أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    16-May-2023

المديونيةالعامة.. كلمة حق أريد بها باطل*بلال حسن التل

 الراي 

يكثر الحديث في بلدنا عن المديونية العامة للدولة، في محاولة لتحميلها مسؤولية ما نعانيه من أزمات اقتصادية واجتماعية، وقد فات أصحاب هذه المحاولة أن المديونية العامة للدولة الأردنية ولدت مع ولادتها، بسبب فقر البلاد بالموارد الطبيعية التي تغنيها عن الاستدانة، وقد تزايدة المديونية العامة للدولة الأردنية لأسباب كثيرة، في طليعتها النمو غير الطبيعي للسكان، بسبب موجات اللجوء المتلاحقة الناجمة عن أزمات وحروب المنطقة. غير أن الحقيقة التي لا يستطيع أحد أن ينكرها، هي أن الدولة الأردنية حققت في ظل المديونية، ومع قلة المو?ردها الطبيعة نهضة تنموية كبيرة، وشهدت تطورا مشهودا، صارت معه مضرب مثل ونموذجا يحتذى بالمنطقة، كانت عاجزة عن تحقيقه دولا في المنطقة أغنى من الدولة الأردنية وأكثر منها موارد طبيعية.
 
من الأسباب الرئيسية لما حققته الدولة الأردنية من نمو وتطور بالرغم من المديونية وقلة الموارد الطبيعية، أن من تولوا المسؤولية فيها بتلك المراحل لم يستسلموا للمشاكل والأزمات التي كانت تواجههم، ولم يكونوا يسعون للتكيف معها، أو يرضون بالأمر الواقع، فقد كانوا رجالا يمتلكون حلما مشروعا وإرادة، فسعوا لتحقيق المشروع والحلم، الإرادة من خلال البحث عن حلول لمشاكل وطنهم وابتداع البدائل لها، من خلال فهم الواقع وترتيب الأولويات الوطنية، فكان أول ما اهتموا به هو تدريب وتأهيل القوى البشرية باعتبارها أهم وأدوم ثرواث الدول ا?مجتمعات، وبفضل اهتمام الدولة الأردنية بتأهيل القوى البشرية صارت هذه القوى أهم روافد الخزينة الاردنية، وأهم روافع التنمية والتطور.
 
وبسبب الاهتمام بإعداد القوى البشرية الأردنية، كان الاهتمام الأردنيين بالتعليم، حتى لم تبق قرية أو مضرب شعر في الأردن بلا مدرسة ومعلمين اكفاء، فصار التعليم مصدر رافدا من روافد الخزينة الأردنية، فوق دوره في إعداد وتأهيل القوى البشرية.
 
ومثل أهمية التعليم في إعداد القوى البشرية، كذلك الاهتمام بصحة هذه القوى، لذلك اهتمت الدولة، ببناء قطاع صحي صار مضرب المثل، مثلما صار هو الآخر رافدا من روافد الخزينة العامة للدولة.
 
وتحقيق الإنجاز في مختلف المجالات كان لابد من إدارة عامة كفؤة ونزيهة، تقوم على الكفاءة ونظافة اليد، تحكمها مبادئ المتابعة والمحاسبة، والقدرة على التخطيط القائم على التخطيط النابع من فهم الواقع الاجتماعي والسياق التاريخي الثقافي للمجتمع، واحتياجاته الحقيقية الناجمة عن تجربته، ولهذا كانت خطط التنمية المتلاحقة في الأردن نابعة من فكر وطني وتجربة محلية، ليس فيها ترجمات، لذلك حققت كل هذه الانجازات التي تتغنى بها.
 
وبفضل وجود هذه الإدارة العامة في الأردن استطاع تحقيق كل ما حققه من نجاحات.