شهد العقد الأخير تزايد الإقبال على تداول العملات الرقمية حتى أصبحت حقيقة اقتصادية راسخة وأحد العوامل المؤثرة في التعاملات النقدية على المستوى العالمي، وبالرغم من أنها ذات طبيعة افتراضية، فإنها أصبحت أكثر الأصول جذباً في مجتمع المستثمرين والمضاربين

 

والأساس في تداول العملات الرقمية مثله مثل التداول في الأسهم أو غيرها من القطاعات الاستثمارية، حيث أن عملية تحقيق الربح تعتمد بشكل رئيسي على القدرة على التنبؤ باتجاهات السوق وحركات الأسعار، وكلما كانت التنبؤات أكثر دقة كلما كان المتداول قادر على تعظيم أرباحه.

 

كيف تعمل أسواق تداول العملات الرقمية؟

الأسواق التي يتم فيها تداول العملات الرقمية هي أسواق لامركزية غير خاضعة لسلطة حكومة أو منظمة أو سلطة مالية موحدة.

 

والعملات الرقمية هي عملات افتراضية يتم تخزينها في المحافظ الإلكترونية الخاصة بها على نظام سلسلة الكتلة "البلوكتشاين"، ويقوم المستخدم بأي معاملات بالعملات الرقمية عبر هذه المحافظ، مثل إرسال عملات، أو عمليات دفع، أو عمليات بيع أو شراء، ويمكن إنشاء هذه العملات عبر عمليات التعدين.

 

والبلوكتشاين هو سجل رقمي يقوم بتسجيل المعاملات الخاصة بكل وحدة من العملات الرقمية من حيث تغيير ملكيتها عبر تسجيلها في كتل، كما يقوم مع كل معاملة جديدة بإضافة كتل جديدة في مقدمة السلسلة. وتتمتع البلوكتشاين بدرجة عالية من الأمان لحماية الوحدات المملوكة لمستخدمي محافظ العملات الرقمية

طرق تداول العملات الرقمية

يمكن تداول العملات الرقمية والمضاربة على تحركات أسعارها عبر عدة وسائل، وهي:

 

تداول العملات الرقمية في البورصة

 

يمكن شراء العملات وبيعها بشكل فعلي عبر بورصة العملات الرقمية، ويتم ذلك من خلال إنشاء حساب صرف، ثم يقوم المتداول بطرح القيمة الكاملة للأصل، وفتح مركز، وتخزين رموز العملات الرقمية في المحفظة حتى يستطيع القيام بعمليات البيع والشراء.

 

ويمكن الوصول إلى بورصات العملات الرقمية عبر استخدام التطبيقات الخاصة بها والتي تسهل الوصول إلى الأسواق وتداول العملات الرقمية من أي مكان طالما أن المستخدم متصل بالإنترنت.

تداول العقود مقابل الفروقات على العملات الرقمية

يمكن تداول العملات الرقمية من خلال العقود مقابل الفروقات، وهذه العقود عبارة عن مشتقات، تمكن من الاستثمار في العملات دون امتلاكها بشكل فعلي، حيث يقوم المتداول بعملية الشراء عند التنبؤ بأن قيمة العملة سترتفع، والقيام بعملية البيع عند التنبؤ بأن قيمتها ستنخفض.

 

وتتيح العقود مقابل الفروقات استخدام رافعة مالية، حيث يمكن فتح مركز مقابل نسبة ضئيلة من القيمة الكاملة المطلوبة للتداول في العملة، حيث يتم إيداع هذا المبلغ الصغير وتسمى بالهامش والتي يمكن من خلالها التعرض للسوق.

 

وبقدر ما قد تمكنك الرافعة المالية من تعظيم أرباحك، فإنها أيضا قد تعمق خسارتك، حيث أن الخسارة في حالة عدم التنبؤ الصحيح باتجاه السوق تحتسب وفقاً لقيمة الصفقة كاملة وليس وفقاً لقيمة الهامش الذي تم إيداعه.

 

كيف تبدأ في تداول العملات الرقمية؟

قد تبدو عملية تداول العملات الرقمية معقدة وخاصة للمبتدئين ولكن بخطوات بسيطة سنشرح كيف يمكنك البدء في عملية التداول ودخول سوق العملات الرقمية:

الخطوة الأولى: إنشاء حساب وساطة للعملات الرقمية

يجب أن تقوم بإنشاء حساب وساطة مع وسيط للعملات الرقمية كخطوة أولى، لإنشاء هذا الحساب يجب أن تمد وسيطك بمعلومات مثل البيانات الشخصية وبيانات التواصل.

الخطوة الثانية: تمويل الحساب

بعد إنشاء الحساب مع الوسيط يجب أن تربط حساب تداول العملات الرقمية الخاص بك بحسابك المصرفي، ويمكن أن تمول الحساب عبر بطاقات الخصم وكذلك التحويلات البنكية إذا كانت شركة الوساطة التي تتعامل معها تتيح ذلك، ولكن ننصحك بخيار التحويل المصرفي المرتبط لتمويل حسابك، لأنه مجاني وبدون رسوم على معظم الأنظمة الأساسية.

 

الخطوة الثالثة: اختيار عملة رقمية للتداول

 

يتجه معظم متداولي العملات الرقمية إلى العملات الشهيرة وذات القيمة السوقية الكبيرة مثل بيتكوين وإيثريوم، نظرا لأهميتها في السوق وكبر حجم التداول بهم مما يسهل توقع اتجاهات أسعارها وبالتالي تحقيق أرباح أكبر. ولكن قد يميل البعض إلى تداول العملات الرقمية البديلة أي العملات ذات القيمة السوقية الصغيرة، وبالرغم من أنها عالية الخطورة لصعوبة التنبؤ باتجاهات أسعارها، إلا أنها ذات إمكانات صعودية أعلى. لذلك عليك اتخاذ القرار الذي يتناسب مع قدرة تحملك للمخاطر.

الخطوة الرابعة: تحديد الاستراتيجية

هناك العديد من استراتيجيات تداول العملات الرقمية، واختيار أحدها يتم بناءً على خبرتك بالسوق، وأهدافك، وقدرتك على تحمل المخاطر. ولكن من المهم اختيار وتثبيت استراتيجية واحدة.

الخطوة الخامسة: تخزين العملات الرقمية

إذا كنت تسعى إلى تداول العملات الرقمية على المدى المتوسط أو الطويل، فيجب عليك إنشاء محفظة لتخزين عملاتك، وهناك نوعين من المحافظ، وهي محافظ البرامج ومحافظ الأجهزة، وتوفر لك الثانية معدلات أمان أعلى لأنها لا تحتاج للاتصال بالإنترنت للتشفير.