أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    12-Dec-2018

جدران آيلة للانقضاض*رمزي الغزوي

 الدستور-في مرآة القاعدة الشعبية التي تقول: (يريدون من أولادهم، أن يحكموا زوجاتهم، ويريدون من بناتهم، أن يحكمن أزواجهن)، في هذه المرآة الغريبة يمكنك أن تجمعَ صوراً حقيقية، على عكس ما تقرُّ به قوانين الفيزياء، وكذلك يمكنك أن تلتقط صوراً وهمية معتدلة، أو مقلوبة أو معكوسة جانبياً.

يمكننا فعل ذلك وأكثر، لو أننا قرأنا القاعدة السابقة من زاوية (الكيل بمكيالين)، أو الرؤية بعينين غير مؤطرتين بنظارت معتمة، كي نخفف قليلاً من التسمية المؤلمة الواخزة، التي لا تخرج أبداً عن دائرة مرض الشيزوفرينيا، أي (الانفصام) والازدواجية. 
لا أقر ولا أقبل بأية إساءة إلى أي من الأديان السماوية أو غيرها، وأقف كلّ ما يثير النعرات الدينية والطائفية والعصبية، وبنفس الوقت أنا ضد توقيف وسجن أي صحفي، أو اي مواطن في قضايا النشر تحديدا، قبل المحاكمة، فالتوقيف عقوبة مسبقة لا تنسجم مع العدالة وروحها. فالمذنب بريء حتى تثبت إدانته. وليس العكس. 
بصراحة فإن ما نلحظه في كل قضية، أن التجييش عبر مواقع التوصل الاجتماعي، لا يتم من خلال تكوين الشخص لرأيه الخاص في كثير من الأحيان، بل يتم على سبيل المشاركة بالأمر، أو الفزعة، أو على حسبة الهبة، وعبر قاعدة معاهم معاهم.  
نحن نمتلك الشيء وضده في قلوبنا. فمثلاً نحن نقاتل ونخاصم ونعادي حتى يصل المرشح إلى كرسي النيابة، وقبل أن يسخن تحته، نبدأ بشتمه ونطالب بخلعه، أو حل المجلس برمته لأجله، وكذلك هي الحال مع كل حكومة تتشكل، فنحن نريد من أبنائنا أن يكون أسياداً في بيوتهم، يحكمون زوجاتهم، ومن بناتنا أيضا أن يحكمن أزواجهن.  
الأهمية المخفية لمواقع التواصل الاجتماعي أنها كشفت مستور كثير منا، وغاصت في خبايا النفوس واساساتها، فلاح لنا أن منا من يعاني نقصا حاداً في ثقافة المحبة.