أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    06-Apr-2024

اقتصادات العيد..*عوني الداوود

 الدستور

رغم المزاج العام المسكون بالحرب على غزة.. الأمر الذي انعكس سلبا على حركة معظم القطاعات الاقتصادية والحركة الشرائية في معظم الأسواق، إلاّ أن هناك سيولة جيدة توفرت في يد المواطنين تم انفاقها خلال الشهر الفضيل على كثير من أوجه الانفاق المعتادة في رمضان، بخلاف أوجه انفاق جديدة هذا العام فرضتها ظروف العدوان الاسرائيلي على غزة.
 شهر رمضان المبارك من الأشهر التي تمتاز بزيادة حجم الانفاق عموما قياسا بباقي أشهر السنة لاعتبارات دينية واجتماعية.. لكن ما نعلّق عليه دائما هو أننا نتمنى لو كانت هناك « أسس لادارة النفقات الخيرية »- على سبيل المثال، ليقيننا أنه لو جرى ذلك لكانت المنفعة أجدى وأعمّ... وللدلالة على ما نقول نشير إلى ما يلي :
 1 - لم يتم خلال رمضان الحالي اقامة «موائد الرحمن» - كما هو المعتاد في سنوات سابقة وفي مختلف المحافظات - لكن بالتأكيد هناك افطارات للايتام والفقراء والمساكين، ولغيرهم وفي مختلف المحافظات، لكنها رغم ذلك فهي أقل من معدلاتها في الاعوام الماضية.
 2 - أوجه إنفاق المواطنين والشركات في رمضان الحالي اتجهت غالبيتها الى دعم صمود الاشقاء في غزة، فكانت التبرعات بالملايين من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية.
 3 - في رمضان يساعد صرف الرواتب قبل بداية الشهر بقليل وقبل العيد بقليل..يساعد كثيرا في تنشيط حركة الأسواق عموما.
 4 - كثيرون في رمضان يخرجون زكاة أموالهم وباقي أنواع الزكوات والصدقات وتتوفر أموال طائلة لأداء ركن رئيس من أركان الاسلام الخمس، هذا الركن (الزكاة ) لو التزم به جميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها، لما بقي هناك فقير في ديار المسلمين، حيث تشير تقديرات ودراسات عالمية بأن الحجم المقدر لقيمة زكاة الأموال لدى المسلمين يزيد على (400 مليار دولار).
 5 - هذا علاوة على أن رمضان تزيد فيه أعمال الخير بأبهى صورها ويتم تقديم مساعدات نقدية وعينية من قبل مئات الجمعيات الخيرية للمحتاجين وللعائلات المستورة.. وكل ذلك يزيد من توفير السيولة في الاسواق وقد ينشطها.
6 - المسلمون يدفعون زكاة « الفطر » عن كل مسلم ذكرا كان أم أنثى، وهذه الزكاة رغم بساطة حجمها، إلاّ أن أجرها عند الله عظيم، وأثرها عند من تجب عليهم الزكاة كبيرة أيضا.
 7 - على الصعيد الاستهلاكي، فمعظم أوجه الانفاق خلال الشهر الفضيل تتركز على المواد الغذائية وقد نشطت هذا العام وبكثافة حركة الشراء في المؤسستين الاستهلاكيتين «المدنية» و«العسكرية».
 8 - في المقابل هناك تراجع في السيولة لقطاعات تجارية وصناعية وسياحية وبنسب زادت على 30 %، وفي مقدمة الأسباب - كما أشرت في بداية المقال - مرده تأثر المزاج العام بأخبار الحرب على غزة.
9 - من العادات والتقاليد والمرتبطة بالدين الحنيف ارتباط العيد بالعيديات - والعكس صحيح - والعيديات تشكّل - مهما بلغ حجمها- سيولة في يد النساء تحديدا يتم انفاقها على مختلف الاسواق التجارية - بعد العيد - ولكن من المتوقع هذا العام تراجع الحركة التجارية لما بعد العيد قياسا بالأعوام الماضية.
 10 - ملاحظة : أهم الأسواق التي كانت تنشط عقب العيد «أسواق الذهب».. والتي لا يتوقع أن تنشط هذا العام كما هو المعهود في سنوات سابقة، والسبب أن أسعار الذهب « في العلالي».
 11 - من المهم استثمارعطلة عيد الفطر - حتى لو كانت مدتها قصيرة بتنشيط السياحة الداخلية، وعلى الحكومة والقطاع الخاص استثمار الفرصة لاعادة تنشيط حركة السياحة الداخلية بتقديم مزيد من الحوافز.
 الخلاصة : الأمثلة على مواضع توفر السيولة في الشهر الفضيل وعيد الفطر كثيرة ويطول شرحها، ولكن سواء كانت مسببات توفر السيولة « دينية / شعائرية » أو العادات والتقاليد والتكافل الاجتماعي..وغير ذلك، الا أن أوجه انفاق تلك السيولة لا تسير وفق نهج مؤسسي يشمل أكبركم من شرائح المجتمع المحتاجة والتي تنتظر مثل هذه المناسبات من عام لآخر، فهل يساهم « قانون التنمية الاجتماعية » الجديد في ترسيخ مبادئ « المسؤولية الاجتماعية » - على سبيل المثال.. نتمنى ذلك.