تسارعت الاحداث في الاردن في الأيام القليلة الماضية بشكل كبير وكان اخرها قرار تعطيل كافة المؤسسات الحكومية والخاصة باستثناء القطاع الصحي، وكلها تصب في مصلحة توفير كافة السبل لحماية المواطنين وكافة سكان المملكة. وهذا الأمر يتطلب تعاون الجميع باخذ الأمر بجدية تامة ويجب أن يدعو للاطمئنان لأن الجميع يعلم الاسباب التي دعت لذلك.

 

الاجراءات التي اتخذتها الدولة الاردنية خلال الايام الماضية تدعو للفخر والاعتزاز والشكر والتعاضد مع كافة مكونات الدولة ومؤسساتها، وقد لمسنا وسنلمس حجم وقوة التعاضد بين مختلف قطاعات الدولة الأردنية من قطاع عام وقطاع خاص ومنظمات مجتمع مدني وجمعيات ونقابات وحتى أفراد.

 

لا يوجد وقت ولا ظرف أفضل من هذا الذي نعيش فيه لنظهر للوطن؛ شعب ومؤسسات ونظام، حجم الحب الذي يكمن داخلنا اتجاهه. فقد قدم الاردن لنا الكثير في مختلف الظروف والاوقات وجاء الوقت لنقول له: فدوى لعيونك يا اردن، فهذا بلدنا وما نخون عهوده. فكل دعم مهما كان شكله هو لصالحنا ولصالح أبناءنا وبناتنا ومؤسساتنا وشركاتنا ومدارسنا وجامعاتنا حتى نستمر بعون الله متغلبين على هذا العدو اللعين المدعو فيروس كورونا.

 

دائما كنا نقول أن اجهزتنا الامنية محط احترام وتقدير في كل الاوقات والظروف، وها نحن اليوم نشهد دورها متطوعة لخدمتنا وخدمة بلدنا، ولذا فهي واجبة الدعم والاحترام ومطلوب من الجميع التعاون معها في الاسابيع المقبلة.

 

أما اقتصادنا الوطني، فاننا نعلم أن بعض قطاعاته ستتأثر جراء تداعيات انتشار مرض فيروس كورونا خلال الشهرين أو الثلاثة المقبلين. ولكن نتوقع وبشدة أن تتعافى هذه القطاعات في الاشهر المتبقية من العام. فعلى سبيل المثال، كنا نتوقع ان قطاع الفنادق سيعاني كثيرا جراء الازمة، الا أننا نرى أن نسبة الاشغال في فنادق البحر الميت تصل اليوم الى 100%، وهذا جراء تحويل هذه المشكلة الى فرصة، الامر الذي سيخفف على هذا القطاع بشكل ملحوظ ويخدم الدولة والقطاع الصحي بشكل مباشر.

 

وضع المالية العامة للمملكة مطمئن في الوقت الحالي وسيتم صرف الرواتب مبكرا كما صرح وزير المالية. ومع ذلك فقد يتطلب الوضع اجراء مراجعة شاملة لموازنة الحكومة للعام الحالي 2020 واجراء مناقلة ما بين بنودها. أما اذا استمرت تداعيات أزمة كورونا لأشهر طويلة، فقد يتطلب الوضع المالي اصدار ملحق موازنة في الاشهر المقبلة لتغطية التراجع المتوقع في الايرادات، وهو أمر قد يصبح مستبعداً لأن الاردن اتبع سيناريو التجربة الصينية في مواجهة هذه الازمة. حمى الله الاردن.