وأضاف في مقابلة قبيل زيارته لبرلين – حيث من المقرر أن يلتقي بوزير الخارجية الالماني هايكو ماس وأن يشارك في مؤتمر القمة العالمية الذي تعقده «منظمة الصحة العالمية» أن التخلص التدريجي من الطاقة النووية مثلما تقوم به ألمانيا، هو قرار سياسي، إلا أن العلم يشير إلى اتجاه مختلف.

وأوضح الدبلوماسي الأرجنتيني بشأن التخلي عن الطاقة النووية، وهو الأمر المقرر في سويسرا وبلجيكا أيضاً، أن «الخيار السياسي أمر مشروع، ومن الممكن للدول أن تختار سياسة أو أخرى».

وتابع القول «إن الحقيقة العلمية هي أن الطاقة النووية تعد مصدراً ذو انبعاثات منخفضة للغاية من غاز ثاني أوكسيد الكربون… إنه واقع تجريبي، إن ثلث الطاقة النظيفة تأتي من أصل نووي.»

وقال غروسي نقلاً عن اللجنة الدولية المعنية بالتغيرات المناخية و»الوكالة الدولية للطاقة» أن «أي مسار للوصول إلى عتبة الدرجتين المئويتين اللتين حددتهما اتفاقية باريس للمناخ، هو أقرب إلى المستحيل، إن لم يكن مستحيلاً، بدون الطاقة النووية».

وذكر أن «الطاقة النووية هي جزء من الحل» مُضيفاً أن المفاعلات النووية توفر مصدراً ثابتاً للطاقة، يمكنه المساعدة بطاقة متجددة أقل استدامة من طاقة الرياح أو الماء أو الشمس». ومع ذلك، أشار العلماء المستقلون الذين يشكلون اللجنة الدولية المعنية بالتغيرات المناخية، في تقرير لهم، إلى أن هناك حاجة إلى بذل جهود أكبر لمعالجة مسألة السلامة النووية، وإدارة النفايات النووية، والمخاطر الأخرى الناتجة في حال لم يتم التوسع في الطاقة الذرية.

ويزور غروسي ألمانيا وسط حالة من الجدل المتجدد بشأن موقع تخزين دائم للوقود النووي المُستهلَك، بعد أن حددت شركة النفايات المُشِعّة التابعة للحكومة في شهر الشهر الماضي 90 منطقة كمواقع أخرى محتملة.

وتعتبر فنلندا الدولة الوحيدة حتى الآن، التي تبني مثل هذا المخزن النووي الدائم. وقد تمت الموافقة مؤخراً على موقع آخر في السويد.

وقال غروسي بشأن افتقار الصناعة النووية لحلول طويلة الأمد بالنسبة للنفايات المشعة «لقد قمنا بتأجيل مشكلة إلى أن أصبح من المستحيل عدم مواجهتها». وأضاف أن معارضة المواطنين لدفن مثل هذه المواد بالقرب منهم هو أمر مفهوم، مشيراً إلى أن «المواطنين يميلون إلى تفضيل حل لا يضعهم بالقرب من أي نفايات».

ويبحث العلماء الألمان حاليا عن موقع من شأنه أن يبقى آمنا لمليون عام.

وعلى الرغم من أن هذا الأفق الزمني يكاد يتجاوز الخيال البشري، قال غروسي أن العلماء قادرون على القيام بمثل هذا التقييم، بناء على أفضل المعلومات المتاحة. وأضاف «لا يوجد حل مثالي لأي شيء في العالم. إنها مسألة تقييم الخيارات وإيجاد أفضل حل منطقي مناسب لمشكلة ما.»

وبينما يرغب عدد قليل من الدول في غلق محطاتها الخاصة بالطاقة النووية، يخطط عدد أكبر من الدول لإنشاء محطات جديدة، ولا سيما في آسيا. وقال غروسي أن هناك أيضا اتجاها نحو تمديد عمر المفاعلات النووية القديمة.