وقعت شركات ومؤسسات تجارية وخدمية أردنية وكزخية، أمس الثلاثاء، في عمان مجموعة من اتفاقيات ومذكرات تفاهم، تتصل بمجالات الزراعة والصناعة واللوجستيات والتكنولوجيا الخضراء وتكنولوجيا المعلومات، والتجارة. 

 

 

وشملت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي جرى توقيعها خلال لقاء الأعمال والاستثمار الذي نظمته، أمس غرفة تجارة الأردن والسفارة الكزخية في عمان،  مجالات وقطاعات تجارية وخدمية متعددة بهدف تنمية العلاقات التجارية بين البلدين. 

 

ووقع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شركات كازاخ إنفست ومجموعة إيلاف للاستثمار، وحريز للعطور، والمركز الدولي للتقنيات الخضراء والمشاريع الاستثمارية وصندوق تشجيع الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة، وكاز التجارية وحجازي وغوشة، ويورت تيك ونافذ للخدمات اللوجستية، وآر دبليو ايه للخدمات.

كما شهد المنتدى الذي عقد في مقر غرفة تجارة عمان توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة  الأردن ونظيرتها غرفة التجارة الدولية في جمهورية كازاخستان لغايات  تعميق علاقات التعاون الاقتصادي بينهما، ودعم مبادلات البلدين التجارية.

وأكد رئيس غرفة تجارة الأردن خليل الحاج توفيق، أن انعقاد المنتدى يأتي في إطار مساعي تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري والاستثماري بين الأردن وكازاخستان، مشيدا بالجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني لتطوير وتنمية علاقات المملكة الاقتصادية مع مختلف دول العالم. 

وشدد الحاج توفيق على ضرورة استغلال الإمكانيات المتاحة في كلا البلدين بهدف زيادة التبادل التجاري وإقامة شراكات تجارية واقتصادية بين مجتمع الأعمال في كلا الجانبين بما يسهم  في توطيد آليات التعاون في شتى المجالات وبما يحقق المصالح المشتركة.

وبين أن الأردن يمتلك بيئة جاذبة وآمنة للاستثمار، وأن المملكة لديها اليوم قانون جديد للبيئة الاستثمارية يمنح العديد من المزايا والحوافز للمستثمرين، بالإضافة إلى رؤية التحديث الاقتصادي، داعيا إلى فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين الاقتصادية تقوم على أساس تعزيز الاستثمار وتطوير حجم التبادل التجاري بين الأردن وكازاخستان.

وأشار الحاج توفيق إلى أن المبادلات التجارية بين الأردن وكازاخستان ما زالت متواضعة ولا يعكس مستوى العلاقات الأخوية المتميزة والإمكانات المتوفرة لديهما، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين لزيادته لمستويات أعلى وإزالة العوائق أمام حركة التجارة مشيرا إلى أن الأردن لديه الكثير من المنتجات والخدمات التي احتياجات السوق الكزخي. 

وبلغت قيمة  صاردات  المملكة الى كازاخستان العام الماضي نحو 1،7 مليون دولار، مقابل  1،1 مليون دولار مستوردات.

وأكد أهمية تدشين رحلات طيران مباشرة بين البلدين في ظل عدم وجود منافذ بحرية  بالإضافة إلى تسهيل إصدار التأشيرات للتجار وأصحاب الأعمال الأردنيين الراغبين بزيارة جمهورية كازاخستان.

وقال الحاج توفيق "على الرغم من التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة  وعموم فلسطين ما نتجه عن ذاك من اضطرابات البحر الأحمر وتراجع الاستهلاك إلا أن الأردن يعتبر واحة أمن واستقرار ويمتلك مخزونا من الفرص في العديد من القطاعات الاقتصادية الواعدة". 

من جانبه، أكد أمين عام وزارة الاسثتمار زاهر القطارنة ضرورة الاستفادة من تطور العلاقات الثنائية بين المملكة وجمهورية كازاخستان من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادي والاستثماري والتي ما زالت دون الطموح.

وعرض القطارنة خلال المنتدى المزايا الاستثمارية التي تمتلكها المملكة بموقعها الجغرافي، واتفاقيات التجارة الحرة الثنائية مع دول العالم التي تتيح للمنتج الأردني الوصول إلى أكثر من مليار ونصف مستهلك حول العالم، بالإضافة إلى توفر الموارد البشرية المدربة والمؤهلة والتي تتمتع بمهارات عالية.

وقال القطارنة "على الرغم من انخفاض التصنيف الائتماني للعديد من الدول إلا أن تصنيف المملكة الائتماني ارتفع ليصبح من الدول ذات الجدوى الائتمانية المتوسطة مع نظرة مستقبلية مستقرة بحسب تصنيف وكالة موديز للتصنيف الائتماني"،  مؤكدا أن هذا التقدم يعكس الإدارة الفعالة والحصيفة للسياسات المالية والنقدية الأردنية.

وأضاف أن رؤية التحديث الاقتصادي 2033  تعتبر بمثابة خريطة طريق للسنوات  للعقد المقبل وتهدف إلى إطلاق إمكانات الاقتصاد الأردني لتحقيق نمو اقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة مؤكدا على أن الحكومة الأردنية تدرك بأن خلق بيئة أعمال جاذبة للاستثمارات الجديدة وممكنة للاستثمارات القائمة يتطلب الاستمرار بتطوير وتحسين الإجراءات.

وبين أن وزارة الاستثمار تعمل على تنفيذ مجموعة من المبادرات والمشاريع التي من شأنها خلق بيئة جاذبة للاستثمار وزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى الأردن، وذلك وفي إطار جهودها للترويج للأردن كوجهة استثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ولفت القطارنة  بهذا لخصوص، إلى أن وزارة الاستثمار أطلقت المنصَّة الإلكترونية استثمر في الأردن(  Invest.Jo)، والتي تشمل كافة المعلومات التي يحتاجها المستثمر لاتخاذ قراره الاستثماري بالإضافة إلى خريطة استثمارية تضمنت 39 فرصة استثمارية لمشاريع في عدد من القطاعات وفي مختلف مناطق المملكة.

من جهته، أكد رئيس لجنة الاستثمار في وزارة الشؤون الخارجية الكزخية جابيدولا اوسبانكولوف، أن زيارة الوفد الكزخاني وعقد المنتدى يأتي بهدف تعزيز التعاون في مختلف المجالات خصوصا الاقتصادية والتجارية وتكنولوجيا المعلومات والتعليم والثقافة.  وبين أن هذه الزيارة ستكون فرصة لتعزيز العلاقات الأردنية الكازاخانية في مختلف المجالات، مشيرا إلى التزام كازاخستان بتحقق التنمية المشتركة والشراكة المستدامة على المدى الطويل.

وقال إن كازاخستان تمكنت من الحفاظ على النمو الاقتصادي وأصبحت مكان جاذب  بشكل متزايد لمجتمع الاستثمار الدولي، داعيا الشركات الأردنية للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في بلاده خصوصا في مجال المشاريع الزراعية والغذائية. 

وأشار اوسبانكولوف إلى أن بلاده قامت بتهيئة جميع الظروف لجهة لتطوير الأعمال من حيث حرية ريادة الأعمال، والعبء الضريبي، ومستوى الرقمنة، وجودة الخدمات المصرفية والمالية، مشير إلى وجود 14 منطقة اقتصادية خاصة، وهي معفاة من ضريبة دخل الشركات، وضرائب الأراضي والممتلكات، والعديد من الرسوم الجمركية لمدة تصل إلى 25 عاما.

إلى ذلك، أكد رئيس غرفة التجارة الخارجية في كازاخستان مراد كاريمساكوف الاستعداد لتقديم كل الدعم والخدمات للشركات الأردنية الراغبة بالتواجد في سوق كازاخستان وتسهيل أعمالها بما ينعكس على علاقات البلدين التجارية وتطويرها وتنميتها لمستويات أعلى.

وأشار إلى أهمية تعزيز الجهود المشتركة لإقامة شراكات تجارية واستثمارية إستراتيجية بين البلدين وبما يدعم نمو الأعمال، مشيرا لدور غرف التجارة في دعم وتحفيز الأنشطة التجارية وزيارات ولقاءات الأعمال بين الأردن وكازاخستان وتفيذ المبادرات لإستراتيجة لتبادل الخبرات والمعلومات .

من جانبه، أكد سفير جمهورية كازاخستان لدى  المملكة طلعت شالدنباي، أهمية عقد لقاء الأعمال والاستثمار الأردني الكزخي الذي يعتبر خطوة عملية في تعميق التعاون في مختلف المجالات بين البلدين، مشيرا إلى أن حكومة بلاده تنفذ العديد من الإصلاحات الاقتصادية. 

وبين السفير شالدنباي أن اللجنة الكزخية الأردنية المشتركة ستعقد اجتماعاتها بدورتها الخامسة في عمان خلال شهر كانون الأول  المقبل من العام الحالي والتي ستبحث العديد من المجالات للنهوض وتعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين.