أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    06-Aug-2019

أهمية مضيق هرمز الاقتصادية والاستراتيجية*د. عميش يوسف عميش

 الراي-في مقال لصحيفة «ذا نيويوركر» 19/7/ 2019 «لروبن رايت» بعنوان: «استراتيجية العين بالعين الإيرانية بالخليج». فلقد ازداد توتر العلاقات بين إيران والغرب حول أزمة الملاحة في المضيق وارسلت دول أوروبية سفنها الحربية. وارسلت ايران قوارب دوريات.

 
الرئيس ترمب طلب من الدول الأوروبية ذات المصالح في خليج هرمز خاصة مرور سفن النفط تشكيل تحالف وقوة بحرية لحماية الخليج ومنع ايران من حجز نفطها وألمح بأن ذلك ليس من واجب أميركا وربما بسبب الانتخابات الرئاسية القادمة. وأن أميركا تكتفي بوضع عقوبات قاسية ضد إيران كذلك اهتمامها بتحجيم المشاريع النووية وإضعاف الحرس الثوري والحرب شبه مستبعدة. قال وزير خارجية إيران جواد ظريف «نحن نقول يمكنكم أن تبدأوا حرباً ولكنكم لن تكونوا الطرف الذى ينهيها».
 
المضيق اسم لأحد ملوك فارس وأحد الممرات المائية الهامة وأكثرها عبوراً للسفن. ومن أهم عشرة مضائق عالمية وعددها 120مضيقاً ويقع بين الخليج العربي وخليج عمان والمحيط الهندي. والمنفذ الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر. تحده إيران شمالاً وسلطنة عمان جنوباً.
 
يعتبر بالقانون الدولي جزءاً من أعالي البحار، ولكل السفن حق المرور منه وما دامت لا تمس الدول الساحلية. وتتمتع جميع السفن العابرة للمضائق الدولية بما فيها هرمز بحق المرور، سواء سفن تجارية عسكرية. وفى مؤتمر قانون الابحار (1958) حاولت ايران الاشراف على المضيق ضمن مياهها الاقليمية ولكن طلبها رفض، ورفض ثانية بمؤتمر قانون الابحار (1980).
 
عرض المضيق (34-50)كم وعمقه 60مترا ومدخله 10كم وتعبره 30سفينة يوميا تحمل40%من نفط العالم. ونظرا لموقعه الاستراتيجي فهناك أطماع من الدول الكبرى للسيطرة عليه. وبدأ نشاطه منذ القرن السابع قبل الميلاد. اعتبرت بريطانيا المضيق استراتيجيا وطريقا رئيسياً للهند.
 
فتدخلت بكل الطرق في شؤون الدول الواقعة على شواطئه لتأمين مواصلاتها فارضة الصراع مع الهولنديين والفرنسيين لعدة سنوات وحربها عام1988 مع البرتغال بعد معركة «رمادا» وأثر انشاء شركة الهند الشرقية. لم تكن الملاحة في المضيق موضوع معاهدات لكن خضوع السفن للأنظمة المقررة من «المنظمة البحرية الاستشارية الحكومية المشتركة». يقول بعض الخبراء ان خفض حركة المرور في هرمز يقدم للغرب فرصة جديدة لتعزيز الاستراتيجية الحالية لاحتواء إيران.
 
سعت أميركا لإطلاق أساطيلها في مياه الخليج العربي ومتنت الروابط السياسية والتجارية والعسكرية مع دول المنطقة ضماناً لوصولها لمنابع النفط والاشراف على طرق الملاحة من المضيق الذي تعتبره جزءاً من امنها الوطني باعتبار ان تأمين حرية الملاحة فيه مسألة دولية مهمة وعليه عادت تطالب بتشكيل قوة بحرية.
 
المهم أن الغرب يهدد بحماية الملاحة في المضيق، وإيران تهدد بإغلاق المضيق في حال فرض العقوبات الاقتصادية عليها لمعرفتها بالأهمية الكبرى لـ «هرمز» في نقل نفط دول الخليج العربي.