أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    23-May-2019

تشجيع السياحة الداخلية*لما جمال العبسه

 الدستور-اعتبرت جهات دولية مانحة وغيرها ان قطاع السياحة الاردني يشهد تطورا ملموسا منذ العام الماضي وحتى الآن، وأدى انتعاشه الى انتعاش قطاعات مرتبطة به، ليؤدي دوره في عجلة الاقتصاد الوطني كونه احد روافده ويحتل مراتب متقدمة في اهميته بالمقارنة مع قطاعات اقتصادية اخرى، ومع اقتراب الموسم الصيفي فان وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة تجهد في تحسين الخدمات السياحية وتنويع المنتج السياحي في خطوة تستهدف زيادة عدد زوار المملكة، وقامت بتعزيز المفاهيم السياحية كالسياحة العلاجية والدينية وما الى ذلك.

استقطاب السائح من الخارج لزيارة المملكة امر هام جدا؛ فهناك العديد من الاماكن داخل المملكة تستحق الزيارة، عدا عن ان حالة الطقس المحلية تستقطب السياح الاجانب، لكن في المقابل فان السياحة الداخلية لا تزال متواضعة والترويج عن هذه الاماكن للمواطن الاردني في حدوده الدنيا، والتخطيط لقضاء اجازة صيفية لا تتجاوز الاسبوع خارج المملكة بدأ الاستعداد له مبكرا في ظل توافر العروض المغرية من قبل شركات السياحة في السوق المحلية في محاولة للفت النظر عن ما لدينا في المملكة يستحق الزيارة.
ان الاهتمام بالمنتج المحلي ليسوق في الخارج تفكير سليم بالتأكيد، لكن لا يمكن معها التقليل من اهمية السياحة الداخلية التي تعتبر غير نشطة، ولا تلقى حماسا من قبل الاردنيين، ولعل اهم التحديات التي تعاني منها السياحية الداخلية تبدأ في التعريف عن المنتج السياحي واتاحته بميزات جيدة طوال العام وليس خلال اشهر معدودات، كما ان اكتشاف المواقع السياحية التي تعتبر متنوعة وجميلة  في الاردن يكون اما عن طريق الصدفة من خلال التعامل اليومي بين الناس، او من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مع تجاهل بقية سبل وآليات التعريف عن المننتج لضمان وصول المعلومة الى الجميع باختلاف الآليات.
عدا عن ذلك يبقى التحدي الاكبر والاشكالية الحقيقية بالنسبة للسياحة الداخلية، وهي التكلفة المادية المرتفعة بشكل ملحوظ، فاذا تمكنا من التعريف عن المواقع السياحية فان الرغبة في الزيارة تعتمد على تكلفة هذه الرحلة، فعادة المرافق السياحية في منطقة ما تخضع لكلف مرتفعة خاصة الكهرباء والماء والايدي العاملة وما الى ذلك من تكاليف تشغيلية، يضاف اليها الضرائب المتنوعة والمتعددة، لتنعكس كل هذه الكلف باسماء مختلفة على فاتورة المواطن، ليفضل البقاء في منزله او التنزه  جائلا بين طرقات المملكة لاستكشاف تلة او ربوة ليقضى رحلته الاسبوعية فيها بغض النظر عن الاخطار التي ممكن ان يتعرض لها.
ان اعادة النظر في السياحة الداخلية وبشكل جذري ليكون قطاعا مستمرا على مدى اشهر السنة سيكون له الاثر الواضح على ايرادات خزينة الدولة، والتخفيف عن الاعباء التي يتحملها المرفق السياحي والتي تنعكس فورا على المواطن سيغير وجهة نظره، وسنحقق الهدف في تغير مسار السياحة للمواطن الاردني الباحث عن الترفيه ولو لمدة قصيرة بمبلغ معقول على قدر امكاناته خارج الاردن لتوجيه نظره الى الطبيعة المحلية التي تعد غاية في الروعة، كما انه سيكون اعلانا مجانيا يقوم به المواطن للفت انظار السياح من الخارج عن طبيعة المملكة الجغرافية ليعطي مفعولا ايجابيا لهذا القطاع الحيوي الهام.