مباشر - نهى النحاس -

 

 شهدت العملات الرئيسية تقلبات كبيرة في الأسبوع الماضي، حيث تمتع بعضها بمكاسب قوية، فيما شهد الآخر تراجعاً حاداً.

 

وتمكن الدولار الأمريكي من تصدر العملات الأكثر ارتفاعاً، وذلك بعد ما وصل عائد سندات الخزانة الأمريكية لأعلى مستوى في 7 سنوات.

 

ومع مكاسب الدولار القوية تراجعت أمامه معظم العملات الرئيسية الأخرى التي تعرضت أيضاً إلى بيانات سلبية اقتصادية وسياسية أدت إلى المزيد من هبوطها. 

 

الدولار يرتفع لأعلى مستوى في 5 أشهر

 

في الأسبوع الجاري ارتفع الدولار الأمريكي لأعلى مستوى منذ ديسمبر الماضي، حيث ارتفع المؤشر الرئيسي للعملة الذي يقيس أداءها أمام 6 عملات رئيسية بنحو1.1% منذ بداية الأسبوع.

 

وتزامن مع مكاسب الورقة الخضراء ارتفاع في عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، حيث وصل إلى أعلى مستوى منذ 2011 وتخطى حاجز الـ3.1%.

 

كما أن البيانات الاقتصادية خدمت أداء الدولار الأمريكي، حيث أظهرت بيانات رسمية في الأسبوع الجاري ارتفاع النشاط الصناعي في نيويورك خلال الشهر الجاري بأكثر من توقعات المحللين  عند 20.1 نقطة في مقابل توقعات بـ15.1 نقطة.

 

كما ارتفع مؤشر النشاط الصناعي في ولاية "فيلادفيا" إلى 34.4 نقطة خلال شهر مايو الجاري مقارنة بـ23.2 نقطة في أبريل.

 

فيما زاد الإنتاج الصناعي الأمريكي للشهر الثالث على التوالي  خلال شهر أبريل بنسبة 0.7%، مقابل توقعات بـ0.6%.

 

ويتزامن مع ارتفاع العملة الأمريكية ميل عام نحو الأصول الخطرة، حيث شهدت أسواق الأسهم العالمية مكاسب واسعة، وانخفضت أصول الملاذ الآمن.

 

وهبطت أسعار الذهب في الأسبوع الجاري لأدنى مستوى منذ ديسبمر الماضي، وانخفضت دون 1300 دولار للأوقية، حيث يتجه المعدن لخسائر بنحو 2% هذا الأسبوع.

 

اليورو يهبط لأقل مستوى في 5 أشهر.. والإسترليني يرتفع طفيفاً

 

شهدت العملة الأوروبية الموحدة خسائر كبيرة في الأسبوع الجاري، حيث هبطت أدنى مستوى 1.18 دولار متراجعة لأقل مستوى منذ ديسمبر الماضي، وتتجه لخسائر أسبوعية بنحو 1.4% أمام الدولار.

 

واقتصادياً تلقى اليورو بيانات سلبية، حيث نما اقتصاد ألمانيا بأبطأ وتيرة منذ الربع الثالث في 2016 في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري بنحو 0.3%.

 

كما تباطأ معدل التضخم في منطقة اليورو خلال أبريل عند 1.2% على أساس سنوي مقابل 1.3% في مارس.

 

وفيما يتعلق بفائض الحساب التجاري، فتراجع إلى 32 مليار يورو خلال شهر مارس الماضي مقابل 36.8 مليار يورو فائض مسجل في فبراير السابق له.

 

أما سياسياً فشهدت منطقة اليورو اضطرابات في إيطاليا بسبب الاختلاف حول تشكيل حكومة ائتلافية هناك بعد أن فشلت أي من الأحزاب في حصد أغلبية برلمانية في انتخابات مارس الماضي.

 

وانتهت تلك المشاحنات إلى توصل حركة الخمس نجوم الإيطالية وحزب الرابطة اليميني المتطرف إلى اتفاق حول برنامج مشترك لتشكيل حكومة شعبوية.

 

وفي إسبانيا صوت البرلمان الكتالوني لصالح الانفصالي "جواكيم تورا" ليكون رئيساً جديداً للإقليم، الأمر الذي قد يتسبب في إعادة المواجهة بين الإقليم وحكومة مدريد حول الانفصال.

 

أما الجنيه الإسترليني فيتجه إلى مكاسب بنحو 0.4% أمام الدولار في الأسبوع الجاري.

 

وتلقت العملة البريطانية بيانات اقتصادية إيجابية في الأسبوع الجاري، حيث استقر معدل البطالة في الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس عند 4.2% وهو أقل مستوى منذ 43 عاماً.

 

كما ارتفع متوسط دخل الفرد في الأسبوع، والذي يأخذ في الاعتبار استثناء العلاوات بنحو 2.9% خلال نفس الفترة أما الذي يتضمن العلاوات فزاد بنسبة 2.6%.

 

وعلى مستوى مناقشات "البريكست" تسببت تقارير صحفية تم نفيها في وقت لاحق في ارتفاع العملة البريطانية وهي استمرار المملكة المتحدة بالاتحاد الجمركي لما بعد 2021.

 

الين أكبر المتراجعين أمام ادولار

 

يتجه الين نحو تسجيل خسائر أسبوعية بنحو 1.5% أمام الدولار، مع القوة العملة الأمريكية، وبيانات سلبية في اليابان، ليكون بذلك أكبر العملات الرئيسية تراجعاً أمام العملة الأمريكية.

 

وهبط الين أمام الدولار لمستوى 111 يناً للمرة الأولى منذ يناير الماضي.

 

وفي الأسبوع الجاري كشفت البيانات الرسمية في اليابان انكماش الاقتصاد للمرة الأولى منذ 2015 في الربع الأول من 2018 بنحو 0.6% على أساس سنوي.

 

كما تباطأ معدل التضخم في ثالث أكبر اقتصاد في العالم خلال أبريل عند 0.7% مقابل 0.9% في في مارس.