أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    18-Oct-2017

آلية الدعم الجديدة .... وماذا عن أكلة الخبز والشاي؟ *احمد حمد الحسبان

 الدستور-حتى اللحظة تؤكد الحكومة ان» حسبتها » لآلية دعم الخبز قيد الدراسة، سواء بقيمة الدعم للكيلوغرام الواحد، او بكمية الخبز المقدرة كاستهلاك للفرد الواحد، كما تؤكد ان العملية مرتبطة ببعضها البعض، وان تحديد كلفة الكيلو غرام بعد إزالة الدعم عن الرغيف نهائيا ستكون المفتاح لتلك العملية بكل تفاصيلها، غير ان الثابت ـ حتى اللحظة ـ هو إزالة الدعم عن السلعة، وتحويله الى المواطن. 

ووسط تلك العملية التي اخذت مداها، والتي طرحت ـ كفكرة ـ اكثر من مرة وفي اكثر من وقت على مدى سنوات سابقة، تبدو بعض الملامح التي ترغب الحكومة ان تبني خطتها عليها. 
من ابرز تلك الملامح التي تستند الى قراءات ودراسات حكومية، وتم تسريبها اكثر من مرة، فرضية تقول ان استهلاك الفرد من الخبز بحدود سبعين كيلوغراما سنويا، وهي الحسبة التي ينظر لها قطاع واسع من الأردنيين على أساس انها « كارثية». 
الاعتقاد السائد بان من اطلق تلك الحسبة لا يعلم شيئا عما يجري في المناطق النائية، وبخاصة في قرى المفرق ـ البادية والكثير من القرى الغربية ـ ، وقرى الجنوب بكل محافظاتها، وفي الاغوار، وبعض قرى مادبا، والزرقاء، والكثير من قرى الشمال، وجرش وعجلون، وباقي محافظات المملكة، حيث يشكل الخبز والشاي ما يزيد عن ثمانين بالمائة من الغذاء لديهم. 
فالافطار لدى غالبية الاسر في تلك المناطق عادة ما يتكون من الخبز والشاي، ومثل ذلك العشاء، ما يعني ان استهلاك الفرد من الخبز يوميا يزيد عن الكيلو غرام . بينما « الحسبة» الحكومية تتحدث عن اقل من رغيف يوميا. 
ولنحتكم الى الحسبة الحكومية ـ المبدئية ـ ، حيث  تقدر الدراسة ان استهلاك الفرد من الخبز سنويا يصل الى سبعين كيلوغراما. 
وبحسبة بسيطة نجد ان حصة الفرد تقل عن ستة كيلوغرامات من الخبز شهريا، وان عدد الارغفة في الكيلوغرام الواحد هو 4 ـ 5 ارغفة بحسب حجم الرغيف المنتج في كل مخبز.
وبنفس الحسبة، وعلى اعتبار ان عدد الارغفة في الكيلوغرام هو خمسة ارغفة، فإن حصة الفرد في الشهر بحدود 30 رغيفا، أي بمعدل رغيف واحد في اليوم. 
هذه الحسبة قد تناسب الكثير من اهل عمان، وتزيد كثيرا عن حاجة المترفين الذين يطبقون برامج» الريجيم»، ويبتعدون عن اكل الخبز للتخلص من السمنة، وتتناسب مع الذين قالت عنهم ماري انطوانيت» فليأكلوا البسكويت بدلا من الخبز». 
بينما لا يمكن ان تناسب من يعتمدون على الخبز والشاي، في غالبية وجباتهم، ومن يحتاجون الى كيلوغرام لكل فرد في اليوم الواحد، ومن يشترون الخبز بـ» الرطل» بدلا من الكيلوغرام، ليس من اجل اطعام المواشي، وانما من اجل اشباع بطون أطفالهم.
لن ادخل في مناقشة مبلغ الدعم عن كل كيلوغرام، ولكل فرد، فهذا مرهون بتقديرات الكلفة أولا، وبفارق السعر بين ما هو الان ـ 16 قرشا ـ وبين ما سيكون عليه السعر بعد تغيير آلية الدعم. 
لكنني أرى ان الاجراء» كارثي» بالنسبة لقطاعات واسعة من أبناء المناطق النائية، والتي سبق ان اطلق عليها تسمية» جيوب الفقر» مع انها تجاوزت حالة» الجيوب» الى ما هو اكبر بكثير. 
وبالتالي إن كانت الحكومة ترى ان أي» إجراءات إصلاحية» يجب ان لا تمس الطبقة الوسطى والفقيرة، فإن ما تفكر به في مجال تغيير أسلوب دعم الخبز يمكن ان يرتقي الى مستوى الجريمة بحق قطاعات واسعة من فقراء الوطن، فالخطوة تضيف عليهم أعباء لا اعتقد ان لهم طاقة على تحملها.