أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    16-Aug-2017

إعادة الإعمار في سوريا والعراق..*رمزي الغزوي

الدستور-بعد سنوات طوال من القتل والاقتتال وتدمير مدن ومنشآت انتاجية وخدمية في العراق وسوريا بدأ الحديث يرتفع في المنطقة عن جهود اعادة الاعمار والبناء في اهم دولتين في المشرق العربي وهما سورية والعراق، فالدولتان شهدتا تدمير مدن بالكامل تقريبا مثل الموصل وحلب وهما درتان في البلدين ولهما دور اقتصادي وتنموي وديمغرافي، ففي الموصل يمكن القول ان جيلا شبه كامل اما قتل و/او تشرد، وتم تدمير المنشآت والمرافق الحيوية فيهما، واي حديث عن إعادة الاعمار فيهما لاسيما الموصل سيكون متعذرا نظرا لغياب معظم السكان فيها، وهي صورة ضخمة لما حدث لمنطقة رائعة في بحمدون اللبنانية التي فقدت سكانها في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، وبقيت القصور خاوية على عروشها ردحا من الزمن، وان إعادة الحياة اليها تم في ظل غياب السكان الاصليين فيها.
إعادة الاعمار في سورية والعراق مهمة كبيرة تحتاج الى جهود مخلصة وبرامج ممتدة لسنوات تستند الى اصلاح سياسي يتجاوز ويلات السنوات الماضية، والانشغال بالبناء ودفع الانتقام خلف النسيان كما فعلت الدول المتحاربة في الحربين العالميتين، والحروب الاهلية في دول البلقان في تسعينيان القرن الماضي، فالعمل سيكون بمثابة البلسم الشافي لجروح الماضي، وما حققته دول البلقان والاوروبية اكبر برهان على ذلك.
وتوفير التمويل اللازم لاعادة الاعمار هي مسؤولية المجتمع العربي والدولي وشعوب الدول التي دفعت ثمنا غاليا من شعوبها واقتصادها، وان البداية القوية ستمكنها من المضى قدما نحو تحقيق اهدافها، وسيكون لدول الجوار في مقدمتها الاردن ولبنان وتركيا دورا مهما لتسريع عمليات الاعمار بتوظيف خبرات شركاتها وشعوبها في تنفيذ قسم كبير من مشاريع البنية التحتية من مياه وطاقة وبناء المساكن والمرافق الخدمية والانتاجية.
وفي الوقت نفسه ان انجاز مرحلة متقدمة من الاصلاح السياسي، واطلاق تسامح وعفو يشمل جميع الاطراف باستثناء من يثبت تورطهم في جرائم حرب مثبتة بحيث لايسمح لهم اي دور سياسي، ونبذهم في المرحلة المقبلة..مرة اخرى فأن تدبير التمويل يفترض ان يكون مسؤولية الدول التي ساهمت بشكل مباشر و/ او غير مباشر في إذكاء الاقتتال والاعتداءات المباشرة على الشعبين العراقي والسوري..فالبناء اصعب من التدمير، لكن مع بداية جهود الاعمار سرعان ما تتسارع وتيرة العمل وتوفر مئآت الالاف من فرص العمل التي تساهم في تحسين مستويات المعيشة في تلك الدول وتنعكس بشكل ايجابي على دول الجوار..فالبناء افضل الف مرة من النظر بحسرة الى الماضي المر، وفكر الانتقام للخروج مما تعيشه المنطقة وشعوبها.