أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    29-Mar-2020

ترشيد الاستهلاك لمواجهة «كورونا المستجد»..*خالد الزبيدي

 الدستور

ما يؤرق المسؤولين والمواطنين من فيروس كورونا المستجد انتشاره في ظل ضعف الوقاية الحقيقة من هذا الوباء الذي يجتاح دول العالم، فالوقاية الحقيقية منه هو الابتعاد عن الاختلاط بين الناس، وان يتصرف الكل أننا قد نكون مصابين والمسؤولية تستدعي الابتعاد عن الغير وعدم الخروج الى الشوارع والطرقات هربا من الحجر المنزلي، لذلك فرض الأردن منع التجول فالهدف الأسمى معروف للجميع وهو حماية المواطنين والوافدين من وباء العصر الذي وضع طوعا قرابة ثلاثة مليارات من سكان الأرض في حجر منزلي أملا من الإفلات من الفيروس وتداعياته على الجميع في مقدمتها الإنسان. 
 
حالة الأسواق خلال الأيام القليلة الفائتة كانت مؤسفة فالمسألة الأولى ليس الحصول على المواد الغذائية وتخزينها، فالمخزون السلعي الأساسي وفير لكن نحن بحاجة لفترة وجيزة حتى تستقر آليات التوزيع، الا ان سلوك العامة كان مستغربا وغير محمود العواقب حيث تابعنا نزول العامة الى الشوارع والمحلات التجارية من مخابز وبقالات وملاحم، وكأننا امام نقص وشيك لنفاد السلع والخبز حالة مؤذية حيث تم شراء كميات كبيرة ما لبثنا وجدنا قسما لا يستهان به في حاويات النفايات، وهذا نكران للنعمة وسلوك مجتمعي غير مقبول في ظل الظروف الراهنة.
 
الاقتصاد العالمي يترنح جراء تداعيات الوباء فالدول الثرية رسمت خططا لحماية انهيار قطاعاتها ورصدت تريليونات ومئات المليارات من الدولارات، وهذه الأزمة لن تمر كما يعتقد البعض بدون آثار وتداعيات صعبة عالميا إذ سيكون لها انعكاسات سلبية على اقتصادات العالم، والأردن والأردنيون جزء من العالم وتتأثر في هذه التطورات فالكرة الأرضية كما يقال هي قرية الكترونية، وما جرى في العقود الماضية من أزمات مالية واقتصادية وعسكرية أثرت بتفاوت على جميع الدول والشعوب.
 
تخفيض الاستهلاك على كافة أنواعه خصوصا الأغذية أمر حيوي إذ لم يسجل يوما في الأردن ان إنسانا نام في بيته جائعا، لذلك الالتزام في المنازل أجدى وكلما تمسكنا بحماية أنفسنا وغيرنا من الوباء يقلص فترة التعافي، وهزيمة فيروس كورونا المستجد، وما نراه ونتابعه في عدد من دول العالم يفترض ان يدفعنا للتحوط والالتزام بما تطلبه السلطات المعنية، فالساهرون على صحة المواطنين بعشرات الآلاف يقدمون خدماتهم بكفاءة عالية من حكومة وفرق طبية وقواتنا العسكرية ..الجيش العربي والأجهزة الأمنية، وعلينا الالتزام بما يصدر عنهم من تعليمات، ففي ذلك حماية فعالة لنا جميعا.
 
نحن وشعوب الأرض نواجه أزمة حقيقية ومواجهتها معروفة ..التحوط والاستعداد والبقاء في المنازل فالفيروس لا يفرق بين كبير ولا صغير ولا غني ولا فقير لذلك حياتكم بين أياديكم، الاكل والشراب ملحوق عليه والخروج الى الشوارع والساحات كان وسيكون متاحا لاحقا لنا جميعا ..احموا أنفسكم وأهاليكم وأصدقاءكم وبلدنا.