يتهيأ العالم لثورة صناعية عمادها التكنولوجية الحديثة ، وبينما رأينا السيارات الكهربائية تجتاح الأسواق مهددة سيارات البنزين والديزل ومحطات تزويدها ، يستعد التاكسي الطائر للطيران والسيارات بدون سائقين ، ونرى كيف أثرت التكنولوجيا وتطبيقاتها الذكية لشركة أوبر وكريم على قطاع التاكسي الأصفر في العالم ، وعلى قطاع السياحة والسفر ، وعلى تجارة المفرق ومتاجرها بكلّ ما فيها .

 

كانت عناوين "نقل التكنولوجيا"  و"توطين التكنولوجيا " وغيرها موضوع أبحاث جامعية وندوات علمية ،  إلى أن جاءت ثورة التكنولوجيا منذ أكثر من عشرين عاما ، لتجعل من تلك الأبحاث مادة للتندر ، وهي تقدم أنماطا جديدة لحياة البشر ، وأنشطتهم الإقتصادية.

 

التاكسي الأصفر ومكاتب السياحة والسفر ما زالا أحد مزودي خدمة النقل وخدمة قطاع السياحة في الأردن كما في العالم ، لكن التكنولوجيا الحديثة تدخل الأسواق دون استئذان ، كما سبق ودخل التلفزيون غرف نوم البشر ليقبع مكان الراديو ، ودخلت الثلاجة إلى مطابخهم لتقضي على صناعة الثلج ، ودخل قطاع التسوق الأليكتروني ليأخذ بالتدريج حصته من التجارة ، والحبل على الجرار.

 

الفرصة ما زالت متاحة أمام الحكومة والقطاع الخاص للإستعداد لمواجهة تطبيقات التكنولوجيا الحديثة على حياة الأردنيين والإقتصاد الأردني ، لأنهم إن تأخروا في ذلك فلن تجد الحكومة أنشطة اقتصادية تجمع منها رسوم وضرائب ترفد خزينتها ، وستحلّق البطالة لمستويات لم تسمع بها من قبل ، وعندها لن يجدي الحكومة وقوف رؤوساء غرف التجارة والصناعة لمؤازرتها ، إذ ستكون التكنولوجيا قد عصفت بقانون الشراكة مع القطاع الخاص وحولته إلى ماض أليم ، كما لن يجديهما إلقاء اللوم على الأخوة السوريين أو على ظروف الإقليم الملتهبة أو غير ذلك .

 

على الحكومة أن تبادر وتقود مسيرة الفرصة ، فالأردنيون وخاصة جيل الشباب ، مستعدون لرسالة حكومية جديدة ، وعليها مثلا أن تبادر بإدماج التاكسي الأصفر في التطبيقات الذكية للنقل بعد فشلها الذريع في معالجته ، وعلى القطاع الخاص أن يبادر فورا لحماية مصالحه.