أبقى البنك المركزي الكوري الجنوبي يوم الخميس على معدل الفائدة دون تغيير لأول مرة منذ 10 أشهر، وذلك في ظل تزايد المخاوف من أن سياسة التشديد النقدي يمكن أن تضر بالنمو الاقتصادي.

وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن البنك قال إن قرار عدم تغيير معدل الفائدة لا يعني إنهاء دائرة التشديد النقدي المستمرة منذ أكثر من عام، مضيفا أن الأعضاء يريدون إبقاء الباب مفتوحا أمام زيادات أخرى في المستقبل.

وقد عقد أعضاء لجنة السياسة النقدية اجتماعا، وقرروا الإبقاء على معدل الفائدة عند 3.5 بالمائة. وتعد هذه أول مرة يبقي فيها البنك على معدل الفائدة بعد سبع زيادات متتالية منذ أبريل (نيسان) الماضي، في ظل محاولات السيطرة على التضخم.

وقد خفض البنك المركزي من توقعاته للنمو للعام الجاري من 1.7 بالمائة إلى 1.6 بالمائة، كما عدل التوقعات بالنسبة للتضخم من 3.6 بالمائة إلى 3.5 بالمائة. وقال البنك في بيان: «من المتوقع أن يستمر معدل التضخم في تسجيل نسب أعلى من المستوى المستهدف عند 2 بالمائة خلال العام، على الرغم من أنه من المتوقع أن يتراجع تدريجيا، كما أن الغموض المحيط بقرار السياسة سوف يكون مرتفعا».

وفي شأن مستقل، يقول المواطنون في كوريا الجنوبية، إن حياتهم تبدو أفضل من ذي قبل، في ظل استئناف الأنشطة الخارجية التي كان تم حظرها بسبب تفشي فيروس كورونا، حيث تزداد حاليا أعداد المسافرين إلى الخارج.

وأشارت شبكة «كيه بي إس وورلد» الإذاعية الكورية الجنوبية، يوم الخميس، إلى بعض العناصر الحياتية التي استمرت في التحسن بغض النظر عن وضع جائحة كورونا، وهي مؤشرات موضوعية مثل الدخل، ومتوسط العمر المتوقع.

وبالنظر إلى هذه المؤشرات وحدها، تحتل كوريا مراتب عليا في معظمها، بالمقارنة مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والبالغ عددها 38 دولة. وأظهرت نتيجة مسح حول مدى الرضا الشخصي للأفراد عن حياتهم على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، بدءا من عام 2019، أن الكوريين سجلوا في المتوسط 5.9 نقطة من أصل 10 درجات.

ومن بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تُعد كولومبيا وتركيا الدولتين الوحيدتين اللتين لديهما درجات أقل من كوريا الجنوبية. وبالنظر إلى المستوى الاقتصادي لكوريا الجنوبية، نرى أنها في الواقع دولة ذات أقل مستوى من الرضا عن حياة الأفراد بين الدول الأعضاء في المنظمة.

وفي الوقت نفسه، تُعتبر ساعات العمل الطويلة أيضا عاملا يقلل من جودة الحياة. ومع ذلك، اتضح نتيجة للمسح، أن متوسط ساعات العمل الشهرية للكوريين زاد أكثر من ذي قبل خلال فترة المقارنة.

ومن عدة نواح، يعتبر الوضع في كوريا أفضل من ذي قبل، إلا أن نتائج الدراسة تظهر أن هناك العديد من الكوريين الذين يشعرون بأن حياتهم ليست سعيدة، وهو أمر مؤسف للغاية. ويبدو أن السبب هو أنه على الرغم من تحسّن المؤشرات الموضوعية، فإن عناصر مثل المنافسة والقلق بشأن المستقبل والظلم لا تزال موجودة في المجتمع.