فيصل القطامين 

الطفيلة –الغد-  تشهد أسواق الطفيلة قبيل حلول عيد الأضحى نشاطا فاترا، إذ لم تتجاوز حركة البيع فيه الأيام العادية إلا بنسب قليلة، بحسب تجار، أرجعوا ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بالجميع وخاصة أن العيد يتزامن مع افتتاح المدارس. 

ويؤكد تجار في السوق أن حركة البيع عادية ولم يطرأ عليها إلا تحسن بسيط لم يزد على 30 % عن الأيام العادية التي ظلت فيها السوق في حال سبات، لافتين إلى أن المواطن يعاني ظروفا مالية صعبة. 

وقال تاجر الألبسة ياسر المرايات إن السوق يكاد يكون راكدا إلا خلال الأسبوع الحالي الذي طرأ عليه بعض التحسن، فلم ترتفع نسبة المبيعات في محله أكثر من 30 % عما كانت عليه في أيام سابقة وطوال فصل الصيف الذي وصف السوق فيه بالساكن. 

وبين أن معدلات البيع حاليا خلال الأيام التي تسبق العيد وبدء دوام طلبة المدارس لا زالت دون المستوى، لافتا إلى أن تجارا كثيرين باتوا يبيعون بربح هامشي بسيط لا يتعدى 10 % ، بسبب الضغوط المالية التي يعانون منها. 

وبين أن الكثير منهم يشتري بالدين، ويقدم بدل ذلك شيكات بدون أرصدة، ما يوقعهم في محاذير ترك المهنة في حال استمر الوضع عما هو عليه، مؤكدا أنه لولا قرب حلول عيد الأضحى وبدء دوام المدارس لما تحرك السوق نهائيا، إلا ما يندر بين الحين والآخر. 

ولفت تاجر الملابس أنس العدينات أنه يحقق إرباحا عادية ونسبة البيع في محله عادية ولا ترقى إلى مستوى جيد، نتيجة متطلبات كثيرة ونفقات يتحملها المواطن، حيث يشتري العديد منهم ملابس للعيد وللمدرسة معا. 

وأشار العدينات إلى أن بعض المواطنين فضل أن يشتري أضحية العيد بما جعله يستغني عن شراء الملابس لأبنائه، بالرغم من قرب حلول دوام طلبة المدارس، والالتزامات المعيشية الأخرى. 

وأشارت (أم باسل) التي قدمت للتسوق لشراء ملابس لأطفالها الستة أن الأسعار هي ضمن الحدود الطبيعية، إلا أن ملابس الأطفال أعلى سعرا مقارنة مع غيرها من الملابس لفئات عمرية أخرى. 

وقال المواطن محمد سليمان إنني آتي للسوق لشراء أشياء محدودة لأبنائي، لافتا إلى أنه سيشتري الأرخص سعرا من الملابس الضرورية، ولن يشتري أضحية العيد بسبب عدم قدرته على ذلك. 

ولفت سليمان إلى أن ليس العيد فقط الذي يتطلب نفقات كثيرة، فالمعيشة باتت مرتفعة التكاليف، في ظل عدم رفع زيادة الرواتب منذ عدة أعوام، بينما الأسعار في ارتفاع مطرد، خصوصا المواد الغذائية. 

من جانبه قال رئيس غرفة تجارة الطفيلة عارف المرايات إن مستويات الأسعار بشكل عام مرتفعة بما يجعل مستوى غلاء المعيشة مرتفعا، فيما دخول المواطنين في تآكل مستمر دون رفع لمستواها، حيث لم يتم زيادة الرواتب منذ سنوات عديدة. 

وأضاف المرايات أن تجارا في الطفيلة يعانون من ارتفاع أجور النقل بسبب البعد عن عمان، حيث يعتمد التجار في شراء البضائع بكافة أصنافها من تجار الجملة في العاصمة بما يحملهم كلفا أضافية يضطر التجار إلى البيع بأسعار أعلى، ليتحملها بالتالي المواطن. 

وقال إن حركة البيع في أسواق الملابس في الطفيلة تنشط فقط قبيل الأعياد، وفي المواسم كبدء دوام المدارس والجامعات، وبعض المناسبات التي يضطر المواطن فيها لشراء الملابس وغيرها من المستلزمات، في ظل تردي أوضاع المعيشية وتراجع القوة الشرائية.