أكد خبراء اقتصاديون وماليون على ضرورة عودة العمل في القطاعات المالية بشكل كامل وليس جزئيا مع الالتزام بجميع معايير الصحة والسلامة، للتخفيف من الضرر الذي تسبب به التوقف عن العمل نتيجة كورونا.

وبين الخبراء في حديث لـ الغد” أنه كلما تأخرت عودة القطاعات المالية للعمل بشكل كامل، زاد الضرر الناجم عن التوقف سواء على العملية الانتاجية أو العاملين أو القطاعات الأخرى المرتبطة.

وأشاروا إلى أن عودة قطاعات مالية للعمل مثل بورصة عمان كان قرارا مهما ولكن متأخرا نظرا لأهمية التداول في السوق المالية والذي يعيد الثقة بالاقتصاد.

وعقب إغلاق استمر أكثر من شهرين منذ 17 من آذار (مارس) الماضي لمعظم القطاعات الخاصة والعامة قررت الحكومة عودة العمل بشكل جزئي وتدريجي في القطاعات الاقتصادية مع وضع شروط وتعليمات للالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي والصحة والسلامة العامة.

وزير المالية الأسبق محمد ابوحمور قال إن على الحكومة تهيئة الظروف المناسبة لعودة القطاعات للعمل بشكل كامل للتقليل من الأثر السلبي للتوقف عن العمل نتيجة جائحة كورونا.

وبين أبوحمور أن القطاعات المالية هي الدم وشريان الحياة في اقتصاد أي دولة، لأن كل حركة اقتصادية مقابلها حركة مالية وبالتالي اعادة هذه القطاعات للعمل بشكل كامل فإن ذلك يسمح بسهولة أكبر في التعاملات.

 

 

 

وتطرق أبوحمور لبورصة عمان مشيرا إلى أنه كان لابد من فتحها وإعادتها للتداول منذ وقت وأن لا تطول عملية اغلاقها وخاصة أن معظم الدول لم تغلق السوق المالي لديها خلال الحظر.

ورأى أن البورصة تتيح للمستثمرين الشراء في حال كانت الأسعار مناسبة إلى جانب السماح للبيع في حال الحاجة للسيولة، لافتا إلى أن السوق المالي هو مرآة للاقتصاد ومؤشر لثقة الناس بالاقتصاد والوضع العام.

من جانبه قال الخبير المالي مفلح عقل إن قرار العودة الجزئية للقطاعات المالية جيد ولكن متأخر وبطيء نظرا للضرر التي حدث خلال التوقف عن العمل.

وبين عقل أنه كلما تأخر قرار العودة الكلية زادت الخسائر لدى القطاعات المختلفة نتيجة الحاجة للتمويل اللازم لعودة الانتاج ورواتب العاملين.

وتساءل عقل، لماذا لا تفتح الحكومة جميع القطاعات بشكل كامل مع الحفاظ على تعليمات السلامة والصحة العامة؟، وخاصة في ظل تفاقم الخسائر في الناتج المحلي.

ورأى أن المواطنين أصبح لديهم حس عال بالحفاظ على الصحة واجراءات السلامة، ولذلك يجب أن يكون عودة العمل أساسي أيضا.

وأشار عقل إلى أن معظم دول العالم عادت فيها الحياة لطبيعتها وفتحت جميع القطاعات رغم ارتفاع عدد حالات الإصابة بكورونا وارتفاع عدد الوافيات.

وبين أن الأردن يعتبر من أفضل الدول في الإجراءات لمواجهة الجائحة ومع العدد القليل للاصابات لا بد الآن من التفكير في الاقتصاد بشكل جدي وعودة الحياة لطبيعتها.

وتطرق عقل إلى القطاع المالي المهم وهو بورصة عمان وأنه كان هناك تأخر في فتحها وحتى مع عودتها للعمل لم يحدث الانهيار الذي كان متوقعا بل تماسك السوق وعاد للارتفاع.

وبين عقل أنه على العكس الوقت الحالي مناسب لشراء الأسهم في بورصة عمان والاستثمار نتيجة انخفاض أسعار الأسهم.

بدوره، قال دكتور الاقتصاد في جامعة اليرموك قاسم الحموري إن العالم كله يتخبط في موضوع إدارة أزمة كورونا ويعتمدون على التجربة والخطأ، لافتا إلى أن حكومتنا تمشي على نفس النهج.

وبين الحموري أن هذا التخبط ليس دليلا على ضعف الإدارة ولكن لأن نوع الأزمة جديد على العالم.

وأشار إلى أن الفتح الجزئي للقطاعات لا يفيد بل على الحكومة فتح القطاعات بشكل كامل لأن هناك تشابكا وتكاملا مع جميع القطاعات المختلفة مع الالتزامات بتعليمات الصحة.