أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Aug-2017

أنصار حماية البيئة يحذرون من أخطار إزالة الغابات الاستوائية الجافة في باراغواي

 د ب أ: في حفلات الشواء في أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا هذا الصيف، تتحمر شرائح اللحم على النار. وفي نفس الوقت تتساقط الأشجار على الأرض في نصف العالم الآخر في الغابات الاستوائية الجافة في غران تشاكو في باراغواي.

الرابط بين هاتين الواقعتين ان هذه الأشجار سوف تُستخدم لصنع الفحم النباتي المستعمل كوقود في شوي اللحم. 
يقول ماتياس بومان، وهو عالم جغرافيا من جامعة هومبلوت في برلين نشر مؤخرا دراسة عن تأثير إزالة الغابات على غران تشاكو، أن «تشاكو هي بؤرة ساخنة لتغير استخدام الأراضي».
ووفقا لبومان فإن منطقة بحجم ملعب كرة القدم في المنطقة يتم إزالتها كل دقيقتين أو ثلاث. ويحذر أنصار حماية البيئة منذ سنوات من عواقب إزالة الأشجار، سواء بصورة قانونية أو غير قانونية في المناطق الاستوائية.
ويتم كثيرا التغاضي عن تشاكو، وهي غابة جافة وليست مطيرة، رغم أن تقريرا صدر مؤخرا عن منظمة «إيرث سايت» البيئية، ومقرها بريطانيا، حول صناعة الفحم في باراغواي قد جذب بعض الاهتمام.
وتشير وسائل إعلام محلية إلى أن حجم هذه الصناعة ارتفع من نحو سبعة ملايين دولار في 2003 إلى نحو 40 مليون دولار. 
وذكرت المنظمة أن معظم الفحم يأتي من أكبر مُصَدِّر في باراغواي، وهو «بريكابار»، ويجد طريقه إلى المتاجر الأمريكية والأوروبية، ومن بينهما سلاسل تجارية معروفة مثل «ألدي» و»ليدل» و»كارفور».
إلا أن بومان يوضح أن الفحم ليس هو السبب الوحيد لإزالة الغابات في تشاكو. ففي الواقع فإن
و 95% من الأراضي التي يتم إزالة أشجارها تستخدم لتوفير مساحة رعي لصناعة الماشية المتنامية. وتوضح منظمة «غرينبيس» (السلام الأخضر) أن إنتاج فول الصويا يتزايد أيضا لتلبية الطلب على الصادرات وإطعام الماشية.
ووفقا لحسابات بومان، فقد تمت في الفترة من 1985 وحتى 2013 إزالة أشجار أكثر من 49 ألف كيلومتر مربع من تشاكو، بما يعادل فقدان 22.5 % من الغابة، وتسبب في إطلاق غارات دفيئة تعادل نحو 250 غيغاتون.
وتتسبب إزالة الغابات في إطلاق هذه الغازات لأن الغابات القديمة تخزن الكربون في الأخشاب والأوراق والتربة. ويتم إعادة إطلاق هذا الكربون إلى الغلاف الجوي عندما يتم قطع الأشجار وتدمير الأخشاب.
يوضح بومان أن هذا «أكثر بكثير من الغازات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري في نفس الفترة … والانبعاثا الغازية لتربية الماشية ليست ضمن دراستنا».
ويطالب بإعلان المزيد من المناطق التي يحظر فيها قطع الأشجار، مشيرا إلى أن نموذج البرازيل يوضح أن مثل هذه المبادرات قد يكون مفيدا.
وأشار إلى أن إعلان مثل هذه المناطق في أماكن أخرى يعني انتقال نشاط قطع الأشجار إلى مكان آخر. وللحيلولة دون حدوث ذلك، قال إنه ينبغي أن يكون هناك تنسيق دولي بشأن المشروعات البيئية.
وغابات تشاكو معروفة أيضا لدى الصناعة لكونها رخيصة. يقول هرنان جيارديني، من «السلام الأخضر» في الأرجنتين، أنه «في أفضل مناطق السهول الأمريكية، يتكلف هكتار الأرض 15 ألف دولار. وفي تشاكو يتكلف فقط 300 دولار». ويوضح أن فكرة المناطق المحمية في باراغواي ليست ناجحة دائما. فالغرامات على قطع الأشجار بصورة غير قانونية متدنية جدا لدرجة أن الشركات تعتبرها جزءا من تكاليف العمل. وباراغواي واحدة من أفقر دول أمريكا الجنوبية وتوفر صناعة الفحم مصدر دخل للكثيرين. ووفقا لجمعية تجار الأخشاب يعمل بها أكثر من مئتي ألف شخص.
ويضيف جيارديني أن «إنتاج الفحم النباتي في الغالب يتم في السوق السوداء حيث يتقاضى العاملون فيه أجورا منخفضة»، مشيرا إلى أنه كثيرا ما تقع اشتباكات بين العمال وحراس الأمن.
وأمام المتسوقين الأوروبيين خيارين من الفحم النباتي في متاجرهم: الفحم النباتي من الأخشاب المقطعة أو القوالب المصنعة من المخلفات الزراعية.
تقول شركة «ألدي» الألمانية ان لديها العديد من الشهادات التي تثبت المنشأ الشرعي لفحمها النباتي. وتقول أيضا إنها تعمل مع الموزعين لتطوير أساليب لتجنب المشاكل الاجتماعية والبيئية في سلسلة إنتاج الفحم.
في أعقاب تقرير «إيرث سايت» البيئية أعلنت «ألدي» أنها ستحقق في أصول الفحم بصورة أكبر، وقالت إنه في السنوات القادمة ستقوم فقط بشراء الفحم من مصادر معتمدة ومستدامة.
إلا أن المدافعين عن البيئة يحذرون من أنه ليست لكل شهادة معنى. ويشير جيارديني إلى أنه لا يزال من الممكن تبني إقامة غابات مستدامة في تشاكو.
ولكن أولا، وفقا لجيارديني، هناك حاجة إلى دراسات حول كيفية مساعدة الغابة على التعافي، وخاصة فيما يتعلق بشجرة الكبراشو، التي يختارها قاطعو الأشجار لغرض استخدامها في الفحم، وهي شجرة تحتاج إلى حوالي 40 عاما للنمو حتى النضج.