رويترز: تراجع الدولار بشكل عام أمس الثلاثاء، مع تحول تركيز المستثمرين من تصريحات تميل إلى رفع الفائدة الأمريكية أدلى بها مسؤولون في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، إلى انتظار كلمة تلقيها رئيسة المجلس جانيت يلين يوم الجمعة.
وكانت العملة الأمريكية تلقت دعما مطلع الأسبوع حين قال نائب رئيس مجلس الاحتياطي ستانلي فيشر ان البنك يقترب من تحقيق هدفيه المتعلقين بالتوظيف والتضخم، وهو ما عزز التكهنات برفع أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول.
لكن بعدما بلغ مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات- أعلى مستوى له في خمسة أيام عند 94.958 في التعاملات المبكرة أمس الأول، نزل المؤشر 0.1 في المئة إلى 94.411 مقتربا من أدنى مستوياته في شهرين البالغ 94.077، الذي لامسه الأسبوع الماضي.
ومن المقرر أن تلقي يلين كلمة خلال الاجتماع السنوي للبنوك المركزية العالمية في جاكسون هول في ولاية وايومنغ الذي يعقد في نهاية الأسبوع. ويترقب المستثمرون ما إذا كانت يلين ستتفق في الرأي مع فيشر ورئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك وليام دادلي اللذين مالت تصريحاتهما إلى التشديد النقدي (رفع الفائدة)، أم ستتبنى موقفا أكثر ميلا للتيسير (إبقاء أو خفض الفائدة) يتوافق مع محضر اجتماع البنك المركزي في يوليو/تموز، والذي أشار إلى أن البنك لا يتعجل رفع الفائدة.
ونزل الدولار لفترة وجيزة دون 100 ين في التعاملات المبكرة، قبل أن يتعافى إلى 100.165 ين بحلول الساعة 1045 بتوقيت غرينتش، ليسجل انخفاضا نسبته 0.2 في المئة عن مستواه عند الفتح.
وكان الدولار النيوزيلندي صاحب أكبر تحرك بين عملات الدول المتقدمة أمس، إذ ارتفع واحدا في المئة إلى 0.7340 دولار أمريكي، بعدما قال محافظ بنك الاحتياطي النيوزيلندي (المركزي) غريم ويلر انه لا يرى ضرورة للتعاقب السريع لتخفيضات أسعار الفائدة.
وزاد اليورو 0.1 في المئة إلى 1.1332 دولار أمريكي، مقتربا من أعلى مستوى له في شهرين الذي سجله الأسبوع الماضي حين بلغ 1.1366 دولار أمريكي.
وأظهرت بيانات استقرار نمو نشاط قطاع الأعمال الخاص في منطقة اليورو في أغسطس/آب – وإن كان لا يزال عند مستوى ضعيف – بما يبدد بعض المخاوف من أن يمتد التأثير السلبي الناجم عن تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى منطقة العملة الموحدة.
من جانبه سجل الجنيه الإسترليني أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع أمام العملة الأمريكية أمس مرتفعا فوق 1.32 دولار في الوقت الذي قلص فيه المضاربون رهاناتهم على هبوط العملة البريطانية وسط القليل من البيانات الاقتصادية المحلية الجديدة أو التطورات السياسية.
وارتفع الجنيه الإسترليني بنحو 0.5 في المئة إلى 1.3210 دولار، مسجلا أعلى مستوى منذ الرابع من أغسطس/آب. كما ارتفع 0.2 في المئة أمام اليورو إلى 85.915 بنس، وهو أعلى مستوى في 11 يوما.
وتلقى الجنيه الإسترليني الأسبوع الماضي دعما من بيانات التضخم ومبيعات التجزئة لشهر يوليو/تموز، والتي فاقت التوقعات، بما أضاف إلى الإشارات إلى أن هناك القليل من الأثر الفوري على المستهلكين جراء التصويت لصالح خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي. كما تلقت العملة البريطانية دعما من بيانات طلبات إعانة البطالة التي فاقت التوقعات.