أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    14-Aug-2018

الإرهاب.. حتى لا تعمى العيون!*عصام قضماني

 الراي-دعونا نقر أن إعتناق التطرف ليس حرية فكرية يسمح لصاحبها أن يتجول بها بين الناس وينثرها في جنبات المجتمع .

 
لا أوافق على الربط بين الإرهاب والظروف الإقتصادية، حتى لو كان المال من أهم عوامل إصطياد الشباب، لسبب بسيط وهو أن الدراسات ومئات التحقيقات خلصت الى أن السواد الأعظم من المنتمين للفكر الإرهابي ليسوا فقراء بل أبناء عائلات ثرية أو متوسطة الحال، ولا زال يتعين علينا البحث عن الدوافع خارج هذا السياق .
 
لا يخفي المتطرفون وجوههم فهم يعتقدون بصواب إتجاهاتهم ورسالتهم ويصرحون بها ليل نهار بإعتبارها الحق الذي يجب أن يسود في ظلمة وجهل المجتمع كما يعتقدون فلماذا لا تتم تعريتهم .
 
هذا يعني أن من يجاهر بمثل هذه القناعات لا يضيره الترويج لها وترجمتها فقد بات أكثر جرأة في البوح بها فالإرهاب ليس أعمى بل له عيون وفي رأسه عقل يفكر ويدبر وفي قلبه إيمان لا يدخل اليه الشك.
 
إن أفضل خدمة يمكن أن تقدم لمثل هذه التيارات هي إهتزاز الثقة بالدولة وقدراتها وشيوع الفوضى وتنامي التشكيك، حتى مع رفع درجة التأهب والمتابعة واليقظة، ونحن نتابع الثقوب السوداء التي تخلقها الاف التعليقات والفيديوهات لمواطنين ومنظرين بيوتهم من زجاج في الداخل والخارج .
 
يكفي أن نعرف أن الأجهزة الأمنية والمخابرات العامة أحبطت 11 عملية إرهابية مفترضة خارج الأردن أو في طريقها اليه منذ بداية هذه السنة، ولعل سقوط تنظيم داعش على شكل الدولة المزعومة سيخلق تهديدا من نوع آخر وهو المتمثل بالذئاب المنفردة التي لم تعد تتحرك بتوجيه من قيادات خارجية بل ميدانية .
 
1325 أردنيا التحقوا بتنظيمات إرهابية منذ بدء الحرب في سوريا ( داعش والقاعدة والنصرة وغيرها ) قتل منهم أكثر من 300 ولازال نحو 600 ومن بينهم قادة يسعون الى العودة.
 
العائدون من الأردنيين ممن إلتحقوا بهذه التنظيمات يقارب ال300 يجري متابعتهم وإعادة تأهيلهم وفق برامج متخصصة لكن بالرغم من الشكوك حيال نجاح إعادة التأهيل إلا أن السيطرة المحكمة والمتابعة تمكنت حتى اللحظة من ضبطهم، بيد أن السؤال لا زال مطروحا حول ما إذا كان السماح بعودتهم كان قرارا صحيحا، فهل يمكن إعادة تأهيلهم فعلا؟.