أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    21-May-2017

حرب على الإرهاب.. حرب على البطالة*عصام قضماني

الراي-تبدلت أولويات توظيف الموارد بين الأغراض الأمنية والتنموية فما فرضته الحروب في المنطقة جعل معادلتها غاية في التعقيد.
 
مثل هذا السؤال كان مطروحا وإن بحذر في جلسات المنتدى الإقتصادي العالمي الذي التأم على ضفاف البحر الميت بحضور لافت لجيل جديد من رياديي الأعمال حول العالم ومن أبناء المنطقة التي تعاني.
 
حتى أن أجندة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتواجد في المنطقة الآن هي أجندة أمنية بإمتياز والمهمة الرسمية للزيارة هي محاربة الإرهاب والتطرف وما يعنيه ذلك من تسليط أكبر للضوء على الإحتياجات العسكرية والأمنية والتي يتوقع خبراء أن تهيمن صفقات شراء السلاح على نتائج الزيارة.
 
لا زالت المخصصات المالية للقطاع العسكري والدفاعي والأمني في الدول العربية متصدرة فهي تجاوزت خُمس إجمالي الإنفاق الجاري وأكثر من 8 % من إجمالي الناتج المحلي وتشكل 21 % من النفقات الجارية بإجمالي إنفاق وصل إلى 803 مليارات دولار خلال اخر خمس سنوات.
 
الملاحظة الأهم هي أن دول الخليج كانت صاحبة النسبة الأكبر في حجم الإنفاق العسكري العربي، بنحو 78 مليار دولار، وبما يعادل 75%، وهو ما يعكس حجم المخاوف الأمنية في المنطقة التي مرت بثلاثة حروب رئيسية بدءا بأزمة الخليج الأولى بين العراق وإيران، ثم أزمة الخليج الثانية التي قام فيها العراق باحتلال الكويت، ثم أزمة الخليج الثالثة والتي تم فيها احتلال العراق قبل أن يبرز تهديد الإرهاب الممثل بداعش وأخيرا التهديد الإيراني.
 
يستنزف الإنفاق العسكري مخصصات مالية كانت ستذهب الى أغراض تنموية لخلق فرص عمل لملايين العاطلين ومثلهم من الأجيال القادمة التي تندفع الى الأسواق , ولا يقل خطر البطالة أهمية عن أخطار أخرى مثل التطرف بل على العكس فهي بمثابة الخزان الجاهز لتغذية هذا الخطر.
 
بالمقابل فإن نسبة الإنفاق العربي على الصحة 2.6% من الناتج، وعلى التعليم 3.9% بينما تشير تقديرات منظمة العمل الدولية الى أن معدلات بطالة الشباب في البلدان العربية في الخليج والشرق الأوسط (باستثناء شمال أفريقيا) هي الأعلى في العالم وبلغت 30.6 % في عام 2016 ويُتوقع أن تشهد الدول المصدرة للنفط ارتفاعًا في معدل بطالة الشباب لتباطؤ النمو.
 
التبدل الأهم كان في خارطة الفقر وفي توزع الفقراء بحسب العمر، فإحتل الشباب مكان كبار السن بوصفهم أكبر مجموعة معرضة للفقر وهناك 57 مليون عربي عاطل عن العمل و35 مليون مواطن يعيشون تحت مستوى خط الفقر، عدا تدني مستويات الرعايا الصحية والمستوى التعليمي ونسبة التوظيف العالية في القطاع العام.
 
الحرب على الإرهاب لم تكن بعيدة عن النقاشات الدائرة في قاعات حوارات المنتدى الإقتصادي لأهميتها البالغة في هذه المرحلة لكن الرسالة الأهم التي كان ينبغي على المنتدى إيصالها للزعماء الذين سيجتمعون الى الرئيس الأميركي ترمب هي حاجة المنطقة الى خطة إقتصادية تواجه تحدياتها الخطيرة على الأجيال القادمة ومنها توجيه نفقات أكبر على التنمية .