لا تزال أسعار النفط تشهد تقلبات عدة على المستوى العالمي، متأثرة بالمخاوف من الحرب التجارية التي قد يشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الصين، إضافة إلى ارتفاع الانتاج النفطي الأميركي، في وقت أن إنتاج «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) يشهد تقلبات حادة بسبب تعطل الإنتاج من ليبيا وأنغولا، فضلاً عن العقوبات التي ستفرضها الولايات المتحدة على النفط الإيراني، لخفض إيراداتها من النفط إلى الصفر.

 

 

ولفت تقرير شركة «كامكو» الكويتية، إلى أن «وكالة الطاقة الدولية» توقعت انخفاض النمو النفطي إلى 1.3 مليون برميل يومياً خلال النصف الثاني من السنة، بعدما سجل 1.5 مليون برميل يومياً في النصف الأول. كما توقع التقرير انخفاض النمو خلال النصف الأول من العام المقبل إلى 1.2 مليون برميل يومياً على أساس شهري، على أن يرتفع لاحقاً إلى 1.6 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من عام 2019.

 

وشملت العوامل التي دعمت أسعار النفط في المقام الأول، اضطرابات الإنتاج في الدول الرئيسة المنتجة للنفط، إذ أثر اضطراب الإنتاج خلال الشهر الماضي في المقاطعات الغربية من كندا على نحو 10 في المئة من إنتاجها، على رغم أن التوقعات تشير إلى عودة الإنتاج مجدداً في وقت أقرب مما كان متوقعاً خلال الربع الثالث من السنة. كما أدت إضرابات الانتاج في النرويج إلى إغلاق حقل نفط بحر الشمال الذي يؤثر في نحو 23 ألف برميل يومياً من إنتاج النفط.

 

وإضافة إلى تعطل الانتاج الليبي، تشير التقارير إلى أن عدد منصات الحفر في فنزويلا، التي لا تزال تتعامل مع صعوبات اقتصادية، قد بلغ 26 منصة بتراجع 23 منصة حفر، وهو أدنى مستوى لها منذ 15 عاماً. ونتيجة لذلك، ظل إجمالي إنتاج «أوبك» ثابتاً على رغم زيادة إنتاج السعودية بمعدل 330 ألف برميل يومياً، بعدما أقرت «أوبك» والمنتجين من خارجها، زيادة في الإنتاج.

 

إلى ذلك، توقعت إدارة «معلومات الطاقة الأميركية» ارتفاع الانتاج الأميركي العام المقبل، بواقع 40 ألف برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 11.8 مليون برميل يومياً، مع توقع أن يتخطى متوسط الإنتاج مستوى 12 مليون برميل يومياً خلال الربع الرابع من عام 2019، ما يجعل من أميركا أكبر منتج للنفط على مستوى العالم.

 

وعلى صعيد الطلب، خفضت الوكالة الطلب المتوقع في السنة الجارية بواقع 60 ألف برميل يومياً، إلا انها رفعت من توقعات الطلب عام 2019 بمعدل 10 آلاف برميل يومياً.

 

من جانب آخر، استقرت توقعات النمو العالمي للطلب على النفط للسنة الجارية من دون تغيير عند مستوى 1.65 مليون برميل يومياً لتصل في المتوسط إلى 98.85 مليون برميل يومياً، وان كان هناك تغيرات لمعدلات الطلب داخل المناطق المختلفة.

 

وتضمنت هذه التعديلات الداخلية في معدلات الطلب تعديل الأرقام الخاصة بـ «منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» بنحو 0.1 مليون برميل يومياً في الربع الأول من السنة. وتم مراجعة تقديرات الطلب خارج نطاق المنظمة، وخفضه بنحو 0.1 مليون برميل يومياً في الربع الثاني من السنة، نتيجة لمعدلات الطلب أقل من المتوقع من قبل أميركا اللاتينية والشرق الأوسط.

 

ووفقاً لأحدث التقارير الشهرية الصادرة عن «أوبك»، توقعت المنظمة أن يسجل الطلب العالمي على النفط نمواً بواقع 1.45 مليون برميل يومياً في العام المقبل، مشيراً إلى توقعات بارتفاع الطلب على النفط من قبل «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» بواقع 0.27 مليون برميل يومياً على خلفية ارتفاع طلب الدول الأميركية التابعة للمنظمة بسبب زيادة الطلب على الغاز الطبيعي المسال ونواتج التقطير المتوسطة.

 

كما يفترض أن يرتفع الطلب من أوروبا، وإن كان بوتيرة أقل، بينما يتوقع أن تشهد دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ التابعة لمنظمة التعاون والتنمية انخفاضاً في الطلب على النفط بسبب برامج استخدام سبل بديلة للوقود.

 

وبالنسبة للدول غير الأعضاء في المنظمة، من المتوقع أن يظل نمو الطلب أفضل من نظرائها من الدول الأعضاء بنحو 1.18 مليون برميل يومياً، على رغم أن نمو الطلب على أساس سنوي سيكون أقل بواقع 1.25 مليون برميل يومياً عن توقعات عام 2018.

 

من جهة أخرى، تم رفع توقعات نمو المعروض النفطي للدول غير الأعضاء بمنظمة «أوبك» للسنة الجارية 2.0 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 59.54 مليون برميل يومياً. وتعكس تلك المراجعة ارتفاع المعروض النفطي من قبل الولايات المتحدة، بإضافة إلى الزيادة المتوقعة من قبل روسيا خلال النصف الثاني من السنة.