الراي-يستضيف الاردن، يوم السبت المقبل، ملتقى السياحة العلاجية العالمي، والذي يقام في العاصمة عمان للمرة الأولى، بمشاركة عربية ودولية واسعة.
 
وينظر القطاع الطبي إلى انعقاد هذا الملتقى على أنه فرصة ثمينة، على كافة المعنيين من الجانب الرسمي، اغتنامه بشكل فاعل لإعادة الاعتبار للسياحة العلاجية التي تعاني من جملة من المعيقات أدت إلى تراجع عوائده وألحقت به خسائر طالت قطاعات عديدة.
 
ورغم نداءات عديدة أطلقها القطاع الصحي لإنقاذ السياحة العلاجية، إلا أن الاستجابة الحكومية كانت ومازالت دون المنشود. واليوم ومع قرب انعقاد ملتقى السياحة العلاجية العالمي، نجدد دعوتنا للجهات الرسمية المعنية، للجلوس على طاولة واحدة مع القطاع الطبي، لبحث سبل النهوض بالسياحة العلاجية وتذليل المعيقات قبل فوات الأوان ليستعيد الاردن مكانه الريادي على خارطة السياحة العلاجية، في ظل توجه بعض دول المنطقة مثل تركيا وتونس ومصر، للمنافسة بقوة ومزاحمة الاردن في هذا المجال.
 
إن الاستقرار الذي ينعم به الاردن، بفضل حكمة قيادتنا الرشيدة ووعي شعبنا واحترافية ويقظة أجهزتها العسكرية والأمنية، يعد ميزة تنافسية في مجال السياحة العلاجية. وقد كانت المملكة بالفعل الوجهة الأولى والمثلى لكثير من الراغبين من رعايا الدول العربية والاجنبية بتلقي العلاج، إلا أن عوامل واسباب لا مجال لذكرها الآن، أدت الى تراجع اعداد السياح المرضى، وهو ما انعكس سلبا على مجالات عديدة ، اذ لا تقتصر الفائدة على القطاع الطبي، من اطباء وعيادات ومراكز ومستشفيات، بل ثمة قطاعات اخرى تتأثر سلبا وايجابا، مثل القطاع السياحي ، والفندقي، والمطاعم، والنقل، والقطاع العقاري وغيرها.
 
وهنا ، لابد من وقفة جادة لإعادة الاعتبار لقطاع السياحة العلاجية، الأمر الذي من شأنه تنشيط الاقتصاد وتحقيق مردود مالي يساهم في نمو الناتج المحلي للأردن، متكئين على السمعة العريقة للقطاع الطبي الاردن ، وعلى المكانة المرموقة التي يتبوأها الطبيب الاردني على مستوى العالم.
 
وبموازاة ذلك، وبالعودة إلى ملتقى السياحة العلاجية العالمي، فإننا نتوقع مشاركة فاعلة من الزملاء أطباء الأسنان، حيث سيتم تخصيص منصة للتعريف بمزايا السياحة العلاجية السنية في الاردن، واستعراض التطور الذي تشهده عيادات ومراكز طب الأسنان من أجهزة وتقنيات حديثة ومتطورة تنافس في استقطاب السياح المرضى من مختلف الدول العربية والاجنبية. ونأمل أن يحقق الملتقى الأهداف المرجوة وأن يتم اغتنام فرصة انعقاده في المملكة لنلتفت لهذا القطاع الحيوي والهام.