أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    25-Mar-2023

«مأسسة» عمل الخير !*عوني الداوود

 الدستور

شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركة والعطاء، شهر الرحمة والغفران.. تكثر فيه الصدقات والزكاوات وأعمال الخير..من موائد الرحمن وطرود الخير، الى مساعدة الفقراء والمحتاجين، والانفاق على الأرامل واليتامى والمساكين.
في شهر رمضان المبارك تنشط الجمعيات الخيرية، ومبادرات في كل حدب وصوب، تقصد عمل الخير لمزيد من الحسنات ورضى المولى عز وجل في هذا الشهر الفضيل.
كل ذلك - وغيره من أعمال الخير - تمثل واقعا روحانيا جميلا يمتاز به شهر رمضان المبارك.. الذي يزداد فيه «الانفاق الخيري»- ان جاز التعبير -..الا أننا لطالما دعونا الى أهمية « مأسسة » هذه الاعمال الخيرية، ليس بالمعنى الحرفي بل الضمني، انطلاقا من التطلعات والدعوة الى تنظيم مثل هذه الاعمال بقصد أن تطال الشريحة الاكبر من المحتاجين والموعزين، خصوصا اؤلئك الذين «لا يسألون الناس الحافا»..أو اؤلئك الذين وصفهم الله جل وتعالى: « يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ » - والجاهل هنا يقصد به الجاهل بأمرهم -، وسبب ما ندعو اليه، ما نسمعه من حصول جهات أوعائلات أو حتى أفراد على معونات من اكثر من جهة، في حين لا يحصل من أشرنا اليهم من «الموعزين المتعفّفين » على شيء.
أعلم تماما ان الجهات « المتبرّعة » بالمال أو بطرود الخير، أو حتى الداعية والمنظّمة لموائد الرحمن، لديها قوائمها التي تنفق من خلالها، الا أن هناك جهات محتاجة في هذا الوطن في الاماكن البعيدة وحتى القريبة محتاجة الى تبرعات والى من يفرج عن كربهم، ولا يجدون من يدلّ عليهم.
« المأسسة » التي أدعو اليها لا تعني تدخّلا في عمل الخير من أية جهة، بل أدعو الى التنسيق والتعاون بين الجهات المتبرّعة - أفرادا أوجماعات - من أجل أن تطال التبرعات أكبر شريحة من المحتاجين، وحتى يعمّ الخير في شهر الخير، وللتفريج وادخال السرور على الفقراء والمساكين والمحتاجين..وبأكثر من صورة، وفي مقدمة تلك الصور: تفريج الكرب على الغارمات والغارمين، وعلى الارامل واليتامى والمرضى وطالبي العلم ممن تقطعت بهم السبل، وغيرهم ممن تجوز عليهم الصدقات والزكاوات.
الغرب.. وعند وقوع الكوارث ينادون بفرض ضرائب على الثروة يدفعها الاغنياء.. ونحن في شريعتنا لدينا نظام إسلامي رباني لو طبّق كما يجب لما كان هناك فقير الا وهي «الزكاة » قال تعالى:« خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا » - التوبة 103-.
تقديرات زكاة المال ( 2.5 %) لو تم تجميعها تقدر بحسب آخر الدراسات بنحو ( 400 مليار دولار) فلو تم تجميع هذا المبلغ وتوزيعه على المستحقين لانخفضت نسبة الفقر والبطالة في العالمين الاسلامي والعربي.
ولو اعتمدنا منهجية اكثر تنسيقا من حيث «الجمع والتوزيع » للصدقات والزكاوات في الاردن..لربما ساعد ذلك في التخفيف على كثير من الفقراء والمساكين.
«الزكاة» ركن من أركان الاسلام الخمسة، وعنوان رئيس من عناوين التكافل الاجتماعي..وقد قرنها الله سبحانه وتعالى في معظم آياته في كتابه الكريم «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ».. ومن أجل أدائها أعلن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق الحرب على المرتدين..لذلك فإن أداء الزكاوات في شهر تتضاعف فيه الحسنات، اضافة للصدقات، يساهم تنظيمها وحسن ادارة توزيعها على المستحقين بعموم الفائدة...تقبل الله منا ومنكم الصلاة والصيام.. والزكاة والصدقات وأعمال الخير.. رمضان كريم.