أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    06-Nov-2017

قانون الموازنة العامة وخطابات النواب *نزيه القسوس

 الدستور-في الدورة العادية القادمة لمجلس النواب ستعرض الحكومة عليهم مشروع قانون الموازنة العامة وسيحول أولا للجنة المالية في المجلس لدراسته ووضع توصياتها للسادة النواب ومن المفروض أن هذه اللجنة هي صاحبة الاختصاص في المجلس لكن السادة النواب لا يكتفون بتقرير اللجنة المالية بل يصرون على الإدلاء بدلوهم والقاء الخطابات الرنانة وتوجيه النقد اللاذع للحكومة بحيث أن أي مواطن يستمع إلى خطابات بعض النواب تتكون لديه قناعة تامة بأن هؤلاء النواب لا يمكن أن يصوتوا لصالح مشروع القانون لكن المفاجأة تكون عندما يصوت هؤلاء النواب لصالح مشروع القانون وينسون أو يتناسون كل النقد اللاذع الذي وجهوهه للحكومة  وقانونها .

يتمنى المواطنون أن يشاهدوا بعض النواب وهم يلقون خطاباتهم ويوجهون سهام نقدهم للحكومة بشكل جريء جدا أن يلتزموا بما يقولونه في هذه الخطابات وأن يكونوا أصحاب مواقف ثابتة وصلبة وأن لا تكون هذه الخطابات لمجرد الإستعراص الإعلامي على شاشة التلفزيون وحتى يشاهدهم الناس الذين انتخبوهم ويعتقدون بأنهم يدافعون عن حقوقهم لكن عند التصويت نجد أن هؤلاء النواب لم يلتزموا بما قالوه أبدا.
هذه ناحية أما الناحية الأخرى المهمة فهي هذا المارثون من الخطابات التي لها أول وليس لها آخر حيث يبقى المجلس منعقدا وبشكل متواصل ليستمع إلى خطابات النواب الماراثونية علما بأن معظم النواب ينضوون تحت راية إحدى الكتل النيابية ومن المفروض أن أي كتلة برلمانية لأعضائها نفس التوجه ويستطيع رئيس كل كتلة أن يلقي خطابا باسم كتلته بدلا من أن يصر كل نائب على أن يلقي خطابا بنفسه وعندما نشاهد بعض جلسات البرلمان في بعض دول العالم وعلى سبيل المثال في بريطانيا نجد أن رئيس الحزب هو الذي يلقي خطابا باعتباره ممثلا رسميا لحزبه  ولأعضاء هذا الحزب. 
نحن لا نريد أن نوجه نقدا للسادة النواب بقدر ما نحب أن نراهم ممثلين حقيقيين لشعبهم وأن لا يتمسكوا بالشكليات فالناس اليوم غير الناس في الزمن الماضي ونسبة التعليم في الأردن هي من أعلى النسب في العالم العربي ويستطيع أي مواطن أن يميز بين من هو النائب الذي يمثله ويهتم بقضاياه ومن هو النائب الذي يمارس دوره لا لخدمة مواطنيه بل للإستعراض أمام كاميرات التلفزيون .
على كل حال فالمواطنون يتمنون أن يروا أداء مختلفا للسادة النواب في الدورة القادمة وأن يكونوا على قدر المسؤولية التي يتولونها وأن يمارسوا حقهم في الرقابة والتشريع بشكل حضاري وأن لا يضيعوا وقت مجلسهم ووقت المواطنين بخطابات طويلة لا تسمن ولا تغني من جوع وليس لها أي هدف سوى الإستعراض الإعلامي لأن عددا لا بأس به من النواب كما قلنا سابقا يوجهون النقد اللاذع للحكومة ثم يصوتون لصالح القانون الذي انتقدوه .