أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    29-Mar-2015

الملقي .. مهندس المهمات الصعبة
العقبة-الراي -  رانيا الهندي - لم يكن عمله السياسي والاقتصادي مجرد « توريث» أو «إعادة تدوير للسلطة» فالرجل و إن سار على خطى والده رئيس الوزراء الأسبق ورجل الدولة فوزي الملقي، إلا أنه ترك بصمات واضحة أينما حل وارتحل.
فالمتتبع للسيرة الذاتية للدكتور هاني الملقي، يجد تشابها وتقاطعا كبيرا في المناصب التي  تقلدها  هو ووالده إذ استلم كل منهما وظيفة سفير ودبلوماسي في هيئات عربية ودولية ، وزارة التموين أو الصناعة والتجارة ، ووزارة الخارجية ، بالرغم من أن الدكتور هاني لم يعايش والده سنوات طويلة إذ توفي الأخير وابنه في سن الحادية عشرة .
أسهمت تنقلاته بحكم عمل والده ما بين عمان ورام الله ومصر التي درس فيها وشهد حروب ( 1956، 1967، 1971، 1973) في انطلاقة وعيه السياسي ونضوجه الفكري الذي مكنه إلى جانب مؤهلاته العلمية ( ماجسيتر هندسة نظم  ودكتوراة (هندسة نظم في مجال الطاقة والمياه وإدارة مؤسسات البحث العلمي والدبلوماسية الدولية )  في التدرج بالمناصب بدءا من وزارة الأشغال العامة والإسكان، وصولا إلى منصبه الأخير كرئيس لمجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
لا يرى في المناصب التي استلمها على مدار سنوات عمره والمسؤوليات الجسام  التي تمخضت عنها بأنها « غنائم وامتيازات» ولم يبحث عن السبل التي تكفل الاحتفاظ بها لسنوات طويلة، فهو يرى في نفسه « جنديا» يرغب في خدمة البلاد في أي موقع يوضع فيه وحيثما يريده جلالة الملك عبدالله الثاني.
وعندما طلب منه  رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، أن يستلم مهمته الجديدة كرئيس لسلطة العقبة الاقتصادية الخاصة جاء رده « أنا جندي مطرح ما بدكم بروح، ولا أطلب شيئا ولكني أطلب الدعم»، وكان له ما طلب إذ حصل الرجل على دعم  يحلو له أن يصفه بأنه «غير مسبوق، ولم يتسنى لأي رئيس سلطة أن يحصل على هذا الدعم الذي أتلقاه حاليا».
معه  حضرت البرامج والأفكار والمواقف، وغابت المصالح مما شكل أرضية قد تؤسس لعهد جديد في الادارة الحكومية الفاعلة والجادة في العقبة والتي ستسهم في حل العقبات والاشكاليات التي تعرضت لها المنطقة الخاصة منذ إنشائها في العام 2001، بحيث باتت مؤسساتها « متخشبة» و مفتقدة لأي رصيد معنوي إيجابي في الشارع « العقباوي» وحتى الأردني.
يفضل إعداد أوراقه ودراساته بيده فالقناعات التي تولدت لديه بأن الاقتصاد أرقام يدار بحسابات الربح والخسارة ولا يدار بالشللية ولا المحسوبية، دفعته لأن يجري دراسات طويلة لكن ليست «متأخرة» قبل أن يأخذ أي قرار، وهو الذي يردد دائما :» عند إقتران الفكرة بالقانون فإن القرار المتخذ أقرب للصواب منه للخطأ».
ولعل تشدده في تطبيق القانون ورغبته في تنفيذه على الكبير قبل الصغير، قد أوجد له وفي أقل من  شهرين من تسلم مهامه كرئيس للسلطة العديد من الخصومات  والصدامات، أبرزها مواجهته مع مجلس النواب ورفضه  تأجيل تطبيق قرار المحكمة بخصوص العمال ( مناوبات ميناء العقبة)، مما دفع ببعض النواب بوصف قرار الملقي بـ» الخاطىء والمتعنت» .
لا يحبذ العمل بـ» روح القانون» لانها وبإعتقاده توسع من فرص عدم المساواة بين الناس، كما يرى في كلمة « أسوة بـ» مخالفة صريحة للقانون لأنها تسمح لفئة من الناس بالحصول على مكتسبات دون غيرها مما يضعف من هيبة القانون.
في ضوء معتقداته هذه التي يرى فيها الكثيرون بأنها ستزيد من المعارضين والمتربصين له ، يؤكد الملقي أنه لا يبحث عن « الشعبية « بمفهومها السائد وإنما « أسعى لخدمة الناس بطريقة صحيحة وأعمل للصامت الذي يقدر عملي بدون أن يقول شيء ولا أخدم أصحاب الأصوات المرتفعة «.
مسيرته السياسية والاقتصادية جاءت له بالعديد من الأوسمة والتكريم محليا وخارجيا، فقد حصل على وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، ووسام الكوكب من الدرجة الأولى، ووسام الدنمارك من الدرجة الأولى، وسام السويد من الدرجة الثانية، وسام الفارس الفرنسي، ووسام هولندا من الدرجة الثانية.
الملقي الذي عاش وعايش  أحداثا  سياسية واقتصادية وتنقل في مسؤولياته ومناصبه لم يجد نفسه إلا في موقع « السفير»  « السفير من يصنع وظيفته ومكانته وحجمها بنفسه ، فهو القادى على أن يجعل هذه الوظيفة ذات مهمة كبيرة أو صغيرة» على حد تعبيره.