أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    15-Mar-2021

سنغافورة تقيم مزارع عائمة لاستغلال الطاقة الشمسية لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري وتغير المناخ

 أ ف ب: قبالة سواحل سنغافورة، تتوهج آلاف الألواح الشمسية تحت أشعتها الذهبية، وهي جزء من مشروع لتطوير مزارع عائمة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في البلاد من أجل خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

قد تكون سنغافورة واحدة من أصغر الدول في العالم، لكن هذا المركز المالي المزدهر من بين أكبر بواعث ثاني أكسيد الكربون للفرد في آسيا.
وفيما تسعى السلطات إلى تغيير ذلك، تمثل الطاقة المتجددة تحدياً في بلد لا توجد فيه أنهار لتوليد الطاقة الكهرومائية، وحيث الرياح ليست قوية بما يكفي لتشغيل التوربينات.
لذلك تحولت الدولة المدارية إلى الطاقة الشمسية. لكن، مع مساحة محدودة تعادل نصف مساحة لوس أنجليس، كان عليها تركيب الألواح الشمسية قبالة سواحلها وعلى خزانات مياه.
وقالت جين تان، نائبة رئيس مجموعة «سمبكورب» المكلفة تطوير المشروع «بعد استنفاد أسطح المنازل والأراضي المتاحة، وهي نادرة جداً، وجدنا الإمكانات الكبيرة في المسطحات المائية».
وتدرك هذه الدولة الجزيرية، وبالتالي المهددة بارتفاع مستوى سطح البحر بسبب تغير المناخ، الحاجة الملحة إلى خفض الانبعاثات رغم أن المنتقدين يقولون أن السلطات السنغافورية لا تقوم بما يكفي للإيفاء بالتزاماتها البيئية.
وكشفت الحكومة الشهر الماضي «خطة خضراء» واسعة النطاق شملت تدابير مثل زراعة المزيد من الأشجار وخفض كمية النفايات المرسلة إلى المطامر وبناء المزيد من نقاط الشحن لتشجيع استخدام السيارات الكهربائية.
ومن بين الإجراءات أيضا، زيادة استخدام الطاقة الشمسية أربعة أضعاف إلى حوإلى 2% من حاجات الطاقة في البلاد بحلول العام 2025، وإلى 3% بحلول العام 2030، وهو ما يكفي لـ350 ألف أسرة سنويا.
وبالإضافة إلى المسطحات المائية، تم إنشاء محطات للطاقة الشمسية على أسطح المنازل وعلى اليابسة.
وتمتد إحدى مزارع الألواح الشمسية المبنية حديثا من الساحل إلى مضيق جوهور الذي يفصل سنغافورة عن ماليزيا.
والألواح البالغ عددها 13 ألفاً، مثبتة إلى قاع البحر بكابلات قوية ويمكنها إنتاج خمسة ميغاوات من الكهرباء، وهو ما يكفي لتوفير التيار لـ1400 شقة لمدة عام كامل.
وأوضح شون تان نائب رئيس قسم الهندسة في شركة «صنسيب غروب» السنغافورية التي أكملت المشروع في يناير/كانون الثاني «البحر هو حدود جديدة لتركيب الطاقة الشمسية».
وأضاف «نأمل في أن يشكل هذا الأمر سابقة وأن يشجّع إقامة المزيد من المشاريع العائمة في سنغافورة والدول المجاورة».
وهناك مشروع ضخم قيد التطوير على خزان تينغي. وبمجرد اكتماله في وقت لاحق من هذا العام، ستكون مزرعة الطاقة الشمسية المؤلفة من 122 ألف لوح والتي تغطي مساحة تعادل 45 ملعباً لكرة القدم، واحدة من أكبرها في جنوب شرق آسيا.
وسيولّد هذا المشروع، الذي طورته شركة «سيمبكورب» بالتعاون مع هيئة المياه الوطنية، طاقة كافية لتلبية حاجات الطاقة لمحطات معالجة المياه في سنغافورة حسب المسؤولة في الهيئة شارون تشنغ.
وسيؤدي ذلك إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمعدل يساوي الانبعاثات الصادرة عن حوالي 7000 سيارة.
ويتم استيراد الألواح الشمسية من الصين، أكبر مُصنِع لهذه التكنولوجيا في العالم، وهي مثبتة في أرضية الخزان بكتل من الإسمنت.
ورغم حماسته لمشروع المحطات الشمسية العائمة، يقول سوبهود مهايسالكار، المدير التنفيذي لمعهد بحوث الطاقة في جامعة نانيانغ للتكنولوجيا في المدينة، أن سنغافورة التي يعتمد اقتصادها بدرجة كبيرة على الشحن البحري قد تواجه بعض قيود المساحة عندما يتعلق الأمر بالطاقة الشمسية العائمة.
ويتساءل «هل ستستخدم مياه المحيط لنشر الالواح الشمسية أم تستخدمها للشحن؟».
ورغم الضغط من أجل إنتاج طاقة خضراء، ستسعى سنغافورة جاهدة من أجل التوقف عن الاعتماد على الغاز الطبيعي الضار بالمناخ وخفض الانبعاثات دون التأثير على قطاعي التكرير والبتروكيميائيات.
وبالإضافة إلى ذلك، لن تكون مشاريع على غرار مزارع الطاقة الشمسية العائمة كافية ما لم تدعم بالتزام رسمي أكبر لخفض الانبعاثات، حسبما قال ريد كونستانتينو المدير التنفيذي لمعهد المناخ والمدن المستدامة الذي يتخذ الفيليبين مقراً.
وسبق أن تعهدت سنغافورة بخفض انبعاثاتها من الغازات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري إلى النصف بحلول العام 2050 وخفض الانبعاثات إلى الصفر «في أقرب وقت ممكن» في النصف الثـاني من القـرن.
لكن هذه الأهداف متخلفة عن أهداف الاقتصادات المتقدمة الأخرى، وقد وصفتها هيئة «كلايمت أكشن تراكر» وهي هيئة تقييم مستقلة، بأنها «غير كافية». وقال كونستانتينو ان سنغافورة لا تقوم «بمساهمتها العادلة» مضيفاً ان مزارع الطاقة الشمسية قد تصبح «مجرد أمر برّاق» ما لم تتحرك الحكومة بشكل أسرع.