هلا أخبار –  أحمد النعيمات واياد الفضولي – أكد السفير المصري في الأردن طارق عادل أن العلاقات الثنائية بين المملكة وجمهورية مصر العربية على المستوى التجاري جيدة جداً.

لكن السفير المصري عبّر في حوار اجرته "هلا أخبار" عن أمله في أن يزداد الحجم التجاري بين البلدين حيث إنه في الوقت الحالي يصل إلى نحو 650 مليون دولار.

وتابع حديثه بالقول " هذا لا يرقى إلى مستوى العلاقات المصرية الأردنية، ونأمل في الفترة المقبلة العمل بجهد أكبر لزيادة حجم التبادل التجاري"، مبيناً أن البلدين يعملان جدياً على زيادة حجم الاستثمارات.

وحول القمة العربية التي ستعقد في الاردن، أكد السفير على حرص مصر  الشديد على إنجاح هذه القمة وانجاح مهمة الاردن كرئيس للقمة العربية طوال العام المقبل، مشيداً بمواقف الأردن واتصالاته العربية والعالمية.

 

وتالياً نص الحوار :

هلا اخبار : توصف العلاقات المصرية - الأردنية بأنها نموذجية وممتدة على المستويين الرسمي والشعبي ؟

السفير المصري: نعم صحيح، ولقد شهدنا بالفترة الأخيرة تواصلاً مكثفاً ومستمراً بين المسؤولين المصريين والأردنيين وعلى أعلى المستويات تتوج دوماً بلقاءات دورية بين جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي كان آخرها قبل نحو اسبوعين في القاهرة.

هذه اللقاءات تأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمرين لتبادل الآراء والتقييمات فيما يتعلق بالقضايا الاقليمية والتحديات التي تواجه المنطقة في الملفات كافة وعلى رأسها بالطبع القضية الفلسطينية، كما يجري التنسيق في باقي القضايا المُلحة الأخرى مثل الأزمة السورية والليبية واليمنية.

كل ذلك يأتي أيضاً في إطار التحضير الجاري بين بلدين كمصر والاردن للقمة العربية والتي تستضيفها الاردن يوم 29 مارس المقبل، فالقيادتان المصرية والأردنية حريصتان كل الحرص على أن يكون هنالك تنسيق وتناغم بالمواقف استعداداً لما سيصدر عن القمة من مخرجات.

هنالك تحديات تواجه المنطقة بشكل عام وعلى رأسها مكافحة الارهاب وهذا ملف يهتم به البلدان اهتماماً كبيراً ويعملان سوياً على كافة الاصعدة لمواجهة هذه الآفة وليس فقط عسكرياً وأمنياً بل فكرياً وسياسياً.

 

 

 

هلا اخبار : أين اصبحت العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين؟

السفير المصري : العلاقات الثنائية بين البلدين متجذرة ويكفي الاشارة إلى أن اللجنة العليا المشتركة الاردنية المصرية هي اقدم لجنة عليا مشتركة في الاطار العربي وتجتمع سنوياً، وكان الاجتماع الاخير في اغسطس الماضي بالقاهرة وهنالك تحضيرات للدورة المقبلة والتي ستعقد في عمان مع نهاية العام.

اللجنة العليا المشتركة تعدّ الاطار المؤسسي الذي ينظم العلاقات المصرية الأردنية ويتفرع عنها قطاعات ومجالات مختلفة, والعلاقات الثنائية على المستوى التجاري جيدة جداً،  لكننا نأمل أن يزداد الحجم التجاري بين البلدين حيث إنه في الوقت الحالي ربما يصل إلى 650 مليون دولار وهذا لا يرقى إلى مستوى العلاقات المصرية الأردنية ونأمل في الفترة المقبلة العمل بجهد أكبر لزيادة حجم التبادل التجاري.

ومن ناحية أخرى نحن نعمل جدياً على زيادة حجم الاستثمارات بين البلدين، هنالك استثمارات متبادلة وهي جيدة بحيث تصل الاستثمارات الأردنية في مصر إلى نحو 3 مليارات دولار، ونأمل أن تزداد هذه الاستثمارات وهنالك العديد من المشروعات والصفقات ستتم خلال الفترة المقبلة لزيادة الاستثمارات تصل الى 5 مليار العام المقبل.

كما توجد استثمارات مصرية في الأردن معظمها تأتي في إطار السياحة واستثمارات مصرية في قطاع الغاز وعلى سبيل المثال وليس الحصر (شركة فجر) المصرية - الاردنية والتي تعمل في مجال نقل الغاز.

 

 

 

هلا اخبار: بالحديث عن (شركة فجر) هل هنالك عودة لضخ الغاز المصري إلى الاردن ؟

السفير المصري: كما سمعت فهنالك اكتشافات كبيرة للغاز في مصر بالذات في المياه الإقلمية المصرية في البحر المتوسط، وبدأنا فعلياً العمل على استخراج الغاز من هذه الحقول ونأمل مع نهاية عام 2017 وبداية العام المقبل (2018) أن ننتقل إلى التعامل التجاري مع انتاج الحقول، وبطبيعة الحال فإن الاردن دولة جوار وهنالك من البنى التحتية ما يُمكن السماح بالتبادل  وعرض صفقات جديدة في اطار استيراد وتصدير الغاز.

هلا اخبار: هل من مصالحات مصرية مرتقبة في قمّة عمّان؟

السفير المصري : دعني أبدأ أولا بالقول، إننا في مصر مرتاحون جداً بكون الأردن يستضيف القمة العربية ونرحب بمواقفه واتصالاته وعلاقاته بالدول العربية وبالعالم بصفة عامة، وهذا يتيح له القيام بدور فاعل في أعمال القمة وخلال العام المقبل الذي سيرأس فيها جلالة الملك القمة العامة، ونحن في مصر حريصون كل الحرص على إنجاح هذه القمة وانجاح مهمة الاردن كرئيس للقمة العربية طوال العام المقبل.

 وبالتأكيد من الموضوعات والملفات والقضايا  التي سيدرجها الاردن على جدول أعمال القمة ونحن على الاستعداد للتعاون والتنسيق مع الاشقاء في الاردن، للتوصل الى تفاهمات وتوافقات بما يتعلق بهذه القمة، لأن هذه القمة تأتي في وقت وظروف حساسة جداً تمر بها المنطقة العربية ككل.

 

هلا اخبار: كيف ترى العلاقات المصرية الخليجية ؟

السفير المصري : العلاقات ممتازة، ونحن نرتبط بعلاقات تاريخية مع دول الخليج على المستويات كافة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ونحن في مصر نؤمن أن الأمن القومي لدول الخليج هو أمن قومي لمصر، والأمن القومي للخليج هو خط أحمر بالنسبة لنا، وهذا أمر مثبت ولا جدال فيه، ومن المهم القول إن هناك علاقات اقتصادية  كبيرة جداً بين مصر مع دول الخليج ونحن لا ننسى وقوفتهم القوية معنا والداعمة لمصر منذ ثورة 30 يونيو ونحن نقدر لها ذلك وهذا ليس بمستغرب عنهم.

نأمل أن يستمر هذا الدعم، لأننا نؤمن في مصر أن قوة الدول العربية تكمن في توحدنا وتمسكنا بمبادىء الهوية العربية والمصالح العربية المشتركة، وهذا متفق عليه بيننا وبين الخليج وكل الدول العربية، وباختصار علاقتنا ممتازة وطبيعية وتزداد من وقت لآخر.

 

 

 

هلا اخبار: هل تعتقدون أن هنالك من يريد استهداف مصر وإضعافها؟

السفير : بالتأكيد بالتأكيد، مصر دولة كبيرة ومحورية في الشرق الأوسط، وهنالك أطماع بالتحكم في الدول المحورية بمنطقة الشرق الأوسط وهنالك دول اقليمية غير عربية تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، في محاولة للسيطرة على هذه الدول وعلى نظام الحكم بها لتحقيق مصالحها الذاتية، وموقفنا الحاكم في مصر هو ضرورة وتقوية الدولة الوطنية العربية، والتوحد في مواجهة أطماع الدول الإقليمية غير العربية، ونحن نرى أن هنالك أساليب كثيرة تستخدم في زعزعة مصر والدول العربية، بما في ذلك ما يجري من خلال العمليات الارهابية التي تستهدف أنظمة الحكم في الدول العربية.

 

هلا اخبار : هل تعتقد أن الشعب المصري استفاق مما خلفته الثورات العربية؟

السفير المصري : تقدم الدول هي عملية مستمرة ولا تتوقف في وقت، ونمو الدول وتقدمها ورخاء شعوبها هي عملية مستمرة، فقد واجهنا في مصر مشاكل عديدة إبان حكم "الإخوان المسلمين" ولكن استطعنا الآن تجاوزها ونحن نمضي قدما في طريقنا الصحيح وإن شاء الله بدعم الدول العربية، ستنطلق مصر وستنفرج الأمور اقتصاديا باستمرار الوقت.

 

هلا اخبار: دور مصر في القضية الفلسطينية؟

السفير: القضية الفلسطينية لمصر ولكل الدول العربية هي القضية المركزية والمحورية للدول العربية كافة، واحتاج لساعات لاشرح تاريخ مصر مع القضية الفلسطينية، ولا اعتقد أن هناك دولة قدمت للقضية الفلسطينية كما قدمت مصر، ولا تزال تقدم وسنظل نقدم ونحن حريصون على أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة والعيش بدولته المستقلة بحدود يونيو 67 وعاصمتها القدس، ولذلك مصر والاردن يؤمنان ويعملان على تنفيذ مبدأ حل الدولتين لأننا لا نرى أي بديل آخر سوى حل الدولتين وتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني المشروعة.

سنظل نعمل بهذا الإطار ونحن بإتصالاتنا سواء اقليمياً أو دولياً تكون القضية الفلسطينية في أولويات جدول أعمال المسؤولين، وسنظل نعمل بهذا الاطار وحالياً مصر عضو غير دائم بمجلس الامن ولذلك تبقى هذه القضية تكون مطروحة من خلال مجلس الأمن، عبر التواجد المصري بالمجلس ونقوم بالتنسيق بهذا الصدد مع فلسطين والدول العربية كافة.

 

 

هلا اخبار: هذا يأخذنا الى سؤال هل من جديد على معبر رفح؟

السفير المصري : معبر رفح مفتوح ويتم فتحه بشكل دوري، لانتقال الاخوة الفلسطينيين من وإلى غزة، والمعبر يعمل بشكل عادي، لأن هدفنا الاساسي تخفيف الاعباء والمصاعب التي يواجهها الاخوة الفسطينيين في قطاع غزة.

 

هلا اخبار : كيف ترى علاقة مصر بالدول الافريقية ؟

السفير المصري : علاقة مصر بإفريقيا علاقة دم، ومصر من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة العربية ثم الاتحاد الافريقي الآن، وهنالك من يقول إن دور مصر واهتمامها بإفريقيا تراجع في السنوات الاخيرة، وأنا أؤكد أن هذا غير صحيح وهذه انطباعات وليست حقيقة.

 مصر دائما ستبقى علاقتها قوية بالدول الافريقية كونها دولة افريقية ابتداءً، كما أن الدول الافريقية كافة وخاصة الدول التي يربطنا بها نهر النيل العظيم محط اهتمام، ونحن حريصون على أن تكون علاقاتنا متميزة وسط وجود مصالح مشتركة وهذا ما تحرص عليه القيادة المصرية.

 

 

هلا اخبار : في العودة إلى الشأن الأردني المصري، نجد بعض المخالفات لدى العمالة المصرية؟ ما هي الاجراءات المتخذة وهل من جديد؟

السفير المصري : دعني ابتداءً أن أقول إن المصريين في الأردن هم يتواجدون بين أهلهم وفي بيتهم ونحن كمصريين في الأردن لا نرى في أنفسنا أشخاصاً مغتربين ونحن نفضل أن نعتبر أنفسنا أهل بيت والأشقاء الأردنيين يعتبروننا كذلك.

والتعاون والأخوة الأردنية المصرية موجودة منذ عقود قديمة وليست بجديدة وبشهادة الأردنيين، فقد كانت العمالة المصرية جزءاً من تحقيق النهضة والتقدم الاقتصاديين الذين شهدتهما الأردن في السنوات الأخيرة، والعامل المصري يعمل في مجالات مختلفة في قطاعات الإنشاءات والزراعة وغيرها وبالتالي نحن فخورون إن كان لنا ولو بصمة قليلة في التقدم بهذه القطاعات.

وفيما يتعلق بتصويب العمالة، نعم .. كان ذلك مطلوب ويتم فتح باب تصويب العمالة من وقت لآخر لتنظيم سوق العمل، لأسباب بينها الحق السيادي الأردني وهو أمر لا جدال فيه ولكن أيضا هنالك رغبة حقيقة واهتمام من جانبنا كمصريين بأن يكون التواجد لعمالتنا رسمياً ومقنناً ومنظماً يحفظ حقوقه المصريين بنفس قدر الواجبات المطلوبة منها، وهناك مصلحة مشتركة لتنظيم سوق العمل حتى يكون هناك توازن بين الحقوق والواجبات.

 

 

 

هلا اخبار: نرى أن النشاطات الثقافية بين البلدين تكاد أن تضعف؟

السفير المصري: أنا اختلف مع هذا الوصف بأنها تكاد أن تضعف، ونأمل بأن تزيد ويحب أن تزيد ولمَ لا؟ نحن شعبان عربيان شقيقان، ونتحدث نفس اللغة ولدينا نفس العادات والتقاليد ويجب أن ينعكس هذا على العلاقات الثقافية فهناك إطار مؤسسي ينظم هذه العلاقة من خلال بروتوكولات واتفاقيات تنظمها.

 هناك تبادل للطلاب بالجامعات والمعاهد الأردنية والمصرية وهذا مستمر وتوجد العديد من المنح للطلبة الدارسين في مصر والعكس صحيح، وهناك معارض يتم المشاركة فيها من جانب المعنيين بالبلدين وهناك مهرجانات تعقد سواء كانت للأفلام أو الاستعراضات وللفن بصفة عامة وهذا موجود ويتم بشكل دوري.

أنا  شخصيا منذ أن قدمت إلى عمان، قبل نحو 6 شهور شاركت في العديد من المعارض التي تتم في الأردن أو بمصر ويتم دعوة فرق أردنية لزيارة مصر والقيام بعروض في المسارح المصرية والعكس أيضا حيث تتم دعوة الفرق المصرية للمشاركة بالمهرجانات التي تعقد بالمدن المختلفة في الأردن وكل هذا يأتي في إطار تبادل العلاقات الثقافية بين البلدين، وعودة الى سؤالك بهذا كله أعتقد أنها تزيد ولا تضعف.

هلا اخبار : أبرز المشاريع المشتركة بين الاردن ومصر؟

السفير المصري : لدينا مشاريع مشتركة سواء في قطاع السياحة أو البترول أو الاستثمارات بصفة عامة، ونحن نأمل  زيادة هذه المشاريع.

ومن بين الأفكار المطروحة حالياً وضع برنامج سياحي مشترك بين مصر والأردن يقوم بها السائح الأجنبي بزيارة للأردن ومصر في آن واحد، وسيتم الترويج لهذا المشروع، في العواصم العالمية المعروفة بالسياحة بالذات في الشرق الأقصى وفي أميركا الشمالية والجنوبية.

أيضا هناك مشروع لجذب السياح من البلدين، وهناك مشروع يجري العمل عليه يأتي في إطار العائلة المقدسة، ويكون هناك زيارات لوفود أردنية، لمصر ومصرية للأردن، تقوم بزيارة المعالم وطريق مسار العائلة المقدسة من مصر عبر الأردن إلى فلسطين.