أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    25-Jun-2020

“كورونا” يخلق نمطا استهلاكيا مستجدا بين الأردنيين

 الغد-سماح بيبرس

 أمام أرفف العرض المبردة في أحد المراكز التجارية الكبيرة، وقفت ميساء تتأمّل أسعار السلع المعروضة وتقارن بين المنتجات المختلفة لتقرر شراء “علبة صغيرة” من تلك، وأخرى من نوع “غير التي اعتادت على شرائها”.
“لأوّل مرّة أنتبه على الاسعار وأقارن بينها”، ” لم أكن من قبل أدقق على الاسعار والكميات”، “لقد استبدلت بعض الأنواع بأخرى أرخص”.
قرارات ميساء -الأم لطفل واحد – لم تأت فجأة دون مقدمات، وانما جاءت بعد أن انخفض راتبها هي وزوجها الشهر الماضي بحوالي 30 %، لتضطر “أن تعيد ترتيب أولوياتها وتقنن من استهلاك بعض السلع”.
“حتى مراكز التسوّق التي اعتدت أن أزورها شهريا، غيّرتها وبدأت أتوجه على من يقوم بعمل العروض”.
أما الشاب سامر فقد تراجع عن قرار شراء سيارة جديدة بعد أن قام مدير شركته بتسريح عدد من الموظفين، فهو لا يعلم ما اذا كان سيبقى على رأس وظيفته أم لا، “ما حد بيعرف شو بده يصير، فخليني على سيارتي أفضل”.
أم محمد أيضا كانت قد قررت أن تبيع بعض من قطع ذهبها لتستغل ارتفاع أسعاره غير المعهود، رغم أنّها “لم تفكّر يوما في بيعها”.
شأن جميع نواح الحياة التي تأثّرت بجائحة الكوورنا على مستويات مختلفة ومتعددة، انعكست ذبذبات واهتزازات جائحة كورونا على المواطنين جميعا لتتغيّر طريقة تفكيرهم، وسلوكهم الاستهلاكي وقرارات الشراء اليومية.
فقد انعكست “حالة عدم اليقين” والخوف من المستقبل –وفق خبراء- على جميع القرارات وبات سلوك المعظم يختلف باختلاف الظروف المحيطة، ليتم تصنيف هذه السلوكيات بـ”ما قبل، وأثناء، وما بعد كورونا”.
فيما يرى آخرون بأن سلوكيات الاستهلاك تأثرت بشكل رئيسي بانخفاض الدخول وتراجعها ان لم يكن توقفها تماما عند بعض الأسر، لا سيما مع تطبيق أوامر الدفاع واستناد الكثير من أرباب العمل على هذه الأوامر لتخفيض الأجور، وتسريح عمال، أو تأثر أصحاب العمل الحر وتوقفهم عن العمل تماما.
ويرى رئيس غرفة تجارة الأردن العين نائل الكباريتي، أن سلوك المستهلك اختلف خلال فترات ثلاث هي ما قبل الكورونا وأثناء الكورونا وبعد الكورونا.
وأوضح بأن بداية الجائحة كان هناك ارتفاع على الطلب على المواد الأساسية والغذائية تحديدا، وعادت ثقافة “التخزين” في معظم البيوت، إلا أنه بعد فتح القطاعات بدأت الناس تضع “كوابح” لسلوكها الاستهلاكي وبدأت باستخدام ما كانت قد خزنته خلال الفترة الماضية، ليدخل هذا السلوك مرحلة “ما بعد الكورونا” حيث أن الأولويات اختلفت وتغيرت خصوصا بعد انخفاض السيولة عند الأغلب بسبب تأثر أعمال الكثير من فئات المجتمع.
كما يرى رئيس حماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات، أن جائحة فيروس كورونا التي اجتاحت العالم قد اثرت بشكل سلبي على القدرات الشرائية لدى المواطنين من الطبقتين الوسطى والفقيرة، وذلك نتيجة للظروف الاقتصادية والمعيشية التي يعانون منها اغلبهم قبل واثناء الجائحة. حيث اصبحت القدرات الشرائية عند الاغلبية، وخاصة الطبقة الفقيرة شبه معدومة نتيجة لعدم توفر فرص عمل لهذه الطبقة اثناء الجائحة.
ويعتبر عبيدات، أن هناك تغيرات ايجابية طرأت على سلوك المستهلك من ناحية النمط الاستهلاكي والنمط الشرائي، ذلك أن المستهلكين بدؤوا في الترشيد في مشترياتهم وضبط النفقات وعدم التسرع في ما يحتاجونه من سلع والابتعاد عن شراء السلع التي تشكل عبئا على ميزانية الاسرة، وكذلك عدم تخزين السلع لتوفرها بكميات كافية في الاسواق.
أستاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك الدكتور قاسم الحموري، أتفق مع ما سبق وأشار إلى أن حالة التشاؤم والخوف من المستقبل، هي ما يتحكم في سلوكيات المستهلك اليوم، فالنظرة السوداوية وعدم الاطمئنان للمستقبل جعلت الناس تحجم عن الشراء أو الاستثمار.
كما أنّ “حالة عدم اليقين” وما هي القرارات التي ستصدر في المستقبل أثرت أيضا وفق الحموري، على السلوكيات، وبات الكثير يميل إلى شراء السلع التي تخزن مثلا، كما بات البعض يريد “تأمين نفسه وأسرته” لتتراجع سلوكيات تقديم المساعدة والدعم للآخرين.
ولا ننسى وفق الحموري انعكاس تأثر الدخول لدى الأسر على مثل هذه القرارات، خصوصا مع توقف عمل البعض او تخفيض رواتبهم. فيما أن الآخرين باتوا يشعرون بأنهم “تحت رحمة” صاحب العمل ومن الممكن أن تقطع أرزاقهم في أي لحظة.
يشار إلى أن استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية حول حكومة الدكتور عمر الرزاز، بعد عامين، والذي نشر بالأمس قد أشار إلى أن 37 % من أفراد العينة الوطنية و43 % من افراد العينة يعتقدون أن الأمور تسير في الاتجاه السلبي، وقد اجمع افراد العينة الوطنية وعينة قادة الرأي بأن سوء الأوضاع الاقتصادية (بما في ذلك ارتفاع الأسعار وازدياد البطالة) وتخبط الحكومة في إدارة الازمة سبب الاعتقاد بأن الأمور تسير في الاتجاه السلبي.