أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    03-Oct-2017

رسوم عقابية تهدد بقاء «بومباردييه» على قيد الحياة

 فايننشال تايمز-

 
 
أقدمت "بومباردييه" على مقامرة كبيرة عندما أطلقت طائرة ركاب من "سلسلة سي" C Series.
في دفعة من الطموح أعلنت شركة صناعة الطائرات الكندية في عام 2007 عن خطط لتطوير طائرة إقليمية جديدة تتميز بأحدث التطورات التكنولوجية ومحركات ذات كفاءة في استخدام الوقود.
لكن تلك الخطوة الجريئة جعلت الشركة هدفا لعداء متواصل من أكبر شركتين لصناعة الطائرات في العالم، "إيرباص" و"بوينج"، اللتين تعتبران سلسلة سي تشكل تهديدا لاحتكارهما في مجال طائرات الركاب المستخدمة في الرحلات القصيرة.
في الأسبوع الماضي اقترحت واشنطن فرض رسوم جمركية عقابية على مبيعات طائرات سلسلة سي في الولايات المتحدة، بعد شكوى قدمتها شركة بوينج تقول فيها إن شركة بومباردييه حصلت على معونات غير عادلة من كندا والمملكة المتحدة. ويعكس هذا الدعم المالي الطريقة التي تمتلك بها هذه الشركة في مقرها في مونتريال عمليات تشغيلية تصنيعية في بريطانيا وكذلك في كندا.
يهدد الحكم الأولي لواشنطن بخصوص التعرفات المقترحة ضد طائرات سلسلة سي بإشعال فتيل حرب تجارية تشمل كلا من الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، في الوقت الذي تحذر فيه كل من أوتاوا ولندن من أعمال انتقامية ضد "بوينج".
قال مايكل فالون، وزير الدفاع في المملكة المتحدة: "لدنيا عقود قائمة مع "بوينج" من أجل طائرة دوريات بحرية جديدة وطائرات هليكوبتر هجومية من نوع أباتشي، وسوف يطرحون عطاءات أيضا لأعمال دفاعية أخرى وهذا النوع من السلوك يمكن بكل وضوح أن يعرض مستقبل علاقاتنا مع بوينج للخطر".
هذه التعليقات وجدت تأييدا من تيريزا ماي، رئيسة الوزراء، التي طلبت من الوزراء وسفير بريطانيا إلى الولايات المتحدة أن يسعوا لإقناع "بوينج" بإسقاط الشكوى التي تقدمت بها ضد بومباردييه. كما ناقشت القضية الأسبوع الماضي مع جوستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، إضافة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
بالنسبة لماي، الأمور التي على المحك كبيرة، خصوصا أن حزب المحافظين يعتمد على الحزب الوحدوي الديمقراطي في إيرلندا الشمالية للحصول على أغلبية في برلمان المملكة المتحدة. ويتمتع الحزب الوحدوي الديمقراطي بدعم قوي في المنطقة المحيطة بأعمال بومباردييه في بلفاست.
قالت كريستي فريلاند، وزيرة الخارجية في كندا، إن الرسوم الأمريكية "من الواضح أنها تهدف إلى إبعاد طائرات سلسلة سي لشركة بومباردييه من السوق الأمريكية". وتعهدت "بالدفاع عن الشركات الكندية والعمال الكنديين ضد النزعة الحمائية المكلفة وغير العادلة".
وأيدت وزارة التجارة الأمريكية مطالبة شركة بوينج - التي أثيرت بسبب طلب شراء بقيمة 5.6 مليار دولار في العام الماضي من شركة دلتا للطيران للحصول على 75 طائرة من سلسلة سي - بأن شركة بومباردييه تبيع الطائرات في الولايات المتحدة بسعر أقل بسبب الإعانات التي تقدمها الحكومة الكندية والمملكة المتحدة. وقالت وزارة التجارة في حكمها الأولي إن الرسوم الجمركية الأمريكية التي تصل إلى 220 في المائة ينبغي تطبيقها على طائرات سلسلة سي. ووصف أحد الأشخاص القريبين من النزاع العقوبات بأنها "مذهلة".
وتحصل معظم شركات صناعة الطائرات النفاثة على إعانات من الدول بشأن برامج الطائرات الجديدة في الوقت الذي تسعى فيه الحكومات لتأمين فرص عمل رفيعة المستوى، لكن هذه القضية أصبحت مثار نزاع، وعلقت إيرباص وبوينج في نزاع طويل حول الإعانات التي يزعم أنها غير قانونية وتعادل قيمتها مليارات الدولارات.
ومن غير المتوقع إصدار حكم نهائي في هذه القضية حتى العام المقبل. مع ذلك، يمكن أن تكون العواقب قاسية بالنسبة للشركة الكندية، على اعتبار أن صفقة شركة دلتا يمكن أن تتعرض للانهيار بسبب الضغوط التي تفرضها مثل هذه الرسوم الجمركية العقابية، فيما لو تم فرضها.
وتمثل هذه الصفقة نحو 20 في المائة من المبيعات المتفق عليها مع بومباردييه لطائرات سلسلة سي، وفي حال إلغائها سيتعين على الشركة إعادة النظر في إنتاج هذا النوع من الطائرات، ومن المحتمل أن يتم تسريح أعداد من الموظفين.
الأسوأ من ذلك، سيتعين على بومباردييه - التي كانت ومنذ سنوات عدة تسجل خسائر - إعادة تسديد المبالغ المدفوعة مقدما من قبل شركات الطيران لشراء الطائرات.
لكن الضربة الأكبر لطائرات سلسلة سي هي أن الرسوم الجمركية العقابية التي تفرضها الولايات المتحدة من شأنها أن تتسبب، من الناحية العملية، في إغلاق أكبر سوق للطائرات في العالم، وفقا لأندرو جولان، المحلل لدى بيرينبيرج. يقول: "كانت صفقة دلتا مهمة جدا (...) فقد كانت طلبا كبيرا مع إحدى شركات الطيران الأمريكية الثلاث الكبيرة. مثل هذه الاتفاقية المهمة تجعل المنتج أكثر قابلية للتسويق بكثير على المدى الطويل".
شركة بومباردييه بحاجة ماسة إلى تلك الموافقة لضمان استمرارية إنتاج هذا النوع من الطائرات. فقد كافحت للحصول على الطلبيات، رغم كفاءتها المعترف بها، جزئيا لأن كلا من "إيرباص" و"بوينج" حاولتا جاهدتين تقويضها. ولم تقتصر استجابتهما على تصنيع طائرات ذات ممر واحد وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود فحسب، بل قدمتا أيضا تخفيضات كبيرة في الأسعار على الطائرات الموجودة حاليا.
واستخدمت طائرة بومباردييه من الموارد كمية تجاوزت التوقعات، إذ أنفقت الشركة 5.4 مليار دولار من أجل إنزال الطائرة في السوق، وهو مبلغ أكثر من ضعف ميزانيتها.
ومن غير المحتمل أن يتم حل النزاع بسرعة. وستصدر وزارة التجارة الأمريكية حكما ثانيا يمكن أن يمهد الطريق لفرض حتى المزيد من الرسوم الجمركية على طائرات سلسلة سي.
وستواجه بومباردييه أيضا تدقيقا من لجنة التجارة الدولية الأمريكية التي يتعين عليها أن تحدد مطلع العام المقبل ما إذا كانت "بوينج" قد تعرضت للضرر نتيجة لصفقة دلتا.
بعد ذلك تستطيع كل من كندا والمملكة المتحدة الطعن في الحكم الأمريكي في منظمة التجارة العالمية. أو يمكن أن تتفاوض الولايات المتحدة وكندا بشأن التوصل إلى تسوية، مثلما كان يحصل في الماضي.
ستسعى الشركة الآن إلى العثور على طلبات جديدة لسد أي فجوة يمكن أن تتسبب فيها صفقة "دلتا". وهي تشير منذ الآن إلى أن شركات الطيران الصينية ربما تكون مهتمة بسلسلة سي.