أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    10-May-2022

صقيع الاقتصاد..*محمد سلامة

 الدستور

الإقتصاد الأوروبي دخل في مرحلة جديدة من التعرجات الحمراء، فعزل روسيا عنه،وتحريض الدول السبع للحاق به، ونكبة الحرب الاوكرانية المفتوحة، والتهديدات بتدمير دول الناتو خلال ثلاثين دقيقة، واللعب على المكشوف في منع صعود الصين أو روسيا، ومحاولة إبقاء العالم كله رهينة بيد الدولار الأمريكي..هذا وغيره أدخل الإقتصاد العالمي في صقيع قد يطول ونتائجة حتما كارثية. 
 
الحرب على أوكرانيا هي المدخل لتدمير اقتصاد روسيا أولا واضعاف الإقتصاد الصيني ثانيا، ومنع صعود اقتصاديات مثل الهند ومجموعة دول البركس، وما يمكن فهمه أن الدولة الأمريكية العميقة وراء كل ما يجري اليوم، فاللعبة ليست في أوكرانيا وعلى اقتصاد أوروبا وحده بل في العالم وتهدقف إلى إعادة ترتيبت خارطة الإقتصاد العالمي بضربه بموجة صقيع شديدة تفقده عنصر القوة والمنافسة معها، وذلك ما نشهده اليوم في اجتماعات الدول الصناعية السبع وفي قرارات واشنطن وحزمة العقوبات الجديدة على موسكو، وعلى الطرف الآخر نجد أن الجوكر الاقتصادي الصيني يتلاعب عليهما في تلوين مواقفه الاقتصادية محاولا التسلل بالليوان إلى قلب المعادلة العالمية بصمت فيما تهاوت عملات اليورو والكيبل(الجنيه الاسترليني )،مقابل صعود الدولار الأمريكي والروبل الروسي يرافقهما صعود الذهب، وهنا يذهب الخبراء إلى القول أن إنزال الروبل لحظة إنهاء موجات الصقيع الاقتصادي لا يحتاج إلى عناء كبير في واشنطن. 
 
بالأرقام فإن إجمالي الناتج العالمي يصل إلى ( 88) تريليون دولار سنويا، منها نحو 43% ضمن الإقتصادين الأوروبي والأمريكي، والباقي لباقي لدول العالم، وما كشفه عنه أحد خبراء البنك الدولي أن استمرار الحرب الاوكرانية حتى نهاية العام الجاري سوف تؤدي إلى ارتفاع حصة الاقتصادين الأمريكي والاوروبي إلى أكثر من50%  على حساب حصة الصين وروسيا، واللافت أن الحديث يدور عن عقوبات غير معلنة على كبرى الشركات الصينية المنافسة، وهناك مؤشرات على أن تعطيل سلاسل التوريدات في أمريكا مقصودة لدفع كبريات الشركات الأمريكية للبحث عن البديل الصيني، وفي كبريات البنوك المركزية الأوروبية يجري تعقب حركة الأموال عبر الأسواق، وهناك أرقام تؤشر على وجود مشاكل حديثة في الإقتصاد الصيني سواءا لجهة التصدير أو التسويق أو نوعية المنتج، والمحصلة أن الإقتصاد العالمي كله يعاني موجات صقيع مدمرة تهب عليه ويحاول الخروج منها بأقل الأضرار. 
 
صقيع الإقتصاد يتمثل في رفع اسعار الطاقة وهذا يرافقه زيادة مضاعفة في أسعار المواد الأساسية والغذاء وو...الخ، وهذا يشل اقتصاد الدول النامية والفقيرة ويزيد من تبعيتهما إلى الإقتصاد الغربي، كما ان عزل الإقتصاد الروسي عن النظام المالي العالمي، واحتواء اقتصاد الصين واضعافه، وإعادة تدوير خيارات التبعية الاقتصادية الأوروبية للاقتصاد الأمريكي ظاهرة في قرارات مجموعة الدول السبع، وسياسات واشنطن في دفع العالم إلى التخلي تدريجيا عن الطاقة الروسية، وبما يعني نهايات الحرب العالمية الاقتصادية يراد لها إسقاط وازاحة كل من الصين وروسيا عن إمكانية منافسة الإقتصاد الأمريكي. 
 
صقيع الإقتصاد كما  يراه خبراء الذرة الاقتصادية يجرف بسرعة غير مناسبة سلسلة انهيارات عالمية اقتصادية، فجائحة كورونا عطلت ماكينة النمو الاقتصادي للصين واربكت الإقتصاد الأوروبي وفرضت مزيدا من التبعية على اقتصاديات العالم الثالث المربوط بالبنك الدولي وصندوق النقد، وجاءت حرب أوكرانيا في دورتها الحالية مكملة لرغبات واشنطن في موجات صقيع مدمرة لاقتصاد العالم، وهناك من يؤشر على أن الفشل يعني أن الصقيع الاقتصادي قد يضرب اقتصاد أمريكا ويمنعها من الهيمنة من جديد على اقتصاد العالم، فالحرب في بداياتها، والكبار يحصدون الثمار والصغار ينتظرون الانهيار ،وربما أن الصقيع الاقتصادي يطول أكثر مما هو متوقع والنهايات كارثية على العالم كله.