في الوقت الذي رفعت فيه الحكومة مخصصات دعم وتطوير الخدمات في المواقع السياحية ضمن مشروع قانون الموازنة للعام المقبل، أكد خبراء أن هذه الخطوة ستساهم في حل مشكلة لطالما عانى منها القطاع منذ سنوات.

 

 

وبين الخبراء، أن بعضا من المواقع السياحية تعاني من تدن في مستوى الخدمات منذ سنوات، خاصة فيما يتعلق بالطرق المؤدية إلى المواقع والخدمات الأخرى مثل توفر المرافق العامة ومستوى النظافة، ونقص خدمات أساسية مثل توفر المطاعم، وكذلك بعض الإجراءات المتعلقة بأتمتة الخدمات.

ورفعت الحكومة ضمن مشروع قانون الموازنة للعام المقبل، مخصصات تحسين وتطوير الخدمات في المواقع السياحية إلى 2.750 مليون دينار، مقارنة مع 600 ألف دينار المعاد تقديره للعام الحالي، بزيادة نسبتها

358 % أو بمقدار يصل إلى 2.150 مليون دينار.

وقال رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر محمود الخصاونة "إن هذه الخطوة التي قامت بها الحكومة تعد من أهم الخطوات بعد عمليات التسويق والترويج".

وأكد الخصاونة الذي يشغل منصب نائب رئيس جمعية النقل السياحي المتخصص، أنه يجب تقديم وتوفير الخدمات العامة والمرافق الصحية وتوفير مواقف اصطفاف، إضافة إلى أتمة التذاكر وجعلها إلكترونية في مختلف المواقع، لتسهل عملية الدخول على السائح والحفاظ على نظافة الموقع.

وأشار الخصاونة إلى أن تلك الإجراءات التي يجب توفيرها في المواقع السياحية ستعطي صورة وانطباعا للسائح عن جودة وتطور المنتج السياحي الأردني، ليكون بمثابة مروج ومسوق لزيارة المملكة، وبالتالي زيادة أعداد السياح.

وبين الخصاونة أن تطور الخدمات ودمجها في المواقع السياحية، يزيد أعداد السياح ويعزز مكانة المملكة على خريطة السياحة العالمية، وهي رسالة فحواها أن الأردن لديه التاريخ والآثار والخدمات المثالية المتطورة.

وقال د. سليمان الفرجات "إن تطوير الخدمات في المواقع السياحية نقطة مهمة ويجب العمل عليها لزيادة أعداد سياح المملكة".

وأكد الفرجات الذي كان يشغل منصب رئيس سلطة إقليم البترا التنموي السياحي أن الخدمات في المواقع السياحية يجب أن تتوفر بأفضل الطرق وأحدثها، إذ يجب توفير خدمة  الإنترنت "الواي فاي"، إضافة إلى وضع لوحات إرشادية وتوضيحية في مختلف المواقع لتوفيرها، والمرافق الصحية التي تليق بالسياح الأجانب والعرب والمحليين، إضافة إلى أهمية أتمتة التذاكر في تلك المواقع.

وأضاف أن توفير الخدمات وتطويرها في المواقع السياحية يزيد أعداد السياح إلى المملكة، ويرسخ مكانة الأردن على خريطة السياحة العالمية".

وأكد الخبير السياحي د. نضال ملو العين أن تطوير وتحسين الخدمات وتهيئة البنية التحتية في المواقع السياحية والأثرية، يعتبر أمرا مهما للحفاظ على تلك المواقع وتقديم تجربة مميزة لسياح المملكة.

وقال ملو العين " إن هناك خطوات عدة، يجب توفيرها في المواقع السياحية لتكون مستعدة ومؤهلة لتقديم خدماتها للسياح مثل، تجهيز الطرق المؤدية للموقع وهي من أهم الخدمات التي يجب أن توجد في أي موقع سياحي".

وأشار إلى أهمية وضرورة وجود مرافق صحية نظيفة ومجهزة بالكامل في المواقع السياحية لتقديم خدماتها للسياح.

وأشار ملو العين إلى أثر وجود الخدمات المتطورة في المواقع السياحية، لجذب مختلف السياح إليها، وبالتالي زيادة أعداهم وارتفاع دخل المملكة السياحي.

وتشير البيانات الأولية الصادرة عن البنك المركزي، إلى ارتفاع الدخل السياحي خلال شهر تشرين الأول(أكتوبر) الماضي، بنسبة 3.4 % ليبلغ 600.8 مليون دولار، وذلك بالمقارنة مع انخفاض نسبته 5.5 %، ليبلغ 581.2 مليون دولار خلال الشهر ذاته من العام الماضي.

وفي ضوء ذلك، ارتفع الدخل السياحي بنسبة 6.5 % خلال العشرة أشهر الأولى من العام الحالي، ليبلغ 6,553.6 مليون دولار،مقارنة بانخفاض نسبته 4.4 % ليبلغ 6,152.9 مليون دولار، خلال الفترة المماثلة من العام السابق، ويعود ذلك إلى ارتفاع عدد السياح بنسبة 14.1 %.

وبحسب البيانات الصادرة عن وزارة السياحة والآثار، فإن أعداد سياح المملكة خلال العشرة أشهر الأولى من العام الحالي، بلغت 5.9 مليون سائح بزيادة نسبتها 14 %، مقارنة مع 5.1 مليون خلال الفترة نفسها من العام الماضي.