عمان اكسشينج -
ليست عودة " للإرهاب والكباب " ، ولكن شدّ انتباهي تصريحا لمسؤول الكشافة البريطانية ، عن نقص شديد في الشباب المتطوع لقيادة الحركة الكشفية البريطانية ، يقابله ، إقبالا شديدا من المنتسبين للمؤسسة ، بدرجاتها ، من سن 6-8 ، ومن 8-10 ومن 10- 14 ومن 14- 18 عاما ، وعادت بي الذكريات سنوات إلى أيام الطفولة والشباب في المدارس الحكومية ، حيث كانت الحركة الكشفية الأردنية في أوجها ، تساهم في بناء أجيال من الشباب الأردني الواثق ، وتؤهلهم منذ الصغر للمشاركة وحب الإستكشاف والمخاطرة المحسوبة والمهارات القيادية ، وتزرع فيهم حب الوطن والولاء لترابه وإرثه وتاريخه. عادت بي الذكريات أيضا ، إلى " معسكرات الحسين " التي كانت تكمّل مسيرة الشباب الأردني إلى عالم الإعداد للمسؤولية والرجولة ، وفق برامج شبابية ، تركت في أذهان المشاركين في حينه وحتى الآن ، ذكريات لا تنسى عن الإقدام والتطوع لخدمة الوطن .
بينما تعود بي هذه الذكريات ، والبرامج الوطنية الحكومية التي أكسبت أجيالا مهارات حياتية تعيش معها طول حياتها ، وظفتها في ديناميكية التطور الإنساني ، لخلق أجيال لديها بذور الإبداع والمهارات اللازمة لحياة وطنية كريمة ، يحضرني تقصير الحكومات في ميدان رعاية الشباب الأردني ، التي تركت المجال لبرامج المدارس الخاصة من فئة النجوم السبعة التي تنظم لطلابها رحلات إلى خارج الوطن ، ليزورا بلدانا عربية وأجنبية ، وهم لم يزوروا المفرق والبتراء ووادي رم وأم قيس وجبل نيبو وقلعة عجلون والشوبك وضانة ووادي الأردن وكنيستي مادبا ورحاب .
تقصير الحكومات بحق الشباب الأردني لا يغفره قلّة المخصصات المالية لتأسيس " معسكرات ولي العهد الحسين بن عبدالله للشباب " ، ولا تبرير إلغاء خدمة العلم ، ولا التلاوم وإلقاء المسؤولية على إدارات المدارس الحكومية وعدم مبادرتها ، فبينما حكوماتنا تستغرق في تعريف التطرف وطرق محاربته ودراسات الفقر والبطالة والندوات التنظيرية حولها وتقارير حقوق الإنسان وآفة المخدرات ، يستغرق الإنسان الأردني الشاب إما في متابعة تليفونه المحمول ، أو في ملاحقة متنفذ يتوسط له في عمل في الحكومة الغارقة تحت فيضان التوظيف الجائر الذي استنفذ الخزينة العامة.