أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Jul-2020

السويد: افتتاح مركز تجاري مكرس بالكامل للسلع المستخدمة لاعتبارات بيئية واقتصادية

 ا ف ب: في مدينة إسكليستونا الصناعية السويدية التي تشهد تحولا بيئيا كبيرا يأخذ تدوير السلع المستخدمة بعدا آخر مع اقامة مركز تجاري يضم 13 متجراً، مكرس بالكامل لهذه البضائع المستعملة سابقا. ويعمل نحو عشرة أشخاص في فرز السلع من شاشات وكتب وألعاب وغيرها. في هذه المدينة الواقعة على بعد ساعة بالقطار من ستوكهولم يمتد مركز «ريتونا» الذي تملكه البلدية على خمسة آلاف متر مربع ويوظف 50 إلى 65 شخصا. وهو يعكس صورة مدينة اعتمدت مراعاة البيئة نهجا منذ التسعينات لتغيير صورتها.

ويوضح رئيس بلدية المدينة الاجتماعي-الديموقراطي جيمي يانسون «نحن مدينة صناعية تقليدياً واجهنا صعوبات واضطررنا إلى إيجاد طريقة لتعزيز الثقة وتحمل مسؤولياتنا لجعل إسكليستونا مدينة صناعية حديثة». واختارت موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية في العام 2020 «ريتونا»، أول مركز تجاري في العالم مكرس بالكامل للمنتجات المُصلَّحة والمُرمَّمة والمُعاد تدويرها. وكان المركز فتح أبوابه قبل خمس سنوات في العام 2015. وهو لا يزل بعيدا عن المراكز التجارية الضخمة إلا انه يستقطب 250 إلى 300 ألف زائر سنوياً، على ما تقول انا بيرغستروم مسؤولة المركز.
وتتنشر على طابقين متاجر أجهزة المعلوماتية ومكتبة لبيع الكتب وألعاب الأطفال والأثاث. وتقول المسؤولة «يمكن القيام بكل المشتريات التي يقوم بها المستهلك عادة في متجر عادي». وتنتشر في المركز محلات تعلوها لافتات ملونة وتتصاعد منها رائحة تميز السلع المستخدمة.
وإلى جانب التبضع، يوفر المركز منذ حوالي سنة تدريبا عالياً حول تصميم وعرض السلع المعاد تدويرها. وفي بلد ما ينتشر فيه شعار «كوبسكام» (العار لمن يشتري منتجات جديدة) و»فلايغسكام» (العار لمن يستقل الطائرة) أصبحت السلع المستخدمة سابقا منتشرة جداً. وللسويد تقليد طويل مع متاجر السلع المستعملة إلا أن «ريتونا» بات رمزاً لهذا الميل.
وللمفارقة، تشتهر السويد أيضا بسلاسل ضخمة للملابس الجاهزة المتدنية الثمن مثل «إتش أند أم» والاثاث «إيكيا». إلا أنها تريد أن تكون قدوة في مجال مراعاة البيئة في العالم، وتصبو إلى تكون من أول الدول التي تنجح في تحييد أثر الكربون بحلول 2045.
ولتحقيق هذا الاستحقاق، تريد إسكيلستونا أن تكون قادرة على حجز كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون تفوق انبعاثاتها منه، وأن تكون قد تخلت نهائيا عن مصادر الطاقة الأحفورية (الفحم والنفط والغاز)ً. وتتمتع المدينة بمركز فرز متطور جدا فيما تعيد البلدية تدوير وتحويل كل النفايات إلى طاقة.
لكن وراء هذه الواجهة المشرقة، تخفي المدينة الخضراء نقاط ضعف، بدءً بانتشار السيارات بشكل واسع على الطرقات وفي مواقف السيارات.. حتى ذلك العائدة لمركز «ريتونا».
وباتت الحافلات في وسط المدينة تعمل على الغاز الحيوي «لكن تبقى المهمة طويلة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون» على ما يقول رئيس البلدية الذي يشغل هذا المنصب منذ عشر سنوات. أما البطالة المسجلة فيها وهي أعلى من المعدل الوطني فلم تتراجع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. ومنذ عام اعتمدت المدينة التي تضم فرع شركة «فولفو» لتجهيزات البناء وشركة «أوتكومبو» الفننلدية العملاقة للفولاذ المقاوم للصدأ «الخطة المناخية 2020» لتحقق الحياد على صعيد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، استكلمتها في 2016 بقائمة من «50 وعداً بيئيا» يراوح بين تطوير مصادر الطاقة المتجددة وإقامة مسالك للدراجات الهوائية.
إلا أن المدافعين عن البيئية وهم في صفوف المعارضة أكدوا في مقال نشر مطلع السنة أن «الكثير من الأهداف لم تتحقق» وطالبوا البلدية بتسريع الوتيرة لتحقيق الهدف الوطني المتمثل بتحييد أثر الكربون.