أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Mar-2021

تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات تبشر بـ «ثورة صناعية» جديدة

 أ ف ب: من السيارات ذاتية القيادة، إلى المصانع «المتصلة» بالإنترنت، مروراً بالزراعة «الذكية»، أو الجراحات من بعد… تبشر شبكة الجيل الخامس «جي5» من الاتصالات بـ»ثورة صناعية» جديدة في العامين المقبلين، كما من شأنها إدخال تغييرات جذرية في قطاعات اقتصادية برمتها.

فبعدما قدم الجيل الأول إمكان إجراء مكالمات صوتية عبر الهواتف المحمولة، لتضاف إليها الرسائل النصية في الجيل الثاني، وبعدها القدرة على إرسال صور في شبكة الجيل الثالث، ثم تطوير قدرات الاتصال عبر الإنترنت في الجيل الرابع، فإن من شأن الجيل الخامس إدخال تطورات كبرى على الاتصالات مع زيادة سرعة الاتصال بالإنترنت عشرة أضعاف.
وفي ما يلي لمحة عن الاستخدامات المتعددة التي من المتوقع أن يتيحها الجيل الخامس»
* تغييرات جذرية في الصناعة: مع إمكان الإفادة من الشبكات الخاصة القادرة على تشغيل مصانع «ذكية» مزروعة بأجهزة الاستشعار والإكسسوارات المتصلة، يؤمل من الجيل الخامس أن يفتح صفحة جديدة في القطاع الصناعي من شأنها تحسين الإنتاجية إلى مستويات فضلى.
ففي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، قدمت شركة «أورَنج» الفرنسية للاتصالات و»شنايدر إلكتريك» الألمانية للكهربائيات أول مشروع تجريبي لنشر شبكة الاتصالات المستقبلية في مصنع في منطقة فودروي شمال فرنسا.
ومن بين الاستخدامات الملموسة روبوتات يمكنها إجراء زيارات للمواقع من بُعد، وتطبيق «للواقع المعزز» يتيح لفنيي الصيانة النفاذ إلى بنك معلومات عن آلة من خلال مسح رمز.
* سيارات ومدن ذكية: تواكب شبكة الجيل الخامس ابتكارات جمة في قطاعات النقل والتنظيم اللوجيستي والتخطيط المدني. ومن أبرز النماذج على ذلك هي السيارة ذاتية القيادة.
وقال ميشال غيغا، الخبير في شركة «كابجيميني» الفرنسية الاستشارية، أن هذا النوع من المركبات «قادر على إجراء تقويم دائم لوضعه في البيئة المحيطة، لناحية الأشخاص الآخرين في المحيط ووضع الطريق والعقبات الموجودة بالقرب منها… سواء التقطت المركبة نفسها هذه المعلومات أو جُمعت من مصدر خارجي، يتعين جمع كميات بيانات ضخمة ومعالجتها في كل لحظة».
وقد جعلت شبكة الجيل الخامس هذه المهمات ممكنة، لأنها تقنية الاتصالات الوحيدة القادرة على نقل كمية البيانات اللازمة لرصد حركة وتحليلها واستثارة رد مناسب عليها في جزء من الثانية.
* تطبيب وجراحات من بُعد: شهد مؤتمر برشلونة للأجهزة المحمولة نهاية فبراير/شباط 2019 إنجازاً طبياً نُقل مباشرة، تمثل بإجراء أنطونيو دي لاسي أول عملية جراحية في العالم تمت من خلال «إشراف من بُعد» من طريق شبكة الجيل الخامس.
وخلال العملية، أتاح الاتصال بالجيل الخامس جودة صورة أفضل بكثير من تلك المتوفرة في الشبكات السابقة، مما يقلص احتمالات الخطأ. ومن شأن ذلك السماح للجراحين بإجراء عمليات من بُعد في المستقبل، بالاستعانة بأذرع آلية.
ولمواكبة الانتشار المتزايد للتطبيب من بُعد، وخصوصا بتأثير من جائحة كوفيد-19، فإن على شبكة الجيل الخامس أيضاً السماح بـ»زيادة كبيرة في تبادل البيانات الصحية بين المستخدم ومنصة وأدارة أخرى لتحليل البيانات»، وفق ما أوضح رئيس اتحاد شركات التطبيب من بعد فرنسوا ليسكور.
وأشار إلى أن هذه التقنية «ستتيح التحرك استباقياً بدرجة أكبر بكثير، على سبيل المثال مع البيانات التي ستنقلها مستقبلا قمصان مليئة بالمستشعرات والتي ستصبح بمثابة +جلد ثان+ قادر على تسجيل وتيرة نبضات القلب والتنفس».
غير أن الجيل الخامس يطرح تحدياً كبيراً يتعلق بـ»خدمات إيواء بيانات الجيل الخامس وأمنها»، وفق ليسكور.
* زراعة ذكية: من المتوقع أن تُدخل شبكة الجيل الخامس تغيراً جذرياً أيضا في القطاع الزراعي، مع قدرات جديدة تتمثل على سبيل المثال بتربية المواشي من بُعد واقتلاع الأعشاب الضارة آلياً و تسيي الجرارات المستقلة.
غير أن إيمريك أودان، المدير العام لشركة «أكس أنفيرونمان» التي تسوق أدوات زراعية متصلة بالإنترنت، يقول أن شبكة الجيل الخامس تبقى «غير مُكيَّفة نسبياً» حتى الآن مع الحاجات في القطاع الزراعي، وخاصة فيما يتعلق بسلامة البيئة.
ولكنه يضيف أن «القيمة المضافة» التي تحملها التقنية الجديدة على البُنى التحتية القائمة «كبيرة بما يكفي مقارنة مع الأضرار المحتملة لنشر الجيل الخامس على البيئة».