أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    03-Aug-2015

مارينا العلمين.. منتجعات وأشلاء وغُزاة
الراي - محمد رفيع - هناك، على ضفّة المتوسط الجنوبية، وقبل أن تصلك رائحة الصحراء اللاهبة، يتمطّى منتجع باذخ، فيه فنادق وأسواق ومرافق عالمية، وأكبر مرسى لليخوت الخاصّة في القارة السوداء، بعد أن كانت المنطقة في أزمانها القديمة، مرفأ للقمح والغلال والحبوب، تُطعم الضفّة الأوروبية الأخرى من المتوسط.
هي «العلمين» لا علماً واحد، وإن شئت الوصول إليها سريعاً، فعليك باسمها المكتوب برطانة أعجمية؛ «مارينا».
 وقرب المنتجع، وفي جواره، مقابر أوروبية، للغزاة المتصارعين على العالم، قبل أكثر من ستين عاماً، شاهدة على لحظة جنون العالم الثانية. وفي المقبرة الإيطالية شاهد «بشاعة» اخرى، على تلك الحرب، يشير إلى ابتلاع الصحراء الكبراء لعشرات الآلاف من الجنود الفقراء، الذين أكلتهم الحرب في أُوارها. غير أن قمر الإله «حورس» لا يزال هناك، يغنّي قرب المنتجعات وأشلاء الجنود، وعلى مسمع المتوسط العجيب بضفتيه ..!!
 
حقائق
_ العلمين هي منطقة تقع على بعد نحو 300 كم إلى الشمال الغربي من العاصمة المصرية القاهرة، على الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن مدينة الاسكندرية نحو 104 كم غرباً، ونحو 184كم إلى الشرق من مدينة مرسى مطروح.
_ اكتسبت المنطقة شهرتها من واقعة حرب العلمين، التي دارت رحاها في الحرب العالمية الثانية، بين قوات الحلفاء بقيادة «مونتجمري»، وبين قوات المحور بقيادة «رومل»، حيث غيرت هذه الحرب مصير الحرب الكونية الثانية، ضمن الحملة التي استهدفت شمال إفريقيا في تلك الحرب، حيث اشتركت في تلك الحرب قوات ألمانية وإنجليزية وإيطالية وفرنسية.
_ أطلق اسم «مارينا» على منطقة العلمين، وهي تعني ميناء، وتعرف باسم (مارينا العلمين). وقد كانت المنطقة قديماً ميناء لتصدير القمح والحبوب والغلال، والقمح خصوصاً، من المنطقة المعروفة حالياً باسم (محافظة مطروح)، وذلك في زمن الامبراطورية الرومانية.
_ كما عرفت المنطقة في العصرين البطلمي والروماني الأوّل باسم (لوكاسيس)، وتعني (الصدفة البيضاء) وقد تم اكتشاف مواقع أثرية عديدة بالقرب من المنتجع السياحي الحالي، حيث تعود بعض القطع الأثرية إلى الحضارة الرومانية التي استقرّت في المنطقة لمئات السنين، كما أنّ هنالك معبد قديم للإله (حورس)، وهو إله القمر عند المصريين القدماء.
_ تم تحويل المنطقة، منذ سنوات، إلى منتجع سياحي يعرف باسم (مارينا العلمين)، وهو منتجع يضم؛ فيلات وقصوراً وشاليهات وفنادق ومتاجر ومطاعم وأسواقاً.
_ كما يضمّ المنتجع مرسى لليخوت، وبحيرات صناعية، وحدائق ومساحات خضراء، وكذلك عدّة شواطئ للسباحة، وحمامات سباحة، ومراكز تسوّق ومقاه وفنادق عالمية.
_ يصل طول ساحل المنطقة السياحية كمركز مارينا العلمين إلى نحو 12 كم على شاطئ المتوسط. وهو من أكبر المنتجعات السياحية في مصر. حيث يضمّ اكبر ميناء يخوت في إفريقيا، ففيه يخوت سفراء الدول العربية والأوروبية في مصر.
_ وقد تمّ تحويل المنطقة الأثرية في العلمين، الواقعة على ساحة المتوسط، إلى متحف مفتوح، وذلك من قبل وزارة الثقافة المصرية، في العام 2003، شارك في إنشائه خبراء من بولندا والولايات المتحدة ومصر.
_ يضمّ المتحف نحو 500 قطعة أثرية، تبدأ منذ العصر البطلمي (332 ق.م.) وحتى العصر اليوناني والروماني، الذي يبدأ مع نهاية القرن الرابع ولعدّة قرون لاحقة.
_ وإضافة إلى المتحف المفتوح، فهناك في المنطقة متحف العلمين، الذي أنشئ في العام 1992، ويضمّ قاعات تحتوي على مجسّمات للأسلحة والوقائع العسكرية والآليات الخاصة بمعركة العلمين.
_ وهناك عدّة مقابر أثرية وتاريخية في المنطقة منها؛ المقبرة الإنجليزية المعروفة بمقابر الكومنولث، وتضمّ رفات مئات الضحايا من بريطانيا ونيوزلندا وأستراليا وجنوب إفريقيا والهند وفرنسا وماليزيا، كما تضمّ مئات أخرى من رفات الجنود، الذين لم يتمّ العثور على أشلائهم، حيث كتبت أسماء بعضهم على شواهد وحوائط حجرية.
_ وهناك أيضاً المقبرة الإيطالية، وفيها لوحة تشير إلى ابتلاع الصحراء لأجساد نحو 38 ألف من الجنود. وهناك ايضاً المقبرة الألمانية التي أقيمت في العام 1959، وهي مطلّة على البحر مباشرة.
_ القرية السياحية الحديثة الجميلة (مارينا العلمين) تقع على أرضٍ كانت في ما مضى مدينة ليوكاسبيس، وهي مدينة ساحلية رومانية قديمة، وصل عدد سكانها إلى 15000 نسمة آنذاك.
_ يتميّز وسط المدينة بوجود كاتدرائية رومانية وقاعة كبيرة تمّ تحويلها إلى كنيسة.
_ كانت تلك المدينة على الأرجح مركزًا تجاريًا هامًا بين مصر وليبيا، ويبدو أنّها كانت مركزًا هامًا للواردات الكريتية. وقد تمّ تدمير المستعمرة عام 365 بموجة تسونامي ناتجة عن زلزال وقع خارج ساحل كريت. ولم تتمّ إعادة بناء البلدة، بسبب حالة الاضطراب التي كانت عليها الإمبراطورية الرومانية آنذاك.
_ تمّ فقد أثر ليوكاسبيس حتى عام 1986، حين قامت مجموعة من المهندسين الذين كانوا يعملون على بناء الطرق في مارينا، بالكشف عن منازل ومقابر قديمة. ولقد تمّ تصنيف 200 فدان (81 هكتارًا) من الأرض المحيطة كمنطقة أثرية، وبدأت عمليات التنقيب عن الآثار في فترة التسعينيات من القرن الماضي.
_ قبل اكتشاف هذا الموقع الأثري، تم تدمير منطقة المرفأ الخاصة بالمستعمرة لإنشاء بحيرة اصطناعية خاصة بالمنتجع. ويزخر الموقع بكل ما قد تحتاج إليه من وسائل الترفيه و الراحة حيث يقع داخل قرية سياحية.