أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Mar-2021

قناة السويس وسلاسل التوريد العالمية*د. حسام باسم حداد

 الراي

ضجت الأخبار العالمية يوم الثلاثاء الماضي بنبأ السفينة الجانحة القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام تلك التي اختل توجيهها بسبب سوء الأحوال الجوية ولعاصفة ترابية مع رياح شديدة في عرض قناة السويس مما استدعى السلطات المصرية على الفور بإيقاف حركة الملاحة في القناة. تعتبر (Ever Given) السفينة التي تديرها شركة الشحن التايوانية (Evergreen Marine) إحدى اكبر السفن العالمية في العالم حيث يبلغ طولها قرابة 400 متر وبحمولة تراوح 224 ألف طن وإرتفاع يوازي عمارة مؤلفة من إثنى عشر طابقاً، وهذا ما يتطلب وقتاً وطرقا فنية وحسابات غاية في الدقة من أجل توزيع الحمولة على جسم السفينة بناءً على حسابات هندسية وأساليب رياضية لتعويم السفينة وعودة الحياة لمجراها الطبيعي في القناة. إنه التوقيف السادس الذي شهدته القناة منذ نشأتها في العام 1869 حيث استنكفت أعمالها مع الثورة العرابية التي قادها أحمد عرابي ضد الخديوي توفيق والتدخل الأجنبي في مصر، وخلال الحرب العالمية الأولى والثانية، وأعقاب العدوان الثلاثي على مصر، ونكسة حزيران 1967.
 
فما هي الاثار الاقتصادية المترتبة على جنوح السفينة ومن هي الجهة المسؤولة عن تلك الخسائر التي ألحقت الضرر بالعديد من سلاسل التوريد العالمية ومصالح المؤسسات والدول وأخلت بالاتفاقيات المبرمة، وأرجأت بمواعيد التسليم في الوقت المحدد. في الواقع إن الشركة المشغلة Bernhard Schulte Shipmanagement للسفينة الجانحة هي المسؤولة عن تكاليف الأزمة ونفقات التعويم وتكاليف الاصلاح والمسؤولية القانونية تجاه الطرف الثالث، وهذا ما أكده أيضا مالك السفينة (Shoei Kisen Kaisha Ltd.). لقد تأثرت أسعار النفط خلال التداولات العالمية وزادت تكاليف الشحن للمنتجات البترولية إلى الضعفين تقريباً، وحولت العديد من السفن مسارها عن المجرى المائي متخذة طرقاً بديلة كطريق رأس الرجاء الصالح الأطول مسافة، والأعلى كلفة، والأكثر وقتاً، للوصول للمستهلكين. إن حادث تعطل الممر التجاري الحيوي بين أوروبا وآسيا عرقل حركة النقل البحري العالمي وسيقلص إمدادات الخام ومنتجات التكرير.
 
إن خسائر الإغلاق يومياً تعطل أكثر من 9 مليارات دولار من البضائع مما يعني أن كل ساعة تأخير تعطل ما يقدر بنحو 400 مليون دولار في التجارة. لذا يبقى التخوف بأن يمتد تعويم السفينة لأسابيع وهذا ما سيعيق حركة شحنات النفط والوقود والغاز المسال بين أوروبا والشرق الأوسط وأسيا، وهذا ما يؤدي لزيادة أسعار الخيارات البديلة أو التوجه لمناطق أخرى كالخليج والولايات المتحدة وبحر الشمال وروسيا. يدرك المجتمع الدولي أهمية القناة الاقتصادية حيث أن ما يقارب 12% من حجم التجارة العالمية يعبر قناة السويس، لذا تضافرت الجهود الدولية بالتواصل مع السلطات المصرية من أجل المساعدة في تعويم السفينة وحل أزمة سلاسل التوريد العالمية ولا زالت الجهود مستمرة لتعويم جسم السفينة. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل سيكون هناك ازدحام على القناة من السفن التي تنتظر العبور فور حل المشكلة.