في السوق لهذا الطقس الترويجي للبضائع، ويبدأ في الصباح الباكر مع مجيء الخضار والفواكه من الأسواق المركزية للبائعين، ويستمر حتى ساعات إغلاق المحال.
ويتبارى أصحاب المحال بابتكار الطريف والمشوق في العبارات والجمل الغريبة، التي تمجد وتمدح بضائعهم، وتتخلل نوبات المناداة عبارات من مثل: "أصابيع الببو يا خيار"، للتدليل على جودة وظرافة ثمار الخيار التي يعرضها البائع، و"3 بليرة مال القويرة" في إحدى عبارات المنادة للبندورة، وهي كناية عن جودة المكان الذي ينتج البندورة، و"طوشي يا نجاص" في تمجيد فاكهة الإجاص.
كما تتردد عبارات "ليش العسل يا تين" كناية عن حلاوته الشديدة، و"سبحان الذي خلقك يا كوسا"، و"عجمي أسود للمتبل" عن الباذنجان، "هي زهرة بلدية نزل عليك الثلج يا زهرة"، و"حلوة حلوة يا فليفلة مو حلوة الصفرة بلا الفليفلة.. ويالله يالله يا فليفلة.. نقي بإيدك الفليفلة".
كذلك ينادي الباعة على الملوخية في موسمها، بعبارات من مثل: "عنا ملوخية ملوكية" و"حبش لملوخ"، أما البصل فينادى له "يالله يا بصل واللي بياكل منه ع الحج بيصل"، وللدراق نصيبه في قولهم "يالله يالله دراق.. بيشلح لحاله لا تشلحو".
عضو نقابة مصدري الخضار والفواكه، الحاج زياد الشلتاوي، قال لـ"الغد": "إن ابتكار التجار لمثل هذه العبارات، يعد أسلوبا دعائيا، ما يساعد على بيع بضاعتهم"، لافتا الى أنه يعمل في السوق منذ أربعين عاما، لكن في الأعوام الأخيرة "لاحظنا أن الجيل الحالي لا يهتم لهذه العبارات ولا تشده كحال الأجيال القديمة والكبيرة، فاليوم تأتي نساء شابات لشراء مؤونتهن من الخضار والفواكه، من دون أن يعرن مناداة الباعة لبضائعهم أي انتباه، ويطلبن من الباعة فقط، أن يدلوهن على البضاعة الجيدة، وهكذا يفعل أرباب الأسر من الشباب.
رئيس اتحاد المزارعين، محمود العوران، بين لـ"الغد" أن هذه العبارات تبتدع لجذب الزبائن لشراء المنتجات، وهي حاليا لا تجذب سوى كبار السن ممن يستمعون لها، ويختارون ما يدغدغ رغباتهم من العبارات، فيذهبون للشراء من عند مطلقها.
أما الجيل الجديد من الزبائن، فقال العوران "إن هذه الأساليب لا تجذبهم، بسبب انتشار المحال المختصة ببيع الخضار والفواكه في مناطقهم وفي المولات، اذ لم يعد الكثيرون منهم يقصدون الأسواق المتخصصة".
وأشار الى أن أبناء المناطق الراقية مثلا، يحصلون على خدمة توصيل طلبياتهم الى منازلهم، لذا يتكاسل كثيرون منهم عن المجيء للأسواق المتخصصة والقديمة، مفضلين خدمة التوصيل لما يحتاجونه، حتى لو كلفهم ذلك أسعارا مرتفعة للخضار والفواكه عما هو موجود في الأسواق القديمة.