أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    25-Apr-2015

واقع العقبة الثقافي بين متغيرات المدينة الحديثة والجذور الثقافية الغائبة

 

الراي  - رياض القطامين - لم يغير الجذب السكاني المتنامي لمدينة العقبة في السنوات الماضية، من واقع الثقافة فيها ،بما يميزها غيرها من المدن أو حتى إنعاشه بهدف البقاء محافظا على ديمومته، فقد خطف البحث عن لقمة العيش وفرصة العمل في العقبة الأضواء عن وقعها الثقافي رغم احتوائها على نخبة من المثقفين والصحفيين والشعراء والكتاب، فأفتقد بحرها الشعراء وغاب الأدباء عن فضاءات نخيلها وبدا ( الكورنيش ) فيها خاويا رغم زحمته بالمشاة.
الواقع الثقافي في العقبة يواجه معوقات ليس أخرها غياب مركز ثقافي متكامل يوحد العمل الثقافي الذي يعاني الشتات ،وفقا لمدير الثقافة في العقبة طارق البدور إضافة إلى غياب برامج وخطط التوعية التي تستقطب الجمهور باعتباره أساس العمل الثقافي ، و لأن العقبة هي الأبعد عن مركز العاصمة عمان فقد تراجعت وتيرة العمل الثقافي علاوة عن انعدام التنسيق بين الهيئات الثقافية الفردية والمؤسسية فيما غابت الحاضنة الرسمية طيلة السنوات الماضية باستثناء رعايات موسمية.
حال الثقافة الراهن يدلل على ان العقبة – مدينة ومحافظة – في أزمة ثقافية وفاترة إلى حد بعيد وقد يعود السبب كما يقول ، ابراهيم الفراية عضو نادي الندوة الثقافي، إلى ارتفاع نسبة العمالة إلى عدد السكان الأمر الذي أخر العمل الثقافي عن سلم أولويات العاملين الباحثين عن الرزق في مجالات العمل المختلفة وهو واقع على عكس ما كان في أواخر الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي حيث عاشت المدينة حالة من الانتعاش الثقافي من خلال إقامة مهرجان العقبة الثقافي السنوي والذي شهد إقبالا جماهيريا منقطع النظير على مدى أعوام عدة بالإضافة الى مهرجان العقبة الفني الذي كانت تشرف عليه مديرية الثقافة وكانت النشاطات الثقافية تلاقي رواجا كبيرا.
إشكالية الواقع الثقافي في العقبة ليست بحاجة إلى معجزة لحلها وفقا للشاعر الدكتور عبدالمهدي القطامين وبغض النظر عن الوصول إلى تعريف جامع مانع للثقافة فان أي نشاط إنساني يقوم في المجتمع هو بالضرورة نشاط ثقافي، ولكن السؤال الأهم هو هل الأنشطة الثقافية التي قامت والتي ستقوم تشكل خلق ثقافة ومعرفة جديدة لدى المشاركين؟، وهل ترقى هذه الأنشطة إلى حد إرضاء الجمهور ونحن نعرف أن الجمهور متنوع المشارب ومتعدد الاهتمامات؟ لكننا يجب أن نبحث عن القاسم المشترك بين الجميع للوصول إلى إقبال الجمهور على هذه الأنشطة والى خلق الوعي الحضاري القادر على المواجهة باعتبار أن الثقافة هي آخر القلاع التي يمكن إن تدافع عن كيان الأمة ووجودها بعد أن تهاوت قلاع كثيرة وسرقت على أيدي المتطرفين وصانعي الإرهاب.
واضاف القطامين ان العمل الثقافي في العقبة يعاني من التشتت والضياع فهناك العديد من الهيئات الثقافية ولكن اغلبها ليس له دور ملحوظ في الحراك الثقافي لأسباب عديدة بحسب الإعلامي مأمون الخوالده ، يتقدمها غياب الموارد المالية فالعمل الثقافي أولا وأخيرا يحتاج إلى تكلفة مالية وفي غياب هذه الموارد فان العمل يظل مبتورا وناقصا ومحدود التأثير فلا بد من حاضنة رسمية تدعم وترعى العمل الثقافي كسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة مثلا والشركات الاستثمارية ضمن مسؤوليتها الاجتماعية، ثم عدم المقدرة على تحديد أولويات العمل الثقافي ومن هو القادر على تحديده.
واضاف الخوالده ان الاهتمام بالثقافة هو اهتمام بالجيل الناشئ وحفزه على متابعة ما هو مستجد يعد ضرورة ملحة لكي يمكن لهذا الجيل التواصل مع هويته العربية وحضارته الإسلامية الصحيحة وامتدادها العربي الإسلامي في ظل الهجمة الإرهابية التي تشن على ثوابت الأمة، وتستهدف نزع الجيل من انتمائه لإرثه الحضاري العظيم والزج به في معترك الغلو والتطرف والإرهاب الدموي .