أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    29-Oct-2018

الحكيم: الانتخابات العراقية عابرة للطائفية

 الراي-حيدر المجالي

العبادي ورث تركة فيها فساد وسرقات
 
وصف رئيس مركز الكلمة للحوار والتعاون في العراق، صالح الحكيم، الإنتخابات العراقية التي أجريت مؤخرا،ً بأنها «عابرة للطائفية»، مؤكداً أن هذا المسار السياسي الجديد، ينأى عن الدور الديني لأي طائفة سواء شيعية أم سنية، من أجل خدمة العراق وشعب العراق على اختلاف مذاهبهم الدينية وتوجهاتهم السياسية.
 
وأكد ،في مقابلة خاصة إلى «الرأي»، إن الإنتخابات قامت على تكتلات إصلاحية رغم الضغوط الخارجية التي مورست على العراق؛ كما أن هناك إصراراً شعبياً ونخبوياً وسياسياً للمطالبة بأن تتشكل الحكومة من وزراء «تكنوقراط»، من أصحاب الخبرة والعلم والفكر، لأننا على أبواب مرحلة بناء جديدة.
 
وشدد الحكيم على أن المرجعية الدينية في العراق لا تقوم بدور سياسي مباشر، ولا تتدخل بالسياسة، وإنما تقدم توجيهات ومقترحات تهدف إلى خدمة المواطن العراقي.
 
وأشار إلى أن الحراك الفكري في المجتمع قد تطور، وأن التخندق خلف الطائفية أمر لم يعد مقبولاً لدى المرجعيات الدينية سواء كانت شيعية أو سنية أو على صعيد الأفراد، ودليل هذا أن ثمة قواسم مشتركة في العيش، والمناهج، والمؤسسات الدينية والكليات الجامعية، وخاصة كليات التربية الإسلامية، ذلك أن مؤسساتنا الدينية تحمل خطاباً واحداً، سواء كان سنياً أو شيعياً أو مسيحياً، نافياً أن يكون الصراع في العراق على أساس ديني مذهبي.
 
ودلل الحكيم على عدم تدخل المرجعيات الدينية بالسياسة، بقول للعلامة السيستاني، يؤكد فيه أنه يريد شخصا يخدم الناس، مهما كانت ميوله الدينية أو إنتماءاته المذهبية، لكن هذا المشروع يصطدم أحياناً بمصالح ذاتية، سواء كانت اقتصادية أو سياسة متضاربة للمنطقة وللأحزاب؛ مبيناً في ذات الوقت أن هذه الحالة ولّدت إحباطا عند المواطن من جهة، ونظرة سلبية عند السياسي من جهة أخرى، بحيث بات السياسي مرفوض من المجتمع سواء كان مُعمما ( ذو ميول دينية) أم غير ذلك، وهذا دفع برجل السياسية أن يكون متوازناً.
 
وحول العلاقة الخلافية بين المرجعيات الدينية ورجال السياسية، أكد الحكيم أن هذا موجود، وهذا برأيه طبيعي، لأن رأي المرجعية الدينية لا يمثله شخص بعينه، لأن لكل رأيه، وهذا الإختلاف هو اختلاف فكري في النهج والمواقف؛ بيد أن هذا الإختلاف لا يتقاطع مع الإنسجام بين المرجعيات الدينية وتحديداً في النجف، والسبب أن غالبية أصحاب السماحة لديهم نكران الذات.
 
وحول التدخل الإيراني بالعراق، أكد الحكيم أنه «لا يوجد أي تدخل وأن المرجعيات الدينية العراقية لن تسمح لإيران التدخل في الشأن العراقي، ومن يقول هذا الكلام أطالبه بالدليل، وأنا لدي ألف دليل على عدم التدخل، لكن إيران هي من دول الجوار ولها مصالح حالها كحال تركيا أو أي دولة جارة للعراق، ونحن كجهة دينية ننظر لدول الجوار بأن لهم حقوق وعليهم واجبات».
 
وعن معاناة الطائفة السنية بعد طرد داعش وتهجيرهم، بين الحكيم أن الظروف التي أحاطت بهم صعبة للغاية، فقد تم تهجيرهم من أراضيهم التي صودرت من داعش، وهدمت بيوتهم، وتعرضوا للتهميش، لكن لا يوجد لدينا تمييز كونهم سنّة، وقد تعرض أبن البصرة لمشاكل طالت قوته وشربه، حتى أوشك على الهلاك من الماء الملوث، ولا يوجد استهداف بالعراق لطائفة معينة».
 
وحول دور المرجعيات في ردم الهوة بين مكونات الشعب العراقي، أكد الحكيم أن من إيجابيات التواصل عبر المساجد والمنابر والحسينيات أنها أذكت الوعي بين أفراد المجتمع العراقي، وبات المطلب الرئيس يتمحور حول حل مشكلة الفقر والبطالة والجوع، وتحسين الخدمات، خاصة أننا تعرضنا لهزات كبيرة، وهذا النهج الجديد متمسكون به لأنه السبيل الوحيد لرفعة العراق ونهضتة ونماءه.
 
وزاد؛ المرجعيات الدينية تتفاعل مع الأوضاع الراهنة لأنها في قلب الحدث، وكل ما من شأنه يخدم الناس ويهمهم فأن ذلك من صميم واجباتنا، وهي المساعدة عبر التوجيه السليم؛، في حين أن هناك مرجعيات دينية ليس لها علاقة بالسياسة بالمطلق، وأن كان ثمة تدخلات بهذا الصدد، فإنما يكون كإصلاح وتوجيه، خاصة وأن تأثيراتنا كبيرة على الأفراد، لأن جماهيرنا تحترم رأينا وتأخذ به.
 
وحول مستقبل العراق السياسي، ومحاربته لفلول داعش، أكد الحكيم أن ما حققه العراق من نصر كبير على الإرهاب وخاصة داعش، هو بجهود عراقية ساهمت بها كل الطوائف، حيث تشكلت قوات الحشد الشعبي من الشيعة والسنة والمسيحيين والأزيديين، بحيث سجل الشعب العراقي خلال هذه الحرب التي امتدت لسنوات أعظم البطولات، وهو بطبيعة الحال يسجل أيضا لرئيس الحكومة السابق حيدر العبادي.
 
وأشار إلى أن الدافعية لدى الشعب هو سحق داعش وتطهير العراق منه، ولذلك فإن العوائل العراقية كانت تدعم المقاتلين بالطعام والشراب الذي تصنعه لهم في البيوت، كما أن الحوزة العلمية قدمت أكثر من 300 شهيد من رجال الدين، وهذا يدل على إيمانهم الراسخ بهذا العمل البطولي، حيث تحاول حكومة العبادي التي ورثت إرثاً من الفساد والسرقات والخراب للجيش، أن تعيد هيكلة العراق بكافة مؤسساته خلال اربع سنوات خلت.
 
وفي رده على دور مركز الكلمة العالمي للحوار والتعاون الذي يرأسه قال إن الهدف الرئيس الذي ينطلق منه، هو الحوار مع الآخر، نسمعه، ونسمع أفكاره سواء كانت إجتماعية أو فلسفية، بحيث تنأى عن السياسة، وهذا العمل باشرنا به ونحن مستمرون به لتحقيق أهدافه وغاياته، بحيث وجدنا أن الخلافات بين البشر واهية، وليست حقيقية أو جوهرية، بل هي محض خيالات؛ والسبب أنه بعيد عنك، لكن الإلتقاء وجهاً لوجه في حوار عقلاني تجده قريب، وهذا هو منهج قرآني ونبوي، ذلك أن التعارف هو الذي يحقق المصالح المشتركة.
 
وعن زيارته إلى عمّان، بينالحكيم أنها جاءت تلبية لدعوة من مؤسسة المعهد الملكي للأبحاث الدينية، للمشاركة في المؤتمر المشترك مع جامعة ميلانو الإيطالية الكاثوليكية، حيث عقدنا ثلاث مؤتمرات من خلال مركز الحوار، واحد في إيطاليا والثاني في بغداد وهذا المؤتمر الثالث هنا في عمّان، بحث تناولنا فيه هموم مشتركة تتعلق بالوحدة المجتمعية، وكيفية تحقيقها مع التعددية الفكرية والدينية، وكيف تُرسم لها الصورة المناسبة وماذا تريد.
 
وحول ورقته التي قرأها في المؤتمر، أكد أنها تتعلق بالمنهاج النبوي في التعامل مع الآخر، وهو بطبيعة الحال منهج الأنبياء، حيث مارسوه عملياً من خلال بناء العلاقات الصحيحة بين البشر، حيث كان لي محددات ومهمات وأسس، تؤطر هذا النهج.