أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    05-Dec-2018

قبل أن يتحول سوق العمل لسوق خردة!!*زيان زوانة

 الغد-تشير الأرقام إلى أن الأسرة الأردنية تنفق أقل من 5 % على التعليم، ومع ضرورة مجانية التعليم حتى الثانوي، وارتفاع تكاليف التعليم من المدارس الخاصة وحتى الجامعي وارتفاع معدلات البطالة وتراجع فرص عمل الأردنيين خارج السوق الأردني، تبرز مسؤولية الحكومة بالرقي بنظامنا التعليمي وإلا تفقد الأسرة الأردنية شهيتها للتعليم.

يأتي هذا في الوقت الذي دخل فيه العالم في مرحلة التكنولوجيا الأحدث والذكاء الاصطناعي والروبوتات والسيارات والشاحنات والطائرات المسيرة بدون سائق، والخوف من تأثيرها على فرص توظيف البشر، وانقراض الكثير من المهن، مثل خدمات البريد التقليدي والتلكس والتلفون الأرضي وديوان الصادر والوارد والمراسل والرادكس (حبر الطمس) لتحل محلها تطبيقات أوبر وكريم وتطبيقات الخدمات المصرفية التكنولوجية.
لا بد من الرقي بتعليمنا والاستعداد المبكر لهذه الثورة ومواكبتها قبل أن تداهمنا بلا رحمة.
إن قطاعنا العام منتفخ حتى الثمالة بعمالة نصف ماهرة لا يخفى تواضع أدائها، ويعمل لدينا أكثر من مليون عامل وافد غير ماهر أيضا، وطلابنا يقبلون بشدة على علوم إنسانية، بينما متطلبات هذه الثورة تركز على علوم الهندسة والرياضيات والطب والعلوم والتكنولوجيا الحديثة.
أثارت جهود الملك الخاصة بالإبداع والتميز منافسات أردنية محلية، تحتاج في تقديري لتدفع بالأردن ليتميز خارج حدوده، في ميدان أو ميادين ما، في الطب أو جراحة معينة فيه، في السياحة أو خدمة معينة فيها، في التعليم على أي مستوى والتميز بجانب منه، في الطاقة المتجددة مثلا، فلدينا قطاعا خاص قدم ألواح التسخين الشمسي منذ أكثر من خمسين عاما.
وكذلك قدمنا في السينما فيلم "كابتن أبو رائد" الذي حصل على جوائز عالمية منذ أكثر من عشر سنوات، مثلما قدم لبنان أفلاما قليلة دفعت باسمه إلى واجهة العالم السينمائي، وقدمت إيران (المحاصرة والمتهمة بالتحفظ الشديد) أربعة أفلام دخلت قائمة أفضل مائة فيلم بلغات أجنبية، وفقا لاستطلاع "BBC Culture".
فالمواقع التي شاهدها العالم في سيول وادي زرقاء ماعين ووادي موسى، بطبوغرافيتها الخشنة وبألوان صخورها وقسوتها تصلح لأن تكون استوديوهات طبيعية لتصوير الأفلام، بأقل القليل من الديكور والكلف، كما هو وادي رم بالطبع.
لدينا الكثير من الموارد وما تزال فرصة استثمارها واستيعاب منظومة الثورة الجديدة متاحة أمامنا، وإلا سندفع غاليا ثمن تحول سوق عملنا لمستودع خردة مكلفة، شبيهة بمستودع شوارعنا من سيارات سيمنعها العالم المتطور من السير على شوارعه.