أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    16-Jun-2017

سعوديون يطورون مهاراتهم في الأعمال اليدوية لمنافسة العمالة الأجنبية

أ ف ب: تعبق أروقة كلية في الرياض في المملكة العربية السعودية برائحة زيوت السيارات، وتتعاى فيها أصوات المطارق متصاعدة من غرفة يتحلق فيها حول محرك سعوديون مشاركون في برنامج لصقل المهارات وتطويرها.
وللمرة الأولى، تنظم السلطات السعودية دورة دروس تقنية لرجال ونساء يرون انها فرصة للتعلم، يمكن ان تقود مستقبلا نحو تقليل الاعتماد على اليد العاملة الأجنبية، في عدد من المجالات التي لطالما كانت حكرا على هؤلاء العمال.
وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي المملكة إلى تنويع اقتصادها المرتهن للنفط، وجذب استثمارات جديدة إلى البلاد تفتح الباب امام تأمين فرص عمل أكبر للسعوديين والسعوديات في مجتمع شاب متغير.
كما أنها تساعد على محو النظرة الخاطئة إلى السعوديين والتي تقول بانهم يرفضون ان تتلطخ أياديهم في الاعمال اليدوية التي عادة ما يقوم بها ملايين العمال الأجانب.
وقال محمد الحربي (29 عاما) المتدرب في»الكلية التقنية» في الرياض «في منزلي، أستطيع ان أصلح ما يخرب. لا أريد ان أدفع لشخص آخر حتى يقوم بذلك نيابة عني».
في أبريل/نيسان 2016، أطلقت السعودية خطتها لتنويع الاقتصاد، تحت مسمى «رؤية 2030»، التي تتضمن كذلك تشجيع انشاء الشركات الصغيرة وتطوير التعليم والتدريب.ودورة الدروس التقنية لا تهدف بالتحديد إلى تحضير السعوديين لسوق العمل، حسبما يقول احمد الفهيد، محافظ «المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني» الحكومية المسؤولة عن برامج صقل المهارات. لكن هدفها مساعدتهم في تطوير مهارات محدودة تجنبهم الاتصال بعمال غير سعوديين «يقدمون خدمات يمكن للسعوديين ان يقوموا بها»، كما قال الفهيد خلال زيارة إلى المشغل الخاص بمحركات السيارات.
وأوضح «لم يعلمهم أحد، ولم يدربهم أحد، ولذا فقد قررنا التدخل» لعرض إمكانية تعلم مهارات تساعد السعوديين على القيام بالأعمال اليدوية بأنفسهم، او على الأقل الإشراف بشكل اكثر انخراطا على العمال الذين يقومون بالعمل نيابة عنهم.»
والدروس في الدورة التقنية مجانية باستثناء رسم تسجيل بسيط. وحسب الارقام الرسمية، فان نحو تسعة ملايين أجنبي يعملون في المملكة التي يسكنها نحو 21 مليون شخص. والأرقام هذه صدرت قبيل بدء السعودية حملة لتقليل الاعتماد على العمال الأجانب بعد انخفاض أسعار النفط إلى النصف تقريبا.
وأضعف تراجع الأسعار اقتصاد السعودية، اكبر اقتصاد عربي، وأجبرها على إرجاء مشاريع بنى تحتية، وتعليق مكافآت الموظفين الحكوميين لفترة قصيرة، والتحضير لفرض ضرائب للمرة الأولى.
وطلبت السعودية من العمال الذين لا يملكونأاوراقا قانونية المغادرة خلال فترة ثلاثة اشهر من دون دفع غرامات. وتقدم اكثر من 345 الف شخص للاستفادة من العفو الذي تنتهي مدته في نهاية شهر الشهر الحالي، وفقا لحصيفة (أراب نيوز).
ويرى الفهيد انه في حال تعلم السعوديون القيام بالاشغال اليدوية بانفسهم، فانه سيتوجب على العمال الراغبين بالعمل في المملكة ان يمتلكوا «مهارات تشكل قيمة مضافة» للاقتصاد، بدل ان ينفذوا مهاما عادية.
سلطان عبدالله واحد من مجموعة من الرجال ارتدوا سترات بنية طويلة ووقفوا تحت سيارة رفعت فوقهم، يراقبون زيت المحرك يتسرب نحو الأرض. وعلى مقربة منهم، انهمكت مجموعة أخرى في اعادة تركيب مكيف هواء.
وقال عبدالله الذي تلقى تعليمه في اليابان ان الصفوف المسائية الأربعة ليست كافية، خاصة بالنسبة لشخص مثله خسر وظيفته في احدى الوزارات قبل اشهر. وأوضح «الشبان عاطلون عن العمل»، مشيرا إلى ان السعوديين يواجهون منافسة من قبل العمال الأجانب، وخصوصا الآتين من جنوب آسيا. وقال «سيكون من الافضل لبلدنا» ان يحصل مزيد من السعوديين على وظائف. وبينما ان التدريب في بعض القطاعات يتحلى بمواصفات عالمية، الا ان الفهيد اكد انه «في بعض المجالات، لا نزال نحتاج إلى الكثير لنطور قدراتنا وهذا ما نقوم به حاليا».
وتوقفت الدورة التقنية التي تستضيف اكثر من 4600 متدرب قبل بداية رمضان، الا نه من المقرر ان تستكمل بعد انتهاء شهر الصوم.
وتقدم الدورة دروسا للنساء في التكنولوجيا وتصفيف الشعر والتجميل، لتعكس بذلك، حسب الفهيد، طلبات المتقدمين من كل الاعمار.