سوشيال ميديا -
بوصول التضخم في دول العالم الغربي الصناعي لمعدلات 10%، تحرّك العمال والموظفون مطالبين برفع أجورهم ، ونظموا إضرابات شملت معظم القطاعات ، فقدّمت الحكومات بعض المساعدات ، لكنّ الشكوى استمرت إلى أن تجاوبت الحكومات برفع نسبي للأجور في معظم هذه الدول. يدخل الإضراب الجزئي لعمال مصانع السيارات في أمريكا يومه الخامس ، حيث يطالبون برفع أجورهم وتحسين ظروف العمل وتخفيض عدد ساعاته ويهددون يالتصعيد ، ما يلحق الضرر بشركات التزويد، ليزداد الموقف تعقيدا بتصريحات الرئيس بايدن المؤيدة لهم ، ما اعتبرته الدوائر الصناعية انتهازية انتخابية مكشوفة ، هذا علما بأن هذه الدوائر، خاصة صناعة السيارات تلقت دعما كبيرا من برنامجه لدعم الإقتصاد وتسريع تحوله لاقتصاد تكنولوجي متطور. في مفارقات تاريخية لدور النقابات العمالية في الغرب الصناعي حرب رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر على النقابات العمالية ، وإزاحتهم من موقع التأثير السياسي والإقتصادي ، وكذلك ما كان ’يسجل للعمال الألمان عدم لجوئهم للإضرابات لتفهمهم صيغة الإقتصاد الألماني الإجتماعي ، وأيضا خروج العمال السويسريين الأسبوع الماضي مطالبين برفع أجورهم وتخفيض الضرائب ، مذكرين حكومتهم بأنها وفرت البلايين لإنقاذ بنك كريديه سويس ، بينما عمال أمريكا يذكّرون بالفجوة الهائلة بين أجورهم وأجور مدرائهم التنفيذيين ، ما يذكّرنا بشحنات الإحتقان التي تغذيها فجوة الأجور الواسعة وهيكل الضرائب المرتفعة ( كالضمان الإجتماعي ) ، وما يمكن القول معه أن إحدى النتائج غير المتوقعة للتضخم ، إفراز نقابات عمالية أكثر قوة .