رئيس الوزراء المكلف بشر الخصاونة،أمامه رزمة ملفات سياسية واقتصادية وخدماتية، ومطالب بالتعامل معها وإرضاء الشعب وتلبية رغباته وبنفس الوقت تحمل النتائج سواء أكانت إيجابية أم سلبية، وفي هذه الزاوية نؤشر على أهمها:-

بداية..الشعب بمكوناته الحزبية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ينظر إلى دور سلطات الدولة الثلاث الحكومة ومجلس النواب والقضاء على انهما معنيون بالدرجة الأولى بالهم الوطني الداخلي، ويقاس مدى النجاح والفشل بالقدرة على مواجهة التحديات الداخلية، ولهذا يجب على الحكومة الجديدة أن تكثف جهودها نحو ملفات الداخل التي تهم الجميع وان يكون الوزراء على دراية كاملة بما يقررونه لمواجهة ما يحدث داخليا.

-- الرئيس بشر هو ثاني رئيس يعهد إليه القصر بتشكيل حكومة من عائلة الخصاونة بعد الرئيس الأول عون الخصاونة، وهو يحمل رقم (13)في تسلسل الرؤساء الذين تولوا إدارة الدولة في عهد الملك عبدالله الثاني حفظه الله، وأول التحديات أمامه يتمثل في اختيار الفريق الوزاري وقدرته على إقناع الرأى العام بهذه التشكيلة الجديدة، وما يمكن النظر إليه أن يكون الوزراء من ذوي الكفاءة المهنية والقدرة على التعامل مع المستجدات الوطنية.

-- الرزمة الثانية وهو استحقاق الانتخابات النيابية ،وإدارة هذا الملف بما يحقق أربعة أشياء تتمثل في الحد من الفساد الإنتخابي والتعامل مع المرشحين بمسافة واحدة، والنظر إلى الأجواء التي ترافق العملية الانتخابية وتشكلية المجلس ،وبما يعني نجاحه في تخطي هذا المسار الإنتخابي هو بدايات إيجابية، لأن ما بعده سوف يبنى على سابقه.

-- جائحة كورونا والتعامل مع هذا الفيروس من زاويتين، هما الحد من انتشاره وضمن معدلات الإصابات،والعودة التدريجية لدورة الإقتصاد الوطني، وتأثير ذلك على الشعب، ولعل المشكلة هذه بأبعادها وتشعباتها تتجاوز قدرة الحكومة وحدها، وهنا يتوجب عليه النظر بجدية لإيجاد علاقات وئام مع أعضاء مجلس النواب، وبنفس الوقت النظر إلى هموم المواطنين، ولعل المشكلة تحتاج إلى تضافر جهود قطاعات الدولة كلها بما في ذلك القطاع الخاص، وهنا يتوجب عليه أن يعيد ترتيب علاقات الحكومة مع القطاع الخاص وتحديدا رؤساء مجالس إدارات البنوك والشركات العامة وضرورة أن يصار إلى تشكيل مجلس اقتصادي برعاية القصر يتولى إدارة هذا الملف الاستثنائي،وأمامه فرصة كبيرة للنجاح وعليه أن ينظر إلى زوايا مهمة في علاقات حكومته مع صناع القرار في القطاع الخاص.

الرئيس الخصاونة معروف بذكائه، وهو يحمل رزمة ملفات داخلية توجب عليه حسن التصرف في اتخاذ القرارات، وفي زاوية العمل الوطني نراه الأقرب إلى تغليب لغة التعاون والشراكة للخروج من الوضع الراهن بأقل الخسائر، خاصة أن تأثيرات جائحة كورونا على الاقتصاد وحياة الناس غائرة وادت إلى أوجاع صعبة خلال الفترة الماضية، وهناك تفاؤل كبير بقدرته على قيادة المرحلة وتجاوز عقبات كثيرة، ونحن ندعو له بالنجاح والتوفيق في هذه المهمة الوطنية.