أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    03-Jun-2018

قراءة مؤلمة لبعض المؤشرات الاقتصادية *د.غازي عبدالمجيد الرقيبات

 الراي-جاء التقرير الشهري للبنك المركزي الاردني عن شهر نيسان /2018 ليحمل في طياته كثيرا من الحقائق عن الوضع المالي والاقتصادي الاردني للربع الاول من العام الحالي ، واستوقفني مليا فيه اهم المؤشرات الاقتصاديهالمؤلمة ، حيث يشير الى ان العجز المالي للموازنة العامة للحكومة خلال شهري كانون الثاني وشباط بلغ 313 مليون دينار والذي يشكل مانسبته 6,6% من الناتج المحلي الاجمالي واذا ما استثنينا المنح الخارجية والبالغة 65,1 مليون فهذا سيؤدي الى ارتفاع العجزالمالي ليبلغ 378,1 مليون دينار ، اي ما نسبنه 7,9% من الناتج المحلي الاجمالي مقارنه مع عجز مقداره 137,1مليون دينار وبنسبة 3% من الناتج المحلي الاجمالي لنفس الفتره من العام الماضي ، ولا بد هنا من الحديث عن الايرادات العامه للدوله لنفس الفتره اعلاه والتي بلغت 492,8 مليون دينار ( كانت الايرادات المحلية منها 437,5 مليون دينار ، بينما المنح الخارجية بلغت 55,1 مليون دينار ) فكان نصيب الايرادات الضريبيه قد ارتفع بنسبة 0,1% بمقدار 0,8 مليون دينار مقارنه مع نفس الفتره من العام الماضي ، لتبلغ 720,3 مليون دينار حيث تشكل ما نسبته 67,8% من مجمل الايرادات المحليه ، وارتفعت كذلك الايرادات غير الضريبيه لتبلغ 340,8 مليون دينار ، بينما على جانب النفقات العامة للدولة نجدها قد ارتفعت لتبلغ 1,440.7 مليون دينار ( وذلك بسبب ارتفاع النفقات الجارية بنسبة 26,8% والنفقات الراسمالية بنسبة 2,5% ) ، كل ذلك اذا علمنا ان المستوى العام للاسعار قد ارتفع مقاسا بالتغير النسبي في الرقم القياسي لاسعار المستهلك خلال الربع الاول من العام الحالي بنسبة 3,7% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي ، وبخصوص البطالة فقد وصلت الى 18,3% (14,7% لدى الذكور بينما 31,2% لدى الاناث ).

 
اما الجانب الاخطر والاكثر الما فهو ما يتعلق بالدين العام: حيث نجد ان الدين العام الداخلي قد واصل صعوده ليصل 15,644.1 مليون دينار ليصل ما نسبته 54,7% من الناتج المحلي الاجمالي بينما كان رصيد الدين العام الخارجي 11,794.5 مليون دينار ليشكل بذلك 41,1% من الناتج المحلي الاجمالي وبذلك يؤدي الى ارتفاع الدين العام (الداخلي واخارجي) ليبلغ 27,458.6 مليون دينار متجاوزا بذلك كل الخطوط الحمراء لنصل الى 95,8% من الناتج المحلي الاجمالي وهنا اقول ( ان هذه النسبة اعتدنا عليها في حياتنا المدرسية والجامعية على انها دائما تشكل مصدر بهجة وسعادة الا انها هنا تشكل رمز شؤم لنا جميعا مبتهلا لله تعالى ان لا تتجاوز ذلك).
 
واخيرا اقول نعم كلنا يعلم ويعي ماذا يحاك من خطط واستراتيجيات للمنطقه والاقليم ونعي كذلك تلك الاذرع الخفية التي اصبح جل همها افقار وطننا الاغلى ومحاولة تجفيف موارده ، وندرك ايضا حجم ضغوطات ذوي القربى ( الاكثر الما ) ولدينا داخليا عجز في الموازنة ومديونية مزمنة ومتنامية وتعدي البعض على المال العام الذي اذكره بقول الله تعالى (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) لكنني اذكر اهلي ، اخواني وابناء الاردن الغيارى اننا قد مررنا بمحن ومراحل عصيبه في الماضي ( لم نفاوض او نقايض قط على المبادئ ) بل وخرجنا منها اكثر صلابة ، نعم فهذه ارقام ، نسب ومؤشرات ثقيله ومزعجة لكن تذكروا معي ايضا اننا نعيش على ارض الرباط المباركة وربان السفينة الهواشم ، واخيرا ادعوه سبحانه ( رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ).