أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Feb-2021

ننشد الإصلاح.. فهل «حضر أهله» ؟!*عوني الداوود

 الدستور

مع المئوية الثانية، ننشد التغيير، والاصلاح، والتطوير في كل شيء.. ولكن: كيف؟ وهل نملك مقومات كل ذلك ؟ وهل نملك أدوات تنفيذ قادرة على احداث التغيير نحو الأفضل، وبما يتواءم مع المتغيرات ومتطلبات الألفية الجديدة ؟
 
الامام علي - كرّم الله وجهه يقول : « ليس كل ما يُعْرَف يُقال، وليس كل ما يُقال حَضَرَ أهلُه، وليس كل ما حَضَرَ أهلُهُ حان وقته، وليس كل ما حان وقته صَحَّ قوله»... ونحن نتساءل - مع دخولنا المئوية الثانية - : هل حضر أهل التغيير والاصلاح والتطوير؟! أم أن قدرنا وقدر الوطن أن نبقى نشاهد أسماء تتكرر في المئوية الثانية - كما الأولى - تكاد المناصب والمراكز المهمة فصّلت على مقاسهم فقط، فتعطلت عجلة التطوير والتغيير والتحديث والاصلاح، لأنهم يكررون نفس الأخطاء، ولم تعد لديهم القدرة على مزيد من العطاء، وبعضهم لم يقدم من الأساس أي عطاء كي يجدده !!.. فهل عقمت النساء في وطننا أن يلدن كفاءات قادرة على تحقيق طموحات الوطن ؟ بالتأكيد لا.. وألف لا، فهذا الوطن وعبر قرن من الزمان، ارتفعت مداميك بنائه على أيدي قامات وطنية في السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة وكل القطاعات، رجالا ونساء، والأردن ولاّدة، ولا زال لدينا من الكفاءات مخزون كبير، مستمر ومتواصل، فقط هم بحاجة الى فرصة حقيقية لاثبات قدراتهم وكفاءاتهم.
 
اذا أردنا اصلاحا سياسيا واقتصاديا واداريا.. وغير ذلك لا بد أن « نحضر أهل التغيير « المؤهلين والقادرين على احداث التغيير، كما يحدث في الدول المتقدمة المتطورة التي لديها (مصانع للكفاءات من الرجال والنساء) وبدائل في كل المناصب ومواقع الدولة (بعيدا عن الواسطات والمحسوبيات والشللية) التي تنخر في عضد أي دولة تمعن في اعتماد هذه المعايير، لأنها تشكل معاول هدم لكل منجز.
 
نحن بحاجة دائما لتطبيق قاعدة ( الطيّار قبل الطيارة ) لأن الطيار، هو الأهم، ولأنه القادر على حماية الطائرة (التي تكلف الملايين ) والحفاظ عليها، وعلى أرواح جميع ركابها.
 
وضع « الرجل المناسب في المكان المناسب «، هذا الشعار الذي حفظناه منذ نعومة أظافرنا، وأفنينا عمرنا نبحث عن تطبيق حقيقي له - الا من رحم ربّي من المخلصين - (وهؤلاء للأسف غالبا لا يتكررون، ولا يطول بقاؤهم في أي منصب )، ولذلك يجب أن نعيد احياء ذلك الشعار من جديد، وأن نتخذه عنوانا بمضامين حقيقية للمئوية الثانية،اذا أردنا مواصلة ما بناه آباؤنا وأجدادنا الأولون.. لان هذه القاعدة هي الاساس لأية اصلاحات نراهن عليها سواء في السياسة أو الاقتصاد أوالادارة أوالثقافة أوالاعلام أوالرياضة.
 
باختصار.. قبل أن نتحدث عن الاصلاح أو التغيير أو التطوير...علينا أن ننتظر..» حتى يحضر أهله « !!