أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    07-Apr-2019

للمرَّة العاشرة.. دافوس البحر الميّت*سلامة الدرعاوي

 الدستور-للمرَّة العاشرة يلتئم في البحرِ الميّت مُنتدى الاقتصاد العالميّ للشرق الأوسط وشمال أفريقيّا بمشاركة أكثر من ألف شخصيّة عالميّة يمثلون 50 دولة من قادة السياسة والاقتصاد والفكر ورجال الأعمال والاقتصاد.

دائما يُطرح السؤال من غالبية الشّارع الأردنيّ، ماذا يَستفيد الأردن من انعقاد ذلك المؤتمر على أراضيه؟
غالبية تفكير الشّارع تنحصر باتجاه مدى حصول المملكة من المساعدات والمنح من تلك المؤتمرات، وهذا تفكير سلبيّ للأسف، لأن الأردن لم يحصل على أيّة مُساعدات جراء انعقاد المُنتدى على أراضيه، فهذا موطنه الأصليّ منذ عقد السبعينات في منتجعات التزلج العالميّة في دافوس السويسريّة، وبالتالي خروجه من موطنه الأصليّ إلى البحر الميت هو دلالة مُهمة على أهمية الأردن ودبلوماسيته بقيادة الملك في توطين المنتدى بالبحر الميّت اخفض بقعة في العالم.
انعقاد المُنتدى بالحبر الميّت للمرَّة العاشرة هو توظيف إيجابيّ لمكانة الأردن في المنطقة، واستغلال هذه التظاهرة العالميّة في شرح الوضع الاقتصاديّ للمملكة لِكبار القادة السياسيين ورجال الأعمال والمستثمرين العالميين ونخبة صُنّاع القرار الاقتصاديّ العالميّ، وهذه بحدّ ذاتها تُساهم كثيرا في دعم وتفهّم الدول الكبرى والصديقة لاحتياجات الأردن الذي هو بأمس الحاجة لدعم الدول الصديقة خاصة في المحافل الدوليّة ولدى المؤسسات العالميّة.
حضور شركات اقتصاديّة كُبرى ورجال أعمال ومستثمرين أجانب لِمُنتدى البحر الميّت فُرصة كبيرة لتحقيق الشراكة الإقليميّة مع مجتمع رجال الأعمال والقطاع الخاص الأردنيّ، والوقت الرهن بأمس الحاجة لتعزيز مفهوم تلك الشراكة الإقليميّة، خاصة مع تطورات الوضع السياسيّ والأمنيّ في كُلّ من سوريا والعراق اللتين هُما الآن بأمس الحاجة إلى جهود دوليّة لإعادة الإعمار لديهما، ولا يمكن أن يغفل أحد عن الموقع الجغرافيّ المُتميز وبيئة الأعمال الهامة للأردن في لعب مثل هذا الدور الإقليميّ، والكُلّ يعلم جيدا قُدرة القطاع الخاص الأردنيّ في اختراق السوقين السابقين من خلال ما يتمتع به من خبرات تراكميّة على مدى العقود الماضية وعلاقاته الاستراتيجيّة بنظرائه في كُلّ من العراق وسوريا.
التئام أكثر من ألف شخصيّة قياديّة في العالم على مدى يومين في البحر الميّت يُساهم في تطوير النظرة الإيجابيّة للمجتمع الدوليّ حول الاقتصاد الأردنيّ الذي خاض خلال مسيرته تحدّيات لا تنتهي، ويخرج من كُلّ الأزمات الإقليميّة أقوى ومنعة وحصانة من أيّة ارتدادات سلبيّة عليه، وفعلا هذا ما يحدث مع دخول المنطقة في سيناريوهات أمنيّة صعبة، نجد أن المملكة تنمو بشكل اكبر، مما أثار إعجاب وتقدير المجتمع الدوليّ للجهود الإصلاحيّة الاردنيّة في مواجهة تداعيات أزمات الإقليم التي لا تنتهي للأسف.
لا أحد يُنكر حجم الزخم الإعلامّي العالميّ الذي يحظى به الأردن خلال فترة انعقاد أعمال مُنتدى البحر الميّت والذي يتم التسليط فيه على كُلّ صغيرة وكبيرة من أعمال وأنشطة المنتدى، ليكون الأردن على خارطة الإعلام العالميّ، وهذا إعلان مجانيّ للترويج عن الأردن وقطاعاته وجغرافيته المُتنوعة.
المنتدى العالميّ يوفر مظلة دوليّة لاطلاع مجتمع المستثمرين العالميين على أبرز آفاق الفُرص الاقتصاديّة الواعدة في المملكة وسبل تعزيز الشراكات بين القطاعين الخاص المحليّ والأجنبيّ، مثل قطاع السياحة في الأردن والتي سيكون لها جلسة حواريّة مُتكاملة سيعرض من خلالها الميزة التنافسيّة لهذا القطاع الهام وسبل تنميته وزيادة الاستثمارات به.
الكُرة في مَلعب الحكومة والقطاع الخاص معا في تعظيم الاستفادة من أعمال المُنتدى الاقتصاديّ العالميّ في البحر الميّت، فالأصل أن تكون هناك أجندة مُشتركة بين الجانبين تكونً مُتاحة للطرح أمام مجتمع رجال الأعمال والمستثمرين العرب والأجانب وقادة الشركات الكبرى، ومن ثم يكون هناك خلية مُتابعة لِما بعد أعمال المنتدى من اجل مواصلة الاتصال والتنسيق.
حالة الأمن والاستقرار التي يتمتع بها الأردن، والتطور التشريعيّ والأنظمة الماليّة المتطورة التي تسمح بانتقال رؤوس الأموال والعمالة تؤهل لان تكون المملكة لاعبا اقتصاديّا استراتيجيّا في المنطقة التي يشوبها النزاعات والحروب بين فترة وأخرى، وانعقاد المنتدى في البحر الميّت للمرّة العاشرة يعزز حضور الأردن في المشهد الاقتصاديّ الإقليميّ، فهل تستغل الحكومات الفُرصة؟