الدستور-حديث وزير المالية عمر ملحس امام اللجنة المالية في مجلس النواب عن ارقام الدعم يشي بان الوضع صعب للغاية وليس صعبا فقط. حين يكون حجم الدعم الذي وصل للمالية منذ بداية العام وحتى الان لم يتجاوز 50 مليون دينار فذلك مؤشر على تراجع احتمالات الدعم وخاصة اننا نقترب من منتصف العام، والاوضاع الاقليمية والعربية والرهان على دول الخليج واضح انه يتراجع بصورة مقلقة خاصة في ظل ما نتج عن قمة الرياض من صفقات امريكية سعودية مكلفة وتحمل ارقاماً مفزعة في التعاملات الدولية.
مطلوب من المراجع السياسية المختصة أن تدرس الاحتمالات القائمة ودلالات المستقبل والتفكير في خيارات جديدة تمكن البلاد من تجاوز هذه الاوضاع بصورة ملائمة بعيداً عن تيار العودة لجيب المواطن وتحميله مزيدا من الاعباء والاستحقاقات، فالمواطن لم يعد بمقدوره تحمل أي اكلاف مالية جديدة في ظل شح الموارد وتراجع قياسات الدعم المالي ولا بد من التفكير بحلول جادة وملحة تقوم على دراسة المعطيات السياسية وتسريع احتمالات الخروج من الدوائر المظلمة التي نمر بها.
لا بد من التفكير العميق بتحسين العلاقات مع الدولة الوطنية السورية وفتح صلات جديدة مع ايران للاستفادة من الزخم الاقتصادي الذي يمكن ان تقدمه هذه العلاقات وانعكاسها بصورة اكثر ايجابية على العلاقات مع العراق .
واضح ان مسار العلاقة مع العراق واتفاقيات انبوب النفط هي المحرك الاساس الذي يمكن ان نستند اليه في المرحلة المقبلة وخاصة بعد الانباء المتوالية عن احالة عطاء تنفيذ الانبوب على ائتلاف شركات معروفة بما يؤشر على ان المشروع دخل مرحلة التنفيذ الفعلي بما يجعله الامل الذي نتطلع اليه للخروج من الازمات الاقتصادية .
علينا التفكير بصورة اعمق وبوسائل تقترب من نمط التفكير « خارج الصندوق» وبعيدا  عن نمط التفكير «داخل الصندوق» وهو النمط السائد لدى مرجعيات القرار للوصول الى حلول عاجلة وجوهرية قادرة على تجنب الأزمات الصعبة التي قد نمر بها خلال الأعوام المقبلة.