تعتبر الدعوة لمؤتمرات الأرباح (Earnings Conference Call) استراتيجية اتصال مؤسسي ووسيلة تنتهجها الشركات لنقل المعلومات إلى جميع الأطراف المهتمة عبر أحداث مجدولة لتزويد المستثمرين والمحللين وأصحاب المصلحة وابقائهم على اطلاع بالأداء المالي للشركة والعمليات الحالية والخطط المستقبلية. إنها فرصة للشركات لتسليط الضوء على النجاحات خلال الأوقات المزدهرة وتهدئة المخاوف خلال الأوقات المعاكسة، ومن جانب آخر إنها فرصة ثمينة للمستثمرين والمحللين لطرح الأسئلة والتأكد من صحة المركز المالي للشركة والمركز التنافسي واستراتيجي? النمو والمخاطر والتحديات المحتملة. تحرص الشركات على اختيار توقيت مناسب لإجراء هذه المؤتمرات التي قد تكون بالحضور الشخصي أو عبر مكالمات على الانترنت، وغالباً ما يكون موعدها بعد إصدار النتائج المالية مباشرةً، وعادةً ما يكون ذلك في نهاية كل ربع سنة، وتُعرف مؤتمرات الأرباح بأنها نتائج الأرباح الفصلية. إن النشرات الإخبارية والتقارير المُقدمة كلها مصادر جيدة للمعلومات يجب على المستثمرين الأذكياء دراستها قبل الشروع باتخاذ القرارات المتعلقة بالاحتفاظ بالحصص أو زيادتها عبر الشراء أو حتى بيعها.

 

يمكن للمستثمرين والمحللين الاتصال والاستماع عبر الإنترنت لتعليقات الإدارة على النتائج المالية للربع الذي اكتمل مؤخراً. حيث تُجري معظم الشركات العامة أربع دعوات سنوياً، وتُعرف هذه المؤتمرات أيضاً بمكالمات المحللين والمكالمات الجماعية للأرباح حيث تقدم هذه المؤتمرات تنبؤات حول مستقبل الشركة. في الواقع، ما يهم المستثمرين هو الإعلان عن البيانات المالية المرحلية مثل الإيرادات وصافي الدخل وعائد السهم وأي تغييرات مهمة في المركز المالي للشركة أو عملياتها المعلن عنها أو المتوقعة وعادة ما تقدم الإدارة تقارير عن المعل?مات المالية الرئيسية وتلخص أداء الشركة الأساسي بالاضافة إلى التعليقات المتاحة في البيانات الصحفية.

 

يشارك بشكل أساسي المدير العام والمدير التنفيذي والمدير المالي الذين يتحضرون جيداً لمناقشة أبرز الأحداث وتقديم لمحة عن جميع القضايا الرئيسية التي أثرت على أداء الشركة خلال الربع الأخير وما يمكن توقعه من الشركة في الأرباع القادمة. حيث تعتبر الانحرافات الكبيرة في الأداء عن التقديرات السابقة أو المراجعات الجوهرية للتقديرات المستقبلية من التفاصيل الرئيسية التي يجب الاهتمام بها ومن الجيد الاستماع إلى تعليقات الإدارة بشأنها. إن لهجة ونبرة المدراء التنفيذيين الذين يقدمون العرض تميل إلى تحقيق توازن بين تعزيز الثقة ?توخي الحذر، وعادة ما يدرك المديرون المخاطر والشكوك التي يمكن أن تؤثر على أدائهم و يحرصون على عدم تقديم وعود أو توقعات قد لا يتمكنون من الوفاء بها، ويستخدمون تعابير ولهجات إيجابية عندما تكون الشركة قد تجاوزت أهدافها المالية أو عندما تكون الإدارة متفائلة بشأن آفاق الشركة المستقبلية مثل (كانت النتائج مبهرة)، وعندما تكون النتائج المالية للشركة أقل من التوقعات أو أن الإدارة قلقة بشأن الآفاق المستقبلية للشركة يتم استخدام تعابير مثل (نتائج مخيبة) أو (إنه ربع مليء بالتحديات) حيث يشعر المستثمرون بالقلق بشأن قدرة ال?ركة على جني الأرباح والنمو في المستقبل مما يؤدي لانخفاض سعر السهم. برأيي، يمكن للشركات ضمان بقاء لغتها موضوعية ومتماشية مع أدائها المالي وأنشطتها التجارية ويبقى الحذر من الاستخدام الذي يفضي لأغراض أخرى تتجاوز الشفافية.